عامان من الحرب تخلف 76 الف قتيل ومفقود ودمار يطال 90% من قطاع غزة
أظهرت إحصائيات مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن أكثر من 76 ألف فلسطيني سقطوا بين قتيل ومفقود خلال 730 يوماً من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، فيما طال الدمار 90 % من مساحة القطاع.

مركز الأخبار ـ تشهد غزة حرباً دامية وسط تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وتُظهر التقارير الواردة من المؤسسات المحلية والدولية أن المدنيين يتحملون العبء الأكبر من هذه الحرب في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
كشفت بيانات صادرة عن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أمس الاثنين السادس من تشرين الأول/أكتوبر أن الحرب المستمرة منذ 730 يوماً أسفرت عن سقوط 76.639 فلسطينياً ما بين قتيل ومفقود، في حين امتدت آثار الدمار لتطال نحو 90% من مساحة القطاع، وتُعد هذه المأساة واحدة من أضخم الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث تعرض لها أكثر من 2.4 مليون مدني يعيشون في القطاع المحاصر.
وأفادت البيانات أن عدد القتلى اللذين تم توثيقهم بعد وصولهم إلى المستشفيات بلغ أكثر من 67 فيما لا يزال نحو 9.500 شخص في عداد المفقودين، إما تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.
وتُظهر هذه الإحصائيات حجم الكارثة الإنسانية إذ تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا 20 ألف، من بينهم ألف رضيع لم يتجاوزوا عامهم الأول، بالإضافة إلى 450 طفل وُلدوا خلال فترة الحرب وقتلوا خلالها، في الوقت الذي تجاوز عدد النساء القتلى 12.500 امرأة بينهن 9 آلاف أم، فيما بلغ عدد الآباء القتلى 22 ألف و426 أباً ما يعني أن أكثر من 55% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين.
وأشارت البيانات إلى أن 2.700 أسرة أُبيدت بالكامل ومُسحت من السجل المدني، بواقع 8.574 قتيل بينما 6.020 أسرة لم يتبقى منها سوى ناج وحيد، مضيفاً أن 1.670 فرداً من الطواقم الطبية قتلوا خلال الحرب على غزة، إضافة إلى 254 صحفياً و140 عنصراً من الدفاع المدني إلى جانب 830 معلماً و193 من العلماء والأكاديميين، و894 رياضياً، و787 من عناصر الشرطة والعاملين في مجال المساعدات.
وأكد البيان أن القوات الإسرائيلية فرضت حصاراً خانقاً على المعابر لمدة 220 يوماً مما أدى إلى منع دخول أكثر من 120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود وفقاً للإحصاءات الرسمية.
وبحسب ما أشارت إليه تقارير الأمم المتحدة فإن هذا التجويع الممنهج تسبّب بوفاة 460 شخصاً من بينهم 154 طفل، فيما يواجه 650 ألف خطر الموت جوعاً، في الوقت الذي يهدد فيه الجوع 40 ألف رضيع نتيجة نقص الحليب الذي يحتاج القطاع منه لـ250 ألف علبة شهرياً.
وكانت القوات الإسرائيلية قد استهدفت 47 مطبخ إغاثة شعبي، و61 مركز لتوزيع المساعدات، وقصفت قوافل الإغاثة 128 مرة مما أسفر عن مقتل 540 شخصاً من العاملين في المجال الإنساني، وفيما يعرف بمصائد الموت أي مراكز توزيع المساعدات تسببت الهجمات بمقتل 2.605 شخص إضافة إلى إصابة 19 ألف و124 أخرين وأكثر من 200 مفقود بين طالبي الإغاثة.
منظومة صحية منهارة
وأوضحت البيانات أن عدد المصابين وصل إلى 169 ألف و583 حالة من بينهم 19ألف بحاجة لتأهيل طويل الأمد، و 4.800 حالة بتر 18 % منهم أطفال، و 1.200 حالة شلل ومثلها حالات فقدان بصر، لافتاً إلى أن 38 مستشفى و96 مركزاً صحياً تعرضت للقصف أو الخروج الكامل عن الخدمة، وتم استهداف 197 سيارة إسعاف، وسُجل 788 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية ومركباتها وكوادرها.
وأكدت البيانات أن القوات الإسرائيلية منعت أكثر من 22 ألف مريض من السفر للعلاج بالخارج، من بينهم أكثر من 5 آلاف طفل بحاجة ماسة إلى إجلاء عاجل و12.500 مريض سرطان و350 ألف مريض مزمن في خطر لمنع إدخال الأدوية.
كما سُجل أكثر من 2.1 مليون حالة إصابة بأمراض معدية و71 ألف و338 حالة التهاب كبد وبائي نتيجة النزوح القسري، فيما حدثت 12 ألف حالة إجهاض بين الحوامل و107 ألف امرأة حامل ومرضعة معرضات للخطر وفقاً للبيانات المعلنة.
وأكدت البيانات أن القوات الإسرائيلية دمرت 301 ألف منزل من بينها 148 ألف بشكل كامل يجعلها غير صالحة للسكن، و153 ألف بشكل جزئي، ما ترك 288 ألف أسرة بلا مأوى، ودفع نحو مليوني إنسان للنزوح القسري، إضافة إلى استهدافها 923 مركز إيواء للنازحين، مضيفةُ أن 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف أصبحت غير صالحة، فيما قتل 17 شخص بسبب البرد في المخيمات، من بينهم 14 طفل.
وكشفت البيانات أن الأضرار المادية نتيجة الحرب لحقت بـ 95 % من مدارس غزة، وتحتاج 90% منها لإعادة بناء كاملة، فيما تعرضت 668 مدرسة، أي ما يوازي 80% من المدارس للقصف المباشر، ودُمرت 165 منشأة تعليمية كلياً و392 جزئياً، وحُرم 785 ألف طالب من التعليم، وقتل أكثر من 13 ألف طالب.
وتعرّضت البنية التحتية لدمار واسع النطاق، شمل تدمير 725 بئراً مركزياً للمياه، و134 مشروعاً مائياً، إلى جانب تلف 700 ألف متر من شبكات المياه والصرف الصحي، كما تم تدمير 3 ملايين متر من الطرق، و5,080 كيلومتراً من شبكات الكهرباء، بالإضافة إلى 208 موقع أثري.