"مركز تقوية النساء" يمكن المرأة اقتصادياً

على الرغم من الصعوبات التي يواجهها مركز تقوية قدرات النساء في إقليم الحوز، إلا أنه استطاع تمكين النساء اقتصادياً من خلال تدريبهن كيفية إنشاء المشاريع وابتكار تعاونيات فضلاً عن إنشاء مقاولات.

رجاء خيرات

مراكش ـ يعمل مركز تقوية قدرات النساء بالجماعة القروية آيت أورير بإقليم الحوز، على تأطير وتأهيل وتأمين الموارد المالية للنساء لخلق مقاولات خاصة توفر لهن لقمة العيش.

يقدم مركز تقوية قدرات النساء بالجماعة القروية آيت أورير بإقليم الحوز في المغرب تدريبات متنوعة لتقوية قدرات النساء وتطوير مهاراتهن في مجال خلق مقاولات صغرى ناشئة أو تعاونيات كإطارات منظمة توفر لهن الاندماج في سوق العمل، كما يعمل المركز على تحفيز النساء والفتيات لخلق مشاريع مدرة للدخل.

وقالت المساعدة الاجتماعية بمركز تقوية قدرات النساء والمشرفة على المشروع سعاد بوروسين إن "تنظيم هذه الورشات لفائدة النساء في وضعية هشة تندرج في إطار مشروع لدعم الجمعيات النسوية بإقليم الحوز، حيث استفادت جمعية الفضاء الجمعوي النسائي بأيت أورير" من دعم المؤسسة الدبلوماسية، وذلك لمساندة المتضررات من الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من أيلول الماضي"، مشيرةً إلى أن الهدف من هذا المشروع هو التمكين الاقتصادي للنساء، من خلال تلقينهن كيفية إعداد المشاريع وإنشاء تعاونيات وتسييرها مالياً وإدارياً، فضلاً عن إنشاء مقاولة.

وأكدت على أن الحصول على شهادة تخرج بعد أن تخضع المستفيدات لتدريبات مكثفة يبقى غير كافٍ إذا لم يكن بمقدورهن أن تخلقن مشروعهن الخاص، يخول لهن الاستفادة من الفرص والانخراط في سوق العمل، وهو ما جعل العاملات بالمركز تفكرن في تنظيم ورشات لفائدة المستفيدات وتمكنهن من معرفة كيفية إنشاء تعاونيات ومقاولات وتقربهن أكثر من عالم المقاولة. 

 

 

من جهتها ذكرت مؤطرة ورشة كيفية إنشاء مقاولة زهور فطاشي أن "الهدف من هذا التدريب هو تقوية قدرات النساء بعد أن خضعن لفترة تدريب في العديد من المهن هنا بالمركز مثل الإعلام والخياطة والحلاقة والطبخ، وقد أشرفن على الانتهاء من فترة التدريب وستحصلن على شهادة تخول لهن ممارسة المهن التي اكتسبنها طيلة الأشهر الماضية، وبالتالي فهن في حاجة إلى معرفة دقيقة بكيفية إنشاء مقاولة وتسييرها وكذلك تطويرها".

وأوضحت أن هذه الورشة تهتم بالأساس بدراسة السوق ومتطلباته والتسويق من تقنيات وتسيير مالي وتمويل وغير ذلك، فضلاً عن احتساب تكلفة الإنتاج وكيفية تسويقه وإيصاله للزبائن، ثم كيفية الرفع من جودته.

وعن الصعوبات التي تجدها النساء في إنشاء مقاولة، أشارت إلى أن الصعوبة الأساسية تكمن في غياب التفكير المقاولاتي لدى أغلبهن، وكذلك التخوف من خوض المغامرة، لافتةً إلى أن "هدفنا من هذه الورشات هو تبديد هذه المخاوف وتحفيز النساء لإنشاء المقاولة وتطويرها وتحسين جودة المنتج ودراسة سوق المؤشرات التي تتحكم فيه، والأهم الإيمان بالمشروع وتوفر الرغبة والعزيمة والمثابرة، حيث أنه بضبط هذه الأمور سوف تنجح المقاولة".

وبينت أن العديد من النساء استطعن أن تنجحن في إنشاء مقاولات، بل وأصبحنَ رقماً صعباً في سوق المقاولة كما أنهن تفوقن على منافسيهن، وبشأن المنطقة ولكونها صغيرة وقروية وحول ما إذا كان ذلك سيقلل من فرص النجاح، أكدت أن فرص النجاح متوفرة بالمنطقة، وأن المشاريع إذا ما اتسمت بالجدية والعمل فإن نجاحها يكون مضموناً بالتأكيد، وأن هذا ما تحاول من خلال الورشة أن تزرعه في نفوس المستفيدات.

 

 

بدورها قالت إحدى المستفيدات منى الساري إن الورشة ساعدتها كثيراً في فهم الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنها، حيث أصبحت لها رؤية واضحة عن كيفية إنشاء مقاولة وكيفية دراسة الجدوى، فضلاً عن تقنيات التسويق، مشيرةً إلى أنه "بالنسبة لي سبق وأن استفدت داخل مركز تقوية النساء من عدة ورشات تدريبة ساعدتني كثيراً ومعرفة كل ما يتعلق إنشاء مقاولة وما يحيط بها من صعوبات".

وأكدت أن هذه الورشات من شأنها أن تفتح آفاقاً كبيرة للنساء، سواء في تغيير حياتهن نحو الأفضل أو المساهمة والانخراط في تنمية المنطقة، لافتةً إلى أنها تعتزم إنشاء مقاولة خاصة بها من خلال التركيز على الاستفادة من الإعلاميات في ابتكار تصاميم خاصة بها في مجال صناعة الملابس.

 

 

أما بالنسبة لورشة إنشاء تعاونية نسوية، فأكدت رئيسة تعاونية الاقتصاد الاجتماعي التضامني بجهة مراكش أسفي سعاد القاسمي، أن الهدف من هذه الورشة هو تأطير النساء اللواتي تستفدن من تدريبات مهنية في مجالات مهنية متخصصة، بهدف تأهيلهن وانخراطهن في إطار يمكنهن من التعاون وتبادل الخبرات، في إطار ما يسمى بـ "التعاونية".

وبينت أن التعاونية تساعد النساء على الخروج من البيت والانفتاح على المجتمع المحيط بهن، كما تضمن لهن الاستفادة من تجارب نساء أخريات فضلاً عن أنها تشكل فرصة لقاء بين فاعلات أخريات في تعاونيات مشابهة من خلال البرامج والمعارض.

 

 

من جهتها ذكرت إحدى المستفيدات آسية لكضيض أنها تلقت تدريباً في الخياطة بمركز تقوية قدرات النساء، وأن هذه الورشة ساعدتها على اختيار ما يناسب مستقبلها لإنشاء مقاولتها الخاصة، حيث أصبحت على دراية بمميزات كل من الشركة والتعاونية والمقاولة الذاتية.

وأكدت على أهمية إنشاء التعاونيات النسوية بالنسبة للمستفيدات من التدريبات المهنية، لكونها ستساعدهن على الانخراط في سوق العمل، كما ستؤمن لهن مردوداً مالياً يمكنهن من الاستقلالية واتخاذ القرار في حياتهن بشكل عام، مشيرةً إلى أن الحصول على تدريب مهني أو حرفي في مجال ما يبقى غير ذي جدوى إذا لم تنخرط المستفيدة في سوق العمل، وتحصل على فرصة تمكنها من تسويق منتجها وتطويره وتحسينه.