قطع الغابات... زيادة مبيعات المنتجات الخشبية في إيران

تقول الناشطة البيئية سارة. م "في السنوات الماضية، أصبح السوق الإيراني استهلاكياً للغاية والناس لا يهتمون بالبيئة ويفكرون فقط في شراء المزيد من السلع الاستهلاكية، اعتمدت الحكومة سياسة الصمت وحرائق غابات زاغروس وقطع الأشجار لا تأخذ إجراءات عملية".

سارة كريمي

سلماس ـ يعد الخشب من أقدم المواد التي استخدمها الإنسان منذ بداية الحياة لصنع كافة الأشياء التي يحتاجها، وفي عالم اليوم، يعتبر الخشب مصدراً واسعا للمواد الخام واستخدامه مهم في أي مجال اقتصادي وثقافي وحتى سياسي.

أثر ازدهار صناعة الأخشاب والأدوات الخشبية في إيران على الواردات وورش الأخشاب لعدة سنوات، إلى جانب متانته، وحظي الأثاث الخشبي مؤخراً على اهتمام كبير من الناحية الجمالية، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن توريد الخشب المطلوب لصنع هذه الأشياء يؤدي إلى خسائر في الطبيعة ونتائج كارثية.

 

سوق الأثاث الخشبي

الأطباق والديكورات الخشبية التي تحظى بشعبية كبيرة هذه الأيام يمكن العثور عليها في العديد من المنازل. يعد خشب البامبو من أشهر الأخشاب وأكثرها استخداماً، حيث يستخدم في صناعة العناصر الخشبية، كما أن خشب الجوز مطلوب أيضاً.

سحر أميني إحدى العاملات في بيع وصناعة المواد الخشبية في ماكو، تقول "يتم استيراد العديد من سلع الخيزران ذات الأسعار المرتفعة من الصين. الأوعية والصواني والساعات والأطباق وحاملات الشموع والعديد من الأطباق مصنوعة من الخيزران وتباع بشكل جيد للغاية. ونظراً لارتفاع أسعار المواد المستوردة، تعمل الآن ورش الحاويات الخشبية أيضاً داخل إيران، وعادةً ما يكون الخشب الذي يستخدمونه هو خشب الجوز، وطبعاً خشب البامبو أيضاً يستورد من الخارج وتقوم العديد من الورش بتجهيزه، لكن المحاولة هي استخدام الخشب المحلي لصناعة الأغراض الخشبية لأنها أقل تكلفة وستكون أكثر ربحية للبائع والعميل لأن السعر يكون أقل".

سارة م. ناشطة بيئية في أورمية تقول عن العلاقة بين قطع الأشجار وبيع المواد الخشبية "في السنوات الماضية، أصبح السوق الإيراني استهلاكياً للغاية والناس لا يهتمون بالبيئة ولا يفكرون إلا بشأن شراء المزيد من السلع الاستهلاكية وفي هذا الصدد انتهجت الحكومة سياسة الصمت ولم تتخذ أي إجراء عملي تجاه حرائق غابات زاغروس وقطع الأشجار، كما تأتي العديد من الآلات إلى الغابات ليلاً لقطع الأشجار ونقل الأخشاب إلى أماكن أخرى لاستخدامات مختلفة مما يسبب أضرار جسيمة للبيئة".

في السنوات الأخيرة، ازداد بيع المنتجات الخشبية في الأسواق بشكل كبير، وتستخدم هذه الأخشاب في الأطباق وأدوات الديكور، وأغلب هذه العناصر مصنوعة من خشب الجوز، الذي يسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها للبيئة.

 

زيادة في تهريب الأخشاب

داخل إيران، يستخدم الخشب في الغالب في صناعة الأطباق، لكنه يستخدم في صناعة الأثاث والهندسة المعمارية والبناء وغيرها من الصناعات لأن صناعة الخشب والأثاث اليوم تعد صناعة مهمة في العالم، وبالإضافة إلى الأخشاب المستخدمة في الورش المنزلية، يتم تهريب أنواع معينة من الأخشاب التي تنمو معظمها في قلب زاغروس والغابات الشمالية إلى خارج إيران، كما يوجد سوق ساخن لشراء الأخشاب داخل إيران، رغم أن العديد من الورش تدعي أنها تشتري الأخشاب الزراعية بشكل قانوني، لكن في الواقع، فإن خشب الغابات هو الذي يتم بيعه على أنه مهرب.

ويستخدم مهربو الأخشاب حيلاً مثل إشعال النار في الغابة، وقطع الأشجار وتجفيفها من خلال رش الحمض على جذوعها، وما إلى ذلك، لكن قطع الأشجار وسرقتها بشكل مباشر والتواطؤ مع الحكومة أقل تكلفة بالنسبة للمهربين.

إن معدل غرامات التهريب وسرقة الأخشاب، والتي وضعتها الحكومة فقط للتغطية على سياسة تدمير الغابات، منخفض للغاية لدرجة أن لصوص الأخشاب مستعدون لدفع الغرامة، لكنهم لا يفوتون مضاعفة الأرباح، ولهذا السبب زاد قطع غابات زاغروس بشكل كبير وتشهد المنطقة قطع الأشجار وتهريب أخشابها بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

 

آثار قطع الأشجار

تعتبر الأشجار من أهم العوامل في الحفاظ على التوازن البيئي. إن تغير المناخ والتصحر وتسارع تآكل التربة وتقليل الإنتاج الزراعي وزيادة تركيز الغازات الدفيئة وجميع أنواع المشاكل التي يواجهها سكان الكوكب هي جراء قطع الأشجار. يعد انقراض أنواع الحيوانات والنباتات كنتيجة مباشرة لتدمير بيئتها أحد أكثر الآثار الجانبية فتكاً لإزالة الغابات.

وبالإضافة إلى هذه التأثيرات العامة، فإن 40% من مياه الشرب في إيران توفرها غابات زاغروس، ويتم التحكم في معظم التلوث والغبار من خلال هذه الغابات.

تعتبر غابات زاغروس من الأماكن الرئيسية التي تنمو فيها الأشجار مثل أشجار الجوز، وأصبح لخشب هذه الشجرة الآن العديد من الراغبين، كما أن أشجار البلوط، التي يتم قطعها في الغالب لأغراض الزينة والصناعية، هي أحد الأجزاء الرئيسية لغابات زاغروس، والتي بدونها لا تبقى أي غابة تقريباً.

ومن وجهة نظر سياسية أيضاً، فإن تدمير الأشجار في مناطق مثل شرق كردستان يمكن أن يوفر الظروف الملائمة للتغيير الديموغرافي والهجرة القسرية والسيطرة العسكرية والسياسية الشديدة على المنطقة، وبشكل عام، فإن الاستخدام المفرط للمنتجات الخشبية يمكن أن يترك جرحاً عميقًا للبيئة، مما سيؤثر على جميع جوانب حياة الإنسان.