منتدى ثورة المرأة يختتم أعماله بالمطالبة ببناء كونفدرالية نسائية ديمقراطية
اعتبرت المشاركات في منتدى ثورة المرأة، أن المنتدى يعتبر فرصة لتوحيد الجهود وتبادل الأفكار حول كيفية حماية المكتسبات التي حققتها المرأة وتعزيزها، ودفع نضالها نحو تحقيق مزيد من الحريات والمساواة.
الحسكة ـ أكدت النسويات والناشطات المشاركات في منتدى ثورة المرأة على ضرورة مواجهة التحديات مثل العنف وإبادة المرأة من خلال سياسات فعالة، وأهمية التضامن النسوي والتعاون الدولي وعلى المستويات المختلفة لتحقيق أهداف الثورة، وطرح رؤى لبناء كونفدرالية نسائية ديمقراطية تكون رادعة للأنظمة الاستبدادية، والبطريركية، والعنصرية والرأسمالية.
اختتمت أعمال منتدى ثورة المرأة الذي نظم من قبل مؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا، بمناسبة الذكرى الـ 12 لثورة روج آفا، والذي انطلق اليوم الخميس 25 تموز/يوليو تحت شعار "بالنضال المشترك سنحمي ثورة المرأة"، بمشاركة نساء من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر تقنية الفيديو.
وكان قد ناقش المنتدى خلال محاوره الثلاثة الأولى مختلف القضايا المتعلقة بالمرأة في ظل التحولات السياسية والاجتماعية الحالية، وتداعيات المستجدات والتطورات السياسية على واقع المرأة، والمكتسبات التي حققتها المرأة أثناء ثورتها في مناطق شمال وشرق سوريا، وهل يمكن تعميم نموذج ثورة المرأة في دول الجوار؟، كما سلط الضوء على معنى مصطلح "إبادة المرأة".
"YPJ" يوجه نداءً لنساء السودان واليمن
وتناول المحور الرابع الذي أدير من قبل المتحدثة باسم وحدات حماية المرأة روكسان محمد، كيفية حماية مكتسبات وإنجازات المرأة؟، حيث أوضحت أن وحدات حماية المرأة "YPJ" تعمل منذ تأسيسها على أن يكون المجتمع حر، وفي سبيل ذلك ضحت الكثير من النساء بحياتهن وارتقين لمرتبة الشهادة لتصبحن منارة المرأة.
وأشارت إلى أن حماية المجتمع مسؤولية تقع على عاتق جميع النساء "لن نترك المرأة تحت رحمة النظام الفاشي، وحدات حماية المرأة هي البنية الأساسية لقوة المجتمع"، مضيفةً "لقد كسرنا شوكة داعش ودحرناه، والآن يتطلب منا التكاتف معاً ضد كل الأنظمة القمعية خاصة في المناطق المحتلة عفرين وسري كانيه وكري سبي".
ووجهت نداءً إلى النساء في السودان واليمن قائلةً "على السودانيات واليمنيات أن تنظمن ذواتهن بأفكارهن وقوتهن وإرادتهن وليس بفكر الذهنية الذكورية، عليهن أن تكن قويات، ونحن كوحدات حماية المرأة مستعدات دائماً لحماية المجتمع والمرأة".
أما المحور الخامس والأخير فناقش "كيفية جعل ثورة المرأة نموذجاً للجميع في المنطقة والعالم؟"، وأدارته رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي وهي المنسقة العامة لتحالف "ندى"، وأكدت فيه أن النساء لا تزلن تقفن أمام تحديات كبيرة، أبرزها التحديات الفكرية، لافتةً إلى أن الثورة خارجة عن إطار النظم الحاكمة، أي أنها ثورة اجتماعية بامتياز "إننا أمام تحدي كبير لأن هذه الثورة خارجة عن المألوف".
وتخلل المنتدى مداخلة عبر الفيديو من قبل الجمعية الثورية لنساء أفغانستان "RAWA"، ومديرة العلاقات العامة في جمعية المرأة الخيرية ومنسقة ائتلاف الحماية والحوكمة وحقوق الطفل في لبنان وعضو في منتدى المؤسسات العامة في الوسط الفلسطيني.
