'بالإرادة والمقاومة سنواجه سياسات الإبادة'
يحتفل الإيزيدون في الأربعاء الأول من شهر نيسان/أبريل حسب التقويم الشرقي بالأربعاء الأحمر الذي يعتبر من أقدم الأعياد وأقدسها لديهم، على الرغم من جميع الانتهاكات وحملات الإبادة التي تعرضوا لها.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ "من الضرورة مشاركة الفئة الشابة في الاحتفالات وطقوس الديانة الإيزيدية للحفاظ على العادات والتقاليد الإيزيدية وتوريثها للأجيال القادمة" بهذه الكلمات أكدت المشاركات في احتفالية الأربعاء الأحمر إقليم شمال وشرق سوريا، أنهن ستواجهن سياسات القمع والإبادة بإرادة ومقاومة.
تحت شعار "الإيزيدية هوية، ثقافة، تاريخ، ومقاومة" نظم اتحاد الإيزيديين واتحاد المرأة الإيزيدية في ساحة قرية علوشة بمقاطعة عفرين-الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا عيد رأس السنة الإيزيدية (الأربعاء الأحمر) وزين مكان الاحتفال بألوان الربيع وأعلام اتحاد الإيزيديين واتحاد المرأة الإيزيدية وصور القائد عبد الله أوجلان.
وخلال الاحتفالية قالت الإدارية في اتحاد الايزيديين بمقاطعة عفرين- الشهباء مريم جندو "كل عام من الأربعاء الأول من شهر نيسان/أبريل حسب التقويم الشرقي (الكرمانجي) يحتفل الإيزيديين بالأربعاء الأحمر والذي يرمز ليوم بدء الحياة على الأرض "يعتبر هذا العيد بالنسبة للإيزيديين وللشعب الكردي من أقدم الأعياد وأقدسها ويتمسك بها الشعب الإيزيدي حتى يومنا هذا وله الكثير من الطقوس والعادات والتقاليد كسلق البيض قبل يومين من الاحتفالية وتلوينه بألوان الربيع في إشارة إلى أن البيض كرة أرضية وتلوينه يعي قدوم الربيع والحياة للأرض".
وبدورها تطرقت عضوة اتحاد الإيزيديين واللجنة التحضيرية لاحتفالية عيد الأربعاء الأحمر شيرين عيسو إلى أجواء عيد الأربعاء الأحمر في ظل سيطرة حكومة دمشق على مناطقهم قائلةً "كان النظام البعثي يفرض نفسه من جميع الجوانب على الشعب الكردي على وجه الخصوص ومن بينهم فرض الديانة الإسلامية على الإيزيديين في المنطقة، إلا أننا رغم كنا متمسكين بديانتنا وعاداتنا وتقاليدنا رغم جميع المصاعب والعوائق التي كنا نتعرض لها".
ولفتت إلى أن كل عائلة إيزيدية في المنطقة التي كانت تقطن بها تستقبل هذا العيد في منزلها بسلق البيض وتلوينه، مضيفةً أنه مع انطلاق الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا تمكن الإيزيديون بكل حرية من الاحتفال بهذا اليوم من خلال الفعاليات والاحتفاليات الجماهرية.
وعن انتهاكات وممارسات الدولة التركية بحق الإيزيديين قالت شيرين عيسو "ليس هنالك فرق بين ممارسات النظام البعثي قبل سنوات والاحتلال التركي اليوم في عفرين إنما تزداد شراسة من خلال ارتكاب الإبادة بحق الإيزيديين وديانتهم في المنطقة وذلك بعدما دمرت الأماكن المقدسة الخاصة بهم في عفرين".
وفي الرد على سياسات الدول والأنظمة على السلطوية بإبادة الشعب الإيزيدي لفتت الشابة الإيزيدية لافا جندو إلى إنه من الضرورة مشاركة الفئة الشابة في الاحتفالات وطقوس الديانة الإيزيدية للحفاظ على العادات والتقاليد الإيزيدية ومواجهة سياسات الإبادة والقمع التي تمارس بحق الإيزيديين، مؤكدةً أنهن متمسكات بديانتهن وستحافظن عليها من القمع والإبادة من خلال السير على نهج الديانة الإيزيدية وممارسة طقوسها وتوريثها للأجيال القادمة.
تربسبيه... الإيزيديون يرفعون من وتيرة نضالهم
كما احتفل الإيزيديون في تربسبيه، حيث شاركت فرق متنوعة في العروض التي قدمت، بالإضافة إلى تقديم فقرات غنائية.
وقالت عضوة إدارة البيت الإيزيدي ليلى إبراهيم خلال الاحتفالية "نهنأ قدوم عيد الأربعاء الأحمر على الشعب الإيزيدي وجميع شعوب المنطقة"، مشيرةً إلى أن الأربعاء الاحمر يوم مميز لدى الإيزيديين، "لدينا ثقافة وتراث أصيل معروفين بثيابنا وعاداتنا العريقة".
وبينت أن الشعب الإيزيدي لم يكن معروفاً من قبل ولكن بجسارته ومقاومته عم صداه العالم بأكمله "الشعب الإيزيدي تعرض للكثير من الإبادات، ولكن رغم ذلك لم ينكسر"، مضيفة أنهم شعب مقاوم ولا يتوقف عن النضال من أجل الأجيال القادمة.
وأضافت "لدينا طقوس متنوعة من أجل هذا العيد أهمها تلوين البيض بألوان مختلفة فهي تدل على الطبيعة وألوان شهر نيسان ومدى ترابطها مع حياة الإنسان"، مؤكدة أنهن لن تتخلين عن مقاومتهن كإيزيديات رغم كل ما تعرضن له "ستكون الانكسارات بداية جديدة لتاريخ تسطره المرأة الإيزيدية بمقاومتها".