لإعادة دمجهن في المجتمع... هيئة المرأة تؤمن فرص عمل للعائدات من المخيم

عبر التدريب على إدارة المشاريع وتسويقها تعمل هيئة المرأة في المجلس التنفيذي في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، على تأمين فرص عمل للعائدات من مخيم الهول بهدف إعادة دمجهن بالمجتمع.

يسرى الأحمد

الرقة ـ عبر افتتاح عدة تدريبات مهنية لتعليم إدارة وريادة المشاريع والتعريف بالتسويق وكيفية تسعير منتجاته، تطمح هيئة المرأة لتأهيل وتمكين القدرات الشخصية للنساء العائدات من مخيم الهول بهدف دفعهن للانخراط ضمن سوق العمل وإدارة مشاريعهن الخاصة لإعادة دمجهن ضمن المجتمع.

بهدف خلق فرص عمل للنساء المعيلات في المجتمع وخاصة العائدات من مخيم الهول، افتتحت هيئة المرأة في المجلس التنفيذي بالتعاون مع البرنامج العالمي الأمريكي الذي يدعم سبل العيش في 7 كانون الأول/ديسمبر 2023، مشروع تدريب يضم قسمين الأول توظيفي والثاني دعم مشاريع صغيرة مختلفة.   

حول برنامج المشروع قالت نائبة لجنة المرأة في المجلس التنفيذي في مقاطعة الرقة ختام مصطفى "بدأنا بالتجهيز لمشروع "سبل العيش"، وفق خطة العمل أنطلق المشروع على مرحلتين توظيف ودعم المشروع، حيث يتم التسجيل عبر التقديم الورقي والإلكتروني وهناك تدريبات تخضع لها المستفيدات منها جلسة إرشاد وظيفي، وجلسة ريادة أعمال في المشاريع الخاصة، وجلسة تطوير مهارات وأسلوب التعامل مع الأطراف الأخرى في العمل، لتكن مؤهلات وقادرات على الانخراط بالشكل الصحيح ضمن ميادين العمل".

وعن الهدف من افتتاح المشروع أوضحت "تركت الحروب التي شهدتها المنطقة العديد من التداعيات السلبية التي كانت في مقدمة ضحاياها النساء والأطفال، فمنهن من فقدن المعيل، فأصبحن المعيلات لأسرهن، لهذا نسعى من خلال هذه التدريبات إلى دعم هذه الشريحة من النساء، عبر توفير فرص عمل لهن، لكي تعتمدن على ذواتهن وتكن أكثر ثقة بأنفسهن وبقدراتهن الشخصية لتجاوز كافة الصعوبات التي تواجههن في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة".   

وحول فئة النساء التي استهدفها المشروع قالت ختام مصطفى "استهدفنا النساء من المجتمع المضيف والعائدات من مخيم الهول وذلك بالتعاون مع مركز الرعاية الاجتماعية التي من شأنه تولي أمورهن وتوفير فرص عمل لهن لدمجهن في المجتمع بسلام".

ولفتت إلى أن الهدف من دمج العائدات من مخيم الهول مع المجتمع المضيف ضمن التدريبات كونهن بحاجة ماسة للقضاء على أفكارهن المترسخة منذ أعوام، لذا من الضرورة إعادة تشكيل أرضية اجتماعية لهن، وإعادة دمجهن في المجتمع من جديد بشكل سليم وصحيح.

أما بالنسبة للهدف من دعم المشاريع الخاصة بالنساء أكدت "يوجد العديد من النساء اللواتي تمتلكن خبرة في العديد من المهن كصنع الألبان والأجبان وبيت المونة وغيرها التي توارثنها عن جداتهن وأمهاتهن، لكن بحكم أنهن لا تملكن رأس المال لتفعيل مهنتهن والعمل بها سوف نقدم لهن الدعم الاقتصادي، لتتمكنن من افتتاح مشاريعهن الخاصة واستثمارها".

وحول المفاهيم التي تمكنت المرأة من كسرها في ظل نظام الإدارة الذاتية قالت "منعت المرأة من المشاركة في العديد من المجالات التجارية والصناعية بحكم أنها حكر على الرجل فقط، ولكن مع تطبيق مفهوم الحياة التشاركية وفق نظام وأسس الإدارة الذاتية، ساهم ودفع المرأة لتفعيل دورها في جميع القطاعات الصناعية والتجارية والإدارية والاستثمارية، وهذا ساعد على تطوير وتنمية الإنتاج المحلي في المنطقة".

وحول الإجراءات التي ستتم في نهاية التدريبات لفتت ختام مصطفى إلى أنه "سيتم في نهاية التدريبات