إنشاء وتقديم أنماط ثقافية لحماية البيئة

تقول الناشطة البيئية سروة بابائي إن "تدمير البيئة له عواقب اقتصادية واجتماعية ضارة، اليوم حماية البيئة وضمان استقرارها هو التحدي الأخطر الذي يواجه المجتمع العالمي، ولكن لا يتم بذل أي جهد لحماية البيئة".

جينو درخشان

سنه - لم تكن العلاقة بين الإنسان والطبيعة منذ بداية الخليقة مثيرة للقلق والتهديد كما هي اليوم. يتم قطع العديد من الأشجار كل يوم، ويتم هدر المياه وتلوثها، وتدمير الغابات الطبيعية وبسبب الحرائق الواسعة النطاق المتعمدة وغير المتعمدة، انقرضت العديد من الأنواع البيولوجية وتم تدمير مئات الأنواع بسبب فقدان موائلها.

على عكس المخلوقات الأخرى، ترك الإنسان دائماً أثراً عميقاً في تدمير البيئة وتهديدها؛ كما يعرف الآن بأنه أحد أهم عوامل تدمير البيئة.

إن آثار الدمار البيئي لم تمر مرور الكرام على المستوى العالمي، ولم تكتف السلطات في إيران باتخاذ خطوات للحد من نطاق هذه الآثار، بل زادت أبعادها مع سوء الإدارة، وتشمل الأمثلة تدمير الغابات والمراعي، والحرائق الواسعة النطاق، وبناء العديد من السدود، والطرق وأنشطة البناء دون اعتبارات بيئية، ووجود الصيادين غير القانونيين، ونقص الأموال وعشرات العوامل الأخرى.

 

"الحرائق تهدد غابات كردستان كل عام"

تقول الناشطة البيئية سروة بابائي حول الحرائق المنتشرة على نطاق واسع، إن تدمير البيئة له عواقب اقتصادية واجتماعية واليوم، تعتبر حماية البيئة وضمان استقرارها وصحتها هو التحدي الأخطر الذي يواجه المجتمع الدولي، ولكن لا يتم بذل أي جهد لحماية البيئة، وخاصة في كردستان، على سبيل المثال، الحرائق الأخيرة في جوانرود، حيث احترق أكثر من 100 هكتار من الغابات والمراعي، بينما كان يوم 16 حزيران هو يوم البيئة العالمي، لم تساعد أي جهة حكومية في السيطرة على الحريق ولم يساعد إلا الناس والمدافعين عن البيئة بأيدٍ فارغة وخاطروا بحياتهم، فتوجهوا إلى الجبال للسيطرة على النيران".

وبينت أنه "يتم تدمير 125 ألف هكتار من الغابات كل عام في جميع أنحاء إيران، ومن المتوقع أنه إذا استمر الوضع بنفس الطريقة، فلن يكون لدى إيران غابة في الخمسين عاماً القادمة، لكن هذه العملية تجري بمعدل أسرع في شرق كردستان وخطر الحرائق الرهيبة يهدد غابات زاغروس".

 

"تدمير البيئة له أيضاً عواقب اقتصادية واجتماعية ضارة"

ولفتت إلى أن هناك العديد من العوامل التي تتسبب في الدمار البيئي "عدم توفر التكنولوجيا المناسبة لإعادة تدوير النفايات، والمعالجة الكاملة لمياه الصرف الصحي، تؤدي إلى المزيد من تلوث التربة والمياه، ولا توجد حتى الآن مواقع لإعادة تدوير النفايات في العديد من مدن مقاطعة سنه والسلطات ليست مستعدة للاستثمار في إنشاء مراكز مناسبة للتخلص من النفايات، وهناك سبب آخر للتدمير البيئي، وخاصةً في مناطق الغابات، وهو تدمير الزراعة والصحة العامة، لأنه مع تسرب النفايات إلى الأنهار ومنسوب المياه الجوفية، تصبح مياه هذه المصادر غير صالحة للشرب. كما أن لها عواقب اقتصادية واجتماعية ضارة، ومع تدمير الأراضي الزراعية بسبب الجفاف ونقص المياه، ومع الفيضانات وعدم وجود مساعدات حكومية لإعادة بناء القرى والأراضي الزراعية وطرق المواصلات، ومع جفاف البحيرات والأراضي الرطبة والأنهار، وتآكل التربة لأسباب بيئية، يضطر القرويون إما إلى الهجرة أو اللجوء إلى وظائف زائفة ومحفوفة بالمخاطر في المنطقة، وبحالة الهجرة، سيزداد عدد سكان الأطراف الحضرية والأحياء الفقيرة، التي كانت تواجه البطالة والفقر من قبل".

 

"الحكومة لا تفكر في حل لمعالجة النقص"

وأضافت إن عدم توفر مرافق إطفاء الحرائق الجوية التي لها تأثير على إخماد الحرائق، هو خلل لا تفكر السلطات في حل له "باستثناء الحرائق المتعمدة وغير المتعمدة، يتم قطع جزء كبير من أشجار جبال زاغروس بشكل غير قانوني كل عام دون إذن، كما أن جفاف الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة وموارد المياه الجوفية مع سياسات بيئية مدمرة فهو لم يحرم الناس من الحصول على مياه الشرب فحسب، بل تسبب أيضاً في مشاكل لعشرات الآلاف من المزارعين، وأخلى العديد من القرى من سكانها، وأجبر العديد من سكان هذه المناطق على الهجرة".

وأشارت إلى أن "البيئة تتعرض للضرر في أيام العطلات والصيف أكثر من أي وقت آخر، الأمر الذي إذا استمر يعني تدمير الحياة، لذلك يعتبر تجنب تلوث البيئة ضرورة، ولكن لا تزال هذه مسألة غير مهمة بالنسبة للكثيرين منا، كذلك القمامة المتبقية في الطبيعة وحرق وقطع الأشجار لتحضير الفحم والحطب، ويمكن ملاحظة أن قطع الأشجار لإنتاج الأخشاب والمواد الإنشائية والصناعية والتوسع المفرط للمدن والمصانع يعد من العوامل الرئيسية لتدمير النظم البيئية وخاصة عنصر البورون والطبيعة الجميلة في كردستان".

وفي ختام حديثها طرحت حلولاً لحماية البيئة "الخطوة الأولى هي منع التلوث البيئي، وتقوم على إنشاء وتقديم نماذج ثقافية يمكنها توعية الناس بالضرر الذي يسببه رمي النفايات في الطبيعة، وتوزيع النفايات البلاستيكية على المسافرين على مداخل المدينة، وإن إيجاد الأماكن المناسبة لرمي القمامة ووضع العلامات التحذيرية وتنفيذ البرامج المختلفة لتوعية المواطنين من الحلول لإنقاذ الطبيعة".