كما وجهت نساء تونس رسالة إلى النساء الكرديات من خلال المنتدى جاء فيها "تحية من تونس إلى النساء الكرديات الثابتات في الذكرى الـ 12 لثورة 19 تموز التي انطلقت من مدينة كوباني وامتدت لشمال وشرق سوريا. نحتفل معكن بهذه الثورة التي أظهرت دور النساء البارز في القيادة والمشاركة على جميع الأصعدة، محققات إنجازات عظيمة في مواجهة التسلط والإرهاب. لقد تمكنت النساء من انتزاع حقوقهن وتحقيق مكاسب كبيرة في المجتمع، مما جعل ثورتكن نقلة تاريخية في مسار النضال النسوي".
وأوضحت الرسالة أن نساء تونس ستواصلن النضال لتحقيق المساواة الكاملة رغم التحديات الكبيرة "لقد حققنا العديد من المكاسب بفضل التشريعات التي دعمت حقوق النساء منذ الاستقلال، مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون مكافحة العنف ضد النساء. ومع ذلك، لا يزال الواقع يحمل العديد من الصعوبات، مع تزايد التقييدات على الحريات والحقوق الاقتصادية والاجتماعية".
ولفتت التونسيات من خلال الرسالة التي قرأتها عضو الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات رجاء دهماني، إلى أنهن تواجهن تحديات كبيرة، بما في ذلك التمييز الاقتصادي والهشاشة التي تعاني منها النساء في سوق العمل، واستمرار العنف ضدهن على الرغم من التشريعات التي تهدف إلى حمايتهن "نعمل على تعزيز حقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال منظمات المجتمع المدني والمبادرات الأكاديمية. نهنئكن بذكرى الثورة وندعو إلى مزيد من التعاون والتواصل بيننا لتعزيز حقوق النساء وتحقيق المساواة التامة. نؤمن بأن النساء هن الأساس في تحقيق الحرية والديمقراطية، ونسعى جاهدات لمواصلة النضال من أجل حقوقهن وكرامتهن".
وركز المنتدى على مدى أهمية مناقشة القضايا الجوهرية المتعلقة بالمرأة وتوحيد الجهود لحماية المكتسبات وتطويرها، وأكدت المناقشات على ضرورة مواجهة التحديات مثل العنف وإبادة المرأة من خلال سياسات فعالة، وأهمية التضامن النسوي والتعاون الدولي وعلى المستويات المختلفة لتحقيق أهداف الثورة. بالإضافة إلى طرح رؤى لبناء كونفدرالية نسائية ديمقراطية تكون رادعة للأنظمة الاستبدادية، والبطريركية، العنصرية والرأسمالية.
عبر المنتدى تم التوجه بالتحيات لكافة المناضلات والمقاومات حول العالم كما تم التأكيد على وحدة النضال النسائي ضد كافة الذهنيات السلطوية التي تمارس شتى أساليب الإبادة لا سيما في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا و أفغانستان, المغرب , اليمن, تونس , شنكال , فلسطين,العراق ,السودان و شرق كردستان وايران التي تتعرض النساء فيها الى هذه اللحظة لاساليب إبادة قمعية بعيدة عن الحقوق والأخلاق الإنسانية لذلك وأنطلاقا من هذه النقطة توجه المنتدى بتقديم الدعم والمساندة مع المناضلة /بخشان عزيزي/ واستنكار اصدار حكم الإعدام بحقها من قبل نظام الملالي في ايران والتأكيد على أنه أحد اخطر أساليب الإبادة التي يتم ممارستها باسم الدين والقانون على المرأة لمجرد مطالبتها بالحرية والسلام.
وعلى هامش المنتدى قالت عضو منسقية مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا عبير حصاف "نعيش اليوم في ظل التضحيات التي قدمتها المرأة على مدى السنوات الـ 12 الماضية، لذلك علينا التساؤل حول كيفية حماية الإنجازات التي حققتها النساء في المرحلة القادمة".
ولفتت إلى أن وضع قوانين خاصة بالمرأة وإقرار كوتا خاصة بهن وإشراكهن في إدارة المنطقة عبر الرئاسة المشتركة، وحقوق ينص عليها العقد الاجتماعي، جميعها مكتسبات حققتها النساء في إقليم شمال وشرق سوريا بعد سنوات من النضال.
وأضافت "لن نتوقف عند الذي حصلنا عليه، بل علينا المزيد من العمل والتعاضد بين النساء، لنستطيع الحفاظ على مكتسباتنا"، لافتةً إلى أن النقطة الأبرز والهدف الذي عليهن السعي للوصول إليه هو تعميم ثورة المرأة ليتم تدريجياً تحرير جميع النساء.
وتابعت "ثورة روج التي رفعت شعار "Jin Jiyan Azadî"، رأينا أن هذا الشعار أصبح عالمياً وردد خلال ثورة المرأة في شرق كردستان والمسيرة النسوية العالمية كذلك"، مشيرةً إلى أنه هناك مساندة وتعاطف من قبل النساء اللواتي تعشن ظروف مشابهة لتلك التي تعيشها نساء كردستان وإقليم شمال وشرق سوريا "نحن اليوم بحاجة لخلق جبهة نسوية للانتقال إلى حالة إعلامية تعكس الواقع وإنجازات المرأة ومعاناتها ونضالها في الداخل، وإيصالها بشكل شفاف إلى النساء في جميع أنحاء العالم وهناك حالة متماثلة وخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يجب الوصول إلى حالة النضال والمقاومة في خندق واحد، لتثبيت هذه المكتسبات وجعلها جزء من الميراث النسوي، نحن بحاجة ماسة إلى جبهة نسوية قوية داعمة تستطيع أن تقاوم وتقضي على العنف ضد المرأة".
ودعا منتدى ثورة المرأة إلى الارتكاز على التنظيم والنضال من أجل تطوير أيديولوجية تحرر المرأة، والعودة إلى الذات من أجل حماية مكتسبات ثورة روج آفا التي تعرف بثورة المرأة لتحقيق مكتسبات ومنجزات جديدة، ودعم الانضمام إلى القوات الأمنية والعسكرية بكافة فئاتها من أجل حماية الثورة.
وطالب المنتدى كافة التنظيمات والاتحادات النسائية التحلي بالمسؤولية من أجل تحقيق تشكيل عقد اجتماعي للمرأة وتطبيق العقد الاجتماعي العام كونه الضمانة المستقبلية لحماية مكتسبات الثورة، وتوثيق كافة الانتهاكات والممارسات التعسفية بحق النساء وإدراجها على جدول الإبادة النسائية.
كما أوصى بالتأكيد على أن استهداف النساء الرياديات والقياديات لثورة المرأة إبادة نسائية أكيدة، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود لنشر الوعي حول قضايا المرأة وثورتها من خلال البرامج التعليمية والتوعوية، وتطوير مناهج تعليمية تعزز من فهم حقوق المرأة وقضاياها، بالإضافة إلى تطوير أساليب الحماية والدفاع الذاتي والفكري للمرأة، وتدريبها على مواجهة التحديات بفعالية، وكذلك إعادة النظر في المفاهيم الدينية حول المرأة والنضال ضد التعصب الديني الذي تباد النساء به.
وطالب بالنضال ضد الإبادة البيئية كونها مرتبطة ارتباطاً وثيق بإبادة المرأة وذلك بتحقيق التوازن البيئي والمجتمعي الأخلاقي والديمقراطي، وكذلك تطوير سياسات وبرامج فعالة لمكافحة العنف ضد المرأة وحمايتها من كافة أشكال الإبادة وإنشاء مراكز دعم للنساء المعنفات وتوفير الخدمات اللازمة لهن، واعتماد إطار قانوني يكفل التصدي بفعالية لجرائم قتل النساء بدافع جنساني.
ومن الجانب السياسي، دعا المنتدى إلى زيادة مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي وتعزيز دورها في المجتمعات، لضمان تحقيق العدالة والمساواة، وتعزيز التضامن النسوي على المستويات الداخلية، الإقليمية، والعالمية لمواجهة التحديات المشتركة وتنظيم فعاليات ومبادرات مشتركة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بنموذج الديمقراطية المستوحى من تجربة المرأة الكردية من خلال ورش العمل والندوات التثقيفية، وتطوير منصات إعلامية مخصصة لتعريف الشعوب بإنجازات المرأة الكردية ونشر قيم الديمقراطية الشعبية.
ودعا كذلك إلى المضي نحو بناء كونفدرالية نسائية ديمقراطية تكون رادعاً للأنظمة الاستبدادية والبطريركية والعنصرية والدنيوية والقوموية، والجنسوية وتعزز من قوة وتأثير المرأة في المجتمعات، لتكون منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين النساء في مختلف الدول.