حفاظاً على البيئة... باحثة تستخدم الدراجة يومياً
تحرص آية كودجي على استخدام الدراجة في تنقلاتها اليومية سواءً للدراسة أو العمل رغم التنمّر والتحرش في الطرقات، وكذلك سعي منها في الحفاظ على البيئة.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ باحثة تونسية تحث على استخدام الدراجة في التنقل كونها وسيلة آمنة وصديقة للبيئة وتساعد الإنسان في الحفاظ على صحته كما تساهم في الحد من التغيرات المناخية.
بهدف نشر ثقافة الدراجات الهوائية نظراً لفوائدها البيئة والاقتصادية والرياضية، قالت الباحثة في علوم المياه آية كودجي "استخدم الدراجة يومياً للتنقل سواء للدراسة أو العمل حيث اقطع بواسطتها مسافات بحدود 10 كيلو متر ذهاباً وإياباً، فأنا مغرمة بقيادتها منذ الصغر حيث كنت استعملها للذهاب برفقة أخي للقيام بتمارين السباحة وكذلك عند زيارة منزل جدتي في نهاية كل أسبوع".
وذكرت أنها لم تعد تستخدم وسائط النقل الأخرى منذ فترة طويلة خاصة بعد تعرضها لحادث اصطدام دراجتها بسيارة، حيث أصيبت بصدمة نفسية وبقي شعور الخوف والقلق يراودها عند محاولتها العودة إلى قيادة الدراجة، إلا أن جمعية تعنى باستعمال العجلات ساهمت في عودتها إلى ذلك بالإضافة لمساعدتها على التخلص من تلك الآثار النفسية، لافتةً إلى أنها تحولت من مستخدمة للدراجة إلى مدربة للنساء والأطفال على قيادتها بالإضافة للتوعية بهذا المجال.
وأوضحت "أحاول يومياً الحديث عن هذا الأمر وتوعية الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكمصورة للموجات فوق الصوتية أعمل على توعية الأطفال بأهمية استعمال الدراجة في المؤسسات التربوية حيث كانت تجربة جيدة بالتعاون مع معهد "مونداس فرانس" قمت خلالها بتعليم 24 طفل منهم من لديه فكرة ومنهم من لم يقد دراجة من قبل إلا أنه في النهاية تمكن الجميع من تعلم قيادة الدراجة".
وأشارت إلى أنها تتمنى أن تنخرط المؤسسات التعليمية في هذه المبادرة وعدم جعل الامكانيات المادية عذراً "إذا علمنا الطفل من الصغر فإننا سنخفف عن المستقبل عبء استخدام السيارات وبالتالي تغيير الأفكار المتعلقة بالحفاظ على البيئة وجعلها تتجه نحو السعي إلى انتاج هواء نظيف خالٍ من انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة الناتجة من المحروقات".
وعن التنمّر والمضايقات أشارت آية كودجي إلى أن "مستخدمي الدراجات بصفة عامة يواجهون مضايقات من قبل سائقي السيارات حيث يتعمدون عدم ترك ممراً للعبور فما بالك إذا كان المستخدم من النساء".
وأضافت " انا كفتاة سعيدة باستخدام الدراجة للتنقل ولكن نحن الفتيات نواجه العديد من المشاكل أثناء القيادة في الشوارع سواء من قبل بعض سائقي السيارات أو حتى المارة أو الجالسين في المقاهي، كما نتعرض للتنمّر والكلام الفاحش والتصرفات الغير لائقة".
وأكدت أنها تحاول تجاوز كل هذه العوائق أثناء القيادة كونها لا تريد أن تجعل من أي صعوبة عائقاً يقف أمام تحقيق النجاح في هدفها، "بالتأكيد لو ازداد عدد مستخدمي الدراجات من النساء فبالتالي سننتصر على الذهنية الذكورية ثم ستتحوّل العملية إلى مسألة عادية في نظر الرجال ومستخدمي الطرقات".
وقالت إن "استخدام الدراجات له مزايا بيئية عديدة وآثار إيجابية على المستوى الاقتصادي وذلك من خلال التقليل من استخدام الوقود والوقوف في طوابير محطات الوقود وتخفيف الضغط المروري على الطرقات وتفادي مصاريف الميكانيكي، كما أنه لا يجب أن ننسى تأثيرها على صحة الإنسان".
ولفتت إلى أنها تملك سيارة خاصة, إلا أنها تستخدمها فقط لقطع المسافات الطويلة فهي على معرفة تامة بمشاكل الضغط المروري وانعكاساته السلبية، ناصحة باستخدام الدراجة لأنها اقتصادية ونظيفة وصديقة للبيئة.