علماء البيئة: لا ينبغي أن يكون النهب مصير هذه الجغرافيا

قال علماء البيئة أن المناطق التي اندلعت فيها الحرائق في آمد ومردين، يجب إعلانها مناطق منكوبة، منددين بعدم مراعاة الحياة.

مدينة ماميد أوغلو

آمد ـ تتواصل الزيارات إلى المنطقة بخصوص الحرائق الواقعة بين منطقة جينار في آمد وناحية شمريكس (مازداغي) في مردين، والتي أفادت التقارير أن سببها الأسلاك الكهربائية، حيث فقد 15 شخصاً حياتهم وأصيب المئات إلى جانب نفوق الحيوانات.

بينما كان القرويون يستعدون لرفع دعوى قضائية ضد DEDAŞ، نفى علماء البيئة الذين فحصوا المنطقة المزاعم بأن الحريق اندلع بسبب حرق القش، حيث قامت عضو مجلس إدارة جمعية منزور للبيئة والحماية، خاتون إيسن، وعضو جمعية علم البيئة، سمرا ماموت، بتقديم تقييمات لوكالتنا حول تحقيقاتهم وملاحظاتهم في المنطقة.

 

"السماء الوحيدة شهدت صراخهم في تلك الليلة"

وأكدتت خاتون إيسن أن النضال من أجل البيئة يجب أن يتم بشكل مشترك "شعب كردستان كان دائماً يشفي جراحه بنفسه، كانت السماء الوحيدة الشاهدة على صراخهم في تلك الليلة، ومرة أخرى، كان هناك من بقي صامتاً أمام هذه الصرخات، وعندما قمنا بزيارة القرى، رأينا أنه بالإضافة إلى مقتل 15 شخصاً، نفقت العديد من الحيوانات وصغارها".

 

"تجاهل معاناة الناس"

وأوضحت أنه تم إبلاغهم بأن DEDAŞ قطعت الكهرباء لعدة أيام عن القرى التي اندلع فيها الحريق، "استمر هذا الوضع بشكل متكرر قبل الحريق، وحتى ذلك الحين، تضررت أو احترقت جميع الأجهزة الكهربائية للقرويين، ومع هذه السياسة المطبقة هنا، لم تؤخذ جهود الناس في الاعتبار على الإطلاق، لقد جاؤوا وأصلحوا هذه الأعمدة للتغطية على أخطائهم، وهذا الوضع لا يناسب الإنسانية على الإطلاق، يفعلون ذلك ليريحوا ضميرهم".

وأكدت أن "وسائل الإعلام الرئيسية لعبت دور القرود الثلاثة في هذه العملية، لقد تجاهلوا الألم والخسائر التي تعرض لها هؤلاء الأشخاص"، مشددةً على ضرورة إعلان المنطقة منكوبة.

وأضافت "جبالنا قصفت، احترقت غاباتنا وقطعت أشجارنا، ولم يُسمح لنا حتى بإطفاء تلك الحرائق، وكان علينا أن نشاهدها من بعيد، لقد اختفت هذه الجبال، وهذه الغابات، وهذه الكائنات الحية. لقد تم التضحية بمياهنا للسدود، عندما تم الانتهاء من قطع الغابات، بدأت الحرائق الآن".

وقالت "لا ينبغي أن يكون هذا النهب هو مصير هذه الجغرافيا، دعونا جميعا نجعل أصواتنا مسموعة ونقول توقفوا عن هذا، لقد جفت دموع أمهاتنا الآن، كعالمة بيئة، أتمنى لو كنا هنا في تلك الليلة، هذا الوضع عار على هذا البلد، هذا البلد ليس لديه أي طائرات هليكوبتر، لم يتمكنوا من جلب الماء وإطفاء تلك النيران، كانوا يكتفون بالمشاهدة".

 

"التدمير البيئي مستمر بشكل منهجي في كردستان"

كما أوضحت عضوة جمعية علم البيئة سمرا ماموت أنه بناءً على دعوة من حركة البيئة، جاءت الجمعية إلى المنطقة التي وقع فيها الحريق، مع علماء البيئة من أجزاء كثيرة من تركيا وشرق كردستان، قاموا بإجراء تحقيق وللتضامن مع الأهالي الذين أكدوا على الإهمال من قبل السلطات في التصدي لمثل هذه الكوارث.

وشددت على أن الحريق الذي وقع نتيجة التدخل المتأخر تحول الحدث إلى كارثة "نحن أمام عقلية لا تقبل المسؤولية أبداً وتدعم سياسات رؤوس الأموال والشركات، ولسوء الحظ، يستمر التدمير البيئي المنهجي والمجازر في كردستان بلا هوادة، واليوم رأينا هذه الصورة مرة أخرى".

وأضافت أن "الحيوانات أصبحت غير مرئية حتى أماكن معيشتها، تم تركها لمصيرها في هذه الحرائق التي تشكل مع قطع الأشجار جزء من سياسات تجريد كردستان من إنسانيتها، لم تؤخذ في الاعتبار الحياة البشرية ولا الحياة الحيوانية التي تم تدمير موائلها، وحتى قبل هذه المجزرة كان الناس هنا يذكرون في كثير من الأحيان أنهم كانوا بدون كهرباء وماء، وحتى هذا يعد مثالاً على سياسة التجريد من الإنسانية والهجرة المطبقة في كردستان، إننا نشهد هذا الوضع بشكل منهجي".