'الانتخابات البرلمانية إعادة إنتاج لسياسة الإنكار والإقصاء'
أكدت نساء إقليم شمال وشرق سوريا، أن الحكومة السورية المؤقتة تواصل سياسة الإنكار والإقصاء عبر منع إجراء انتخابات مجلس الشعب في مناطقهن رغم استقرارها، معتبرين إياها محاولة لتهميش مكونات المنطقة، مطالبات بسوريا ديمقراطية تشاركية تضمن حقوق الجميع.

رونيدا حاجي
الحسكة ـ عبّرت عدد من نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن رفضهن للانتخابات البرلمانية التي تعتزم الحكومة السورية المؤقتة تنظيمها، مطالبات بعدم الاعتراف بالانتخابات كونها لا تمثل إرادة شعوب المنطقة.
في ظل التحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها سوريا، تبرز قضية الانتخابات كأحد أبرز الملفات الجدلية التي تعكس حجم التحديات البنيوية في بناء دولة ديمقراطية شاملة، وبينما تستعد الحكومة السورية المؤقتة التي تدار بالعقلية الجهادية لتنظيم انتخابات في بعض المناطق، في حين تتصاعد الأصوات الرافضة لهذه الخطوة من داخل إقليم شمال وشرق سوريا.
"يجب حلّ مسألة الأمن والاستقرار قبل إجراء الانتخابات"
أكدت روجين علي خلف، من المكون الكردي، أن الحكومة السورية المؤقتة تواصل انتهاج سياسة الإنكار والتدمير، متذرعةً بأن منطقة إقليم شمال وشرق سوريا غير آمنة "إقليم شمال وشرق سوريا تحتضن ملايين المدنيين من مختلف الخلفيات والأديان والمعتقدات، ورغم ذلك، تمتنع الحكومة السورية المؤقتة عن إجراء الانتخابات في مناطقنا بحجة انعدام الأمن".
وشددت على أن "منطقتنا أكثر أماناً واستقراراً من العديد من المناطق الأخرى في سوريا، وما نشهده هو استمرار لسياسة الإنكار والتهميش التي اتبعها النظام السوري السابق بحق الشعب".
"الانتخابات تهدف إلى تقسيم سوريا"
من جانبها، أوضحت سلاف بري من المكون السرياني، أن الانتخابات التي تستعد الحكومة السورية المؤقتة تنظيمها لن تُعالج مشاكل الشعب السوري ولن تلبي تطلعاته "عندما تُجرى انتخابات في سوريا، يجب أن تشمل جميع الطوائف وكل مكونات الشعب السوري، لكننا سنُحرم من حق المشاركة، ونرفض هذه الانتخابات التي لا تمثلنا، يجب على الجميع رفضها، لأنها تهدف إلى تقسيم البلاد وانتهاك حقوق السوريين".
وأكدت أن "إقليم شمال وشرق سوريا يُعدّ اليوم المنطقة الأكثر أمناً وسلاماً، حيث يدير الشعب نفسه بنفسه، ويتمتع كل فرد بحقوقه في كافة المجالات، منطقتنا فسيفساء حقيقية تضمن لكل شخص هويته ومكانته".
أما فاطمة عويد، من المكون العربي، فقد شددت على رفض أي سوريا جديدة تُعيد إنتاج سياسات الإقصاء والتقسيم والإنكار "من أجل بناء سوريا ديمقراطية، متنوعة، ولامركزية، واصلت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا نضالها ومقاومتها ضد سياسات الإنكار التي مارسها النظام السوري السابق، واليوم، تعيد الحكومة السورية المؤقتة تطبيق هذه السياسات من جديد".
وشددت على أن "نساء إقليم شمال وشرق سوريا، قدمنّ أبنائهن في سبيل الحرية، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجودنا وهويتنا، هذه الانتخابات لا تمثلنا، ونناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بعدم الاعتراف بها، لأنها لا تعكس إرادة شعبنا".