المناطق المحتلة تتحول إلى ساحات للمجازر والتطهير العرقي
يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته ارتكاب الجرائم والانتهاكات في المناطق المحتلة من إقليم شمال وشرق سوريا محولاً تلك المناطق إلى ساحات للجرائم والاعتداءات والتطهير العرقي.
نورشان عبدي
كوباني ـ دعت مهجرات عفرين وأهالي مقاطعة منبج المحتلة، جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالخروج عن صمتها أمام الانتهاكات التي ترتكب بحقهم ومحاسبة الاحتلال التركي ومرتزقته على جرائمهم التي تسبب التهجير القسري والقتل والدمار والنهب وغيرها الكثير من الجرائم.
تتضاعف انتهاكات الاحتلال التركي داخل الأراضي السورية المحتلة من قتل وخطف واغتصاب وتغيير ديمغرافي ابتداءً من مدينة عفرين ووصولاً إلى مدينة الشهباء ومنبج بهدف توسيع مشروعه الاحتلالي داخل الأراضي السورية والقضاء على تلاحم وتكاتف المكونات ومقاومتهم التي يحاربوا بها جميع سياسات الاحتلال.
قالت وحيدة بلال وهي إحدى مهجري عفرين وتقطن في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا "قبل الأزمة السورية كنا نقطن بمدينة حلب ومع بدء الثورة وتعرض المدينة للقصف العنيف والعشوائي توجهنا إلى مدينتنا عفرين لنعيش بأمان وسلام، فالحياة في عفرين كانت طبيعية وجميلة والوضع المعيشي للأهالي كان جيداً، وكون الاحتلال التركي يحارب السلام ويدمره شن هجوماً عنيفاً على مدينتنا في عام 2018 وتسبب بتهجيرنا إلى الشهباء بريف مدينة حلب"، مبينة أن التهجير القسري بحد ذاته جريمة ارتكبها الاحتلال التركي بحقهم.
وعن الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي بمدينة عفرين، أوضحت أنه "بعد تهجيرنا القسري بقيت نسبة قليلة من الأهالي داخل المدينة ليحموا ممتلكاتهم، ولكن الاحتلال التركي سيطر على كل شيء داخل عفرين، نهب ودمر وسلب وحتى اعتدى على الأهالي خاصة النساء حيث تعرضن للخطف والقتل والتعذيب داخل مراكز الاحتجاز وما يزال مصير العديد منهنّ مجهولاً إلى يومنا الحالي، وحولوا عفرين من مدينة للسلام إلى مكاناً لارتكاب الجرائم والتطهير العرقي".
ولفتت إلى أنه "منذ بداية تهجيرنا إلى الشهباء والاحتلال التركي يمارس جرائمه بحقنا، كنا نتعرض بشكل يومي للقصف وارتكب العديد من المجازر بحق الأهالي"، مبينة أن ذات صباح استيقظ مهجري عفرين وأهالي مدينة الشهباء على أصوات الرصاص والقصف "هاجم مرتزقة الاحتلال التركي مدينة الشهباء، وقاموا بمحاصرتنا من كافة الاتجاهات، وتجنباً لتعرضنا للانتهاكات والجرائم هُجرنا من الشهباء أيضاً".
وأضافت "أهالي عفرين عاشوا الكثير من المأساة تهجرنا من مكان إلى آخر، وخسرنا كل ما نملك وما يزال الاحتلال يمارس انتهاكاته بحقنا، وضع شعبنا المتبقي داخل عفرين في خطر، الانتهاكات تتضاعف في المناطق المحتلة لتواجهها أصوات النساء التي تصرخ لخلاصهم من الظلم، ولاتزال المنظمات الحقوقية والانسانية صامتة أمام الانتهاكات والاعتداءات التي تخالف القوانين الدولية".
وعن المشاهد المرعبة والمؤلمة التي عاشها مهجري عفرين والشهباء أثناء توجههم إلى مقاطعتي الجزيرة والفرات على الطريق، قالت وحيدة بلال "عندما هجرنا من الشهباء كنا من ضمن القافلة الأولى، وكانت المرتزقة تقف على الطرقات بأعداد كبيرة ومناظرهم كانت مخيفة، المركبات كانت تصطدم ببعضها بسبب السرعة وخلاصهم من أماكن المرتزقة، عشنا لحظات صعبة لم نستطيع نسيانها حتى وصلنا إلى مدينة كوباني".
وتابعت "القافلة الثانية التي خرجت بعدنا كان من ضمنهم أقرباءنا تعرضوا للنهب والسرقة على الطريق كما أن المرتزقة استهدفت قافلتهم بالرصاص والقذائف"، متسائلة "هل القتل والدمار والنهب هي حريتهم؟".
وفي ختام حديثها قالت المهجرة العفرينية وحيدة بلال "مقاومتنا ستبقى مستمرة أمام جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته ولن نعود إليها حتى نحررها، فعفرين لنا وستبقى لنا وبمقاومتنا سنحقق عودتنا ونعيد الأمان والسلام إليها من جديد".
بدورها قالت إقليم حجو من مهجرات مقاطعة منبج المحتلة "بعد أن تحررت مدينة منبج من داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية عاد إليها الأمن والسلام من جديد، وعاشت مكوناتها وفق مبادئ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، وليقضي الاحتلال التركي على التعايش المشترك في منبج شن هجوماً عنيفاً عليها ليحتلها ويحولها من مدينة السلام إلى بؤرة الإرهاب".
وأضافت "تعاني منبج المحتلة من جرائم وحشية، خاصة التي تمارس بحق المرأة، الاحتلال التركي يعيد سيناريو انتهاكات عفرين وتل أبيض وسري كانيه اليوم في منبج والشهباء المحتلتين".
وحول تهجيرهم إلى مدينة كوباني، أوضحت أن "الاحتلال تسبب بتهجيرنا إلى مدينة كوباني، في الحقيقة أهالي كوباني فتحوا أبوابهم أمامنا وتقاسموا معنا أحزاننا، لكننا لسنا سعداء كوننا تركنا خلفنا مدينتنا ومنزلنا وكل ما نملك خلفنا"، مضيفةً "نعلم بأننا لو بقينا في منبج لتعرضنا لأبشع الجرائم".
من جانب آخر تحدثت الشابة غاردينيا محمد من مقاطعة منبج المحتلة عن هجوم مرتزقة الاحتلال التركي عليها واحتلالها "تسببوا بحرماننا من استكمال تعلمينا، وحُرمنا من أحلامنا وطموحاتنا التي قد بنيناه في منبج".
وبينت أن الاحتلال لم يفرق بين الطفل وغيره في ارتكاب انتهاكاته وجرائمه "نسمع ماذا يحصل من انتهاكات داخل عفرين وغيرها من المناطق المحتلة فحتى الأطفال يتعرضون للتعذيب، لذا عندما هاجموا مدينتنا هجرنا منها خوفاً من تعرضنا للانتهاكات".
ودعت غاردينيا محمد في نهاية حديثها منظمات حقوق الإنسان والطفل لوضع حد لجرائم مرتزقة الاحتلال التركي وخروجهم من كافة الأراضي المحتلة ومحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق شعوب إقليم شمال وشرق سوريا.