منبج المحتلة في طريقها إلى الهاوية

ناشد أهالي مدينة منبج لعودة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة بعد تفاقم حالات الاغتصاب والقتل والنزوح في ظل انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته.

سيلفا الإبراهيم

الحسكة ـ مخاطر تثير قلق النساء وهجرة تغزوا المدينة ومطالب بعودة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة واستعادتها لمقاطعة منبج المحتلة في إقليم شمال وشرق سوريا، بعد أن قادتها مرتزقة الاحتلال التركي إلى حافة الهاوية.

تشهد مقاطعة منبج المحتلة إثر الفوضى والفلتان الأمني، هجرة للعائلات والفئة الشابة من المقاطعة، وتعاني النساء مأساة مضاعفة مع ازدياد حالات الخطف والاغتصاب، لذلك تناشدن وحدات حماية المرأة لتخليصهم من الاحتلال التركي ومرتزقته، كما توجهن ندائهن لقوات سوريا الديمقراطية لاستعادة المقاطعة من المحتل، معربات عن امتنانهن للأيام التي كانوا ينعموا بها بالأمن والاستقرار في ظل الإدارة الذاتية ومجلس منبج العسكري المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية.

 

المراحل التي شهدتها المقاطعة

وحول المراحل التي مرت بها المقاطعة خلال الأزمة السورية، تقول سوسن مشعل اسم مستعار من سكان منبج الأصليين "مع اندلاع الأزمة في سوريا مرت على منبج العديد من الفصائل المسلحة منها تحت مسميات دينية والأخرى بشعارات ثورية ولكن كان كلاً منهم أسوأ من الآخر بانتهاكاته بحق الشعب، فمع بداية الأزمة دخل جيش الحر وقام بسرقة الأهالي، ومن ثم داعش الذين فرض السواد والظلم والخوف على المدينة من خطف الرجال وترهيب النساء فضلاً عن حالات القتل والجلد، أي كان تنظيماً إرهابياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبقت منبج على هذه الحالة من عام 2014 حتى عام 2016 إلى أن تحررت على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة".

واعتبرت سوسن مشعل هذه الفترة منعطف تاريخي في واقع أهالي منبج وعلى وجه الخصوص نسائه للتغير الذي أحدثوه والنهضة التي قاموا بها خلال فترة حمايتهم وإدارتهم للمدينة "كان هناك فضل كبير لقوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري وكذلك وحدات حماية المرأة لإعادة كرامة أهل المدينة وصونها وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي كان لهن الحصة الأكبر من المعاناة في حقبة داعش اللواتي منعن من التعليم وفرض عليهن اللباس الأسود، بالإضافة لأبشع الممارسات من سجن وقصاص الرؤوس في الساحات أمام مرأى الأهالي، ناهيك عن التهجير القسري وارتكاب المجازر تحت مسمى الدين والشريعة ولكن ما كانوا يمارسونه لا يمت للدين بأي صلة، لذا تحرير منبج كان بالنسبة لنا حياة جديدة".

ولفتت إلى أنه "أثناء التحرير لم تتنظر قوات سوريا الديمقراطية شيء بل اعتمدت مسبقاً خطة تنظيمية لإدارة البلد، فباشرت بعد التحرير بتنظيم الأهالي وتشكيل المؤسسات الخدمية والتربوية والصحية والاجتماعية والعسكرية والأمنية لإعادة الحركة والنشاط للمدينة بحماية كاملة"، وتشكلت هذه المؤسسات تحت مظلة الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة منبج التي أخذت على عاتقها تنظيم أمور الخدمية والاجتماعية والصحية والتربوية والثقافية والتنظيمية للمدينة بينما حمل مجلس منبج العسكري وقوى الأمن الداخلي زمام أمور العسكرية والأمنية لحماية المدينة على عاقتهما وبهذا الشكل تم تنظيم المدينة خدمياً وعسكرياً وأمنياً.

وأضافت "بدأت النهضة التعليمية في المدينة كما توفرت فرص عمل لجميع فئات المجتمع وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي انحرمن من الانخراط في مجال العمل على مدى تاريخ سوريا ولكن في ظل الإدارة الذاتية اكتسبت ثقتها بذاتها وغامرت في جميع المجالات وتفوقت لتصبح ريادية في خدمة مجتمعها وتنظيمه والنهوض به، ناهيك عن النهضة الاقتصادية والثقافية والتعليمية التي شهدتها منبج عاماً بعد عام"، مشيرةً إلى أن "ما ميز هذه الإدارة هو التوافق والتناسق فيما بينهم على صعيد المؤسسات العسكرية والمدنية أي عندما تقدم شكوى تحصل على حقك، وأي أحد يرتكب جريمة أو سرقة يتحاسب وهذا يبين مدى تنظيم المدينة وانضباطها".

أما عن مرتزقة الاحتلال التركي الذي شن هجوماً على المقاطعة منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، أفادت سوسن مشعل بأنه "بعد دخول المرتزقة التي تسمي نفسها جيش الحر والتي لا تمت بالحرية صلة ولا يمكن تسميتها بجيش لأنها بلا قيادة، إنها مجرد فصائل مسلحة نشرت الفساد في المدينة، منذ ما يقارب الـ 25 يوماً تسيطر على المدينة حالة الفتلان الأمني التي وصلت لها المدينة لا توصف، تاريخ منبج لم يشهد فوضى مماثلة لما تعيشه المقاطعة الآن، من تفاقم حالات السرقة وتشليح المنازل خطف الشباب بهدف دفع الفدية لهم لغايات شخصية وذرائع واهية لا أساس لها، ولا توجد لهم قيادة أو مرجعية لمحاسبتهم، وكل جرائم السرقة والجنائية يرتكبونها دون رادع".

وعما تعانيه النساء في ظل الاحتلال التركي أفادت "نحن النساء نتخوف من الخروج من المنزل ليلاً ونهاراً فقد شهدت المقاطعة منذ أسبوع حالة اغتصاب لطفلة لم تتجاوز السبع سنوات من قبل مرتزق في فصيل العمشات، وحتى الأهالي باتوا يقلقون على بناتهم ونسائهم لأن المرتزقة مستعدين للهجوم على أي منزل وخطف أي فتاة تثير إعجابهم رغماً عن عوائلهن وذلك تحت تهديد السلاح".

ولفتت إلى أنه "دائماً ما تكون النساء هن ضحايا الحروب ولكن لم نشهد أقسى من هذه الحرب التي تمارس على أجساد النساء والأطفال دون رادع أمام مرأى العالم، فضلاً عن انعدام الخدمات من الكهرباء والماء ونقص في مادة الخبر بعد سرقة المرتزقة للطحين، وبدأ الأهالي بعمارة المباني خارج المخطط بسبب عدم وجود رقابة وتنظيم".

 

مناشدات لاستعادة المدينة

وفي ختام حديثها، ناشدت سوسن مشعل قوات سوريا الديمقراطية لتخليصهم من مرتزقة الاحتلال التركي وكما توجهت بنداء خاص لوحدات حماية المرأة لاستعادة المقاطعة لأنهن كنساء تواجهن واقعاً مأساوياً يرثى له في ظل انتهاكات الاحتلال التركي "نود العودة إلى الامن والاستقرار الذي كنا نتحلى به ولا يمكننا إعادة ذلك إلا بوجود قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة لأننا خلال الأزمة السورية لم نعش الحرية والاستقرار إلا في حقبة حمايتهم لمنبج، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه لن يتبقى أحد في منبج والأهالي جميعهم سينزحون من بطش الاحتلال".