المصانع وحرق النفايات الطبية تدمير مستمر للبيئة

يواجه التلوث البيئي الذي تعاني منه مدينة تانجرو، بغياب الرعاية الصحية للعاملين/ات في مصانع المدينة وهو ما يزيد من الأمراض الخطيرة.

هيلين أحمد

السليمانية ـ كل شيء حول الناس يسمى البيئة، فالبيئة الصحية تنتج أشخاصاً أصحاء، ووجود بيئة غير صحية يسبب تلوث الهواء والعديد من المخاطر الصحية على الإنسان والحيوان، وإن زيادة المصانع دون تخطيط سيكون لها آثار سلبية على البيئة ومن بينها أن مصانع الصهاريج في السليمانية هي سبب رئيسي لتدمير البيئة الصحية في المدينة.

 

"وجود المصانع سيلحق أضراراً كبيرة بسكان المنطقة"

تقول الناشطة البيئية والباحثة في مجال الهواء يريفان شاسوار، أن كل أنواع التلوث البيئي يمكن رؤيتها في تانجرو. فهي ليست فقط مكاناً صناعياً ولكنه أيضاً منطقة سكنية "إن وجود المصانع في المناطق المسكونة تسبب أضرار كبيرة للبيئة ومحيطها، ففي إقليم كردستان تظهر المصانع في وسط المدن ووجودها في تانجرو يسبب أضراراً كبيرة لسكان المنطقة ولم تتمكن السلطات المحلية من إخبار السكان بأن منطقتهم غير صالحة للعيش والابتعاد حفاظاً على سلامتهم. كما أن وجود محلات الحدادين والسباكين والمواقع الصناعية في أطراف المدن يعد من أسباب التلوث البيئي في السليمانية وضواحيها".

وأضافت أنه ينبغي تحديد سبب التلوث البيئي "لم نعد بحاجة إلى التبشير بالمباني الشاهقة، فالحياة الجديدة والتقدم لا يمكن أن يتم عن طريق تدمير البيئة ورفع المباني. التقدم يكون في المنتجات الكردية، وليس في استيراد موادنا الأساسية من دول الاحتلال. وعلى الحزب الحاكم أن يتوقف هنا، ويعيد ميزانيات القطاعات غير الضرورية، وينهض بالقطاعات البيئية".

 

"الإصابات البيئية في تزايد مستمر"

وأكدت أن المصانع تحتاج إلى إعادة تصميم علمي ويجب ألا تستمر في العمل بالقرب من المدن، وإذا اضطرت إلى البقاء في أماكنها، فيجب تركيب مرشحات للهواء ومعالجة مياه الصرف الصحي الخاصة بها. ومن ثم وضعهم في مياه تانجرو، وإجبارهم على إعادة تدوير مخلفاتهم، فلا يمكن لكردستان أن تصبح مكاناً للصناعة وتلوث منطقتها لترسل الصناعات إلى الخارج"، لافتةً إلى أن التلوث لا يتوقف على المناطق الصناعية بل إن التخلص من النفايات الطبية في منطقة تانجرو يتسبب مرة أخرى في تلوث البيئة في المنطقة.

 

"مرضى السرطان بحاجة إلى تشخيص"

وحول انتشار الأمراض بينت يريفان شاسوار أن احصائيات مستشفيات إقليم كردستان مثيرة للقلق للمواطنين حول انتشار السرطان "رغم محاولات مستشفيات الإقليم لمساعدة مرضى السرطان إلا أنه لم يبق أي أمل في العلاج، ولا بد من توضيح أسباب الإصابة بالسرطان للمواطنين، كما يجب العمل على الحد من الأسباب لتخفيف العبء على جميع المستشفيات".

والقضاء على أسباب التلوث البيئي سيستغرق سنوات طويلة "الحد من المصانع وأسباب تلوث البيئة والهواء، أو الحد من الجوانب الرأسمالية للمشاريع المدمرة للبيئة يمكن أن يقلل من التلوث البيئي، فوجود بيئة غير صحية مثل تانجرو جعل سكان المنطقة يواجهون العديد من الأمراض، ويجب أن يخضع العاملون في مصانع المدينة للمراقبة الصحية المستمرة، كما يجب إجلاء سكان تانجرو وتزويدهم بالمأوى. بينما يتم توفير السكن للأشخاص من خارج كردستان، لكن سكان بلادنا يعيشون في خطر وليس لديهم مكان صحي للعيش فيه".

 

"لا يتم تطبيق القوانين البيئية"

ولفتت يريفان شاسوار، أن أحد سكان تانجرو قال لها أن "الهواء في أحيائنا ملوث للغاية لدرجة أننا عندما ننام في الليل ونستيقظ في الصباح، نجد أرجلنا سوداء من الدخان، وكذلك ستائر بيوتنا وأثاثنا دائماً سوداء، معظمنا يعاني من الربو وضيق التنفس منذ الصغر، وعدد الأمراض الخطيرة في تزايد".

كل هذا التلوث يواجه بغياب الرعاية الصحية للعاملين/ات في مصانع المدينة مما يزيد الأمراض الخطيرة "تعرض العاملون في المصانع للعديد من الأمراض لكن بسبب البطالة في المنطقة فإنهم يصمتون عن الأضرار المستمرة التي يعانون منها في المصانع".

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن "البيئة في إقليم كردستان ملوثة للغاية لدرجة أننا لا نحتاج للحديث عنها لذلك يجب تطبيق القوانين التي تم سنها في برلمان الإقليم. لدينا أكاديميون جيدون جداً في جامعتي السليمانية وصلاح الدين، وهم أشخاص محايدون ويجب عليهم التحدث علناً عن هذه القضايا البيئية ويجب ألا نتخلف في الشأن البيئي، ونحن بحاجة إلى الوعي المستمر والضغط على المستوى الفردي. إن الحصول على بيئة صحية ليس لنا فقط، بل للأجيال القادمة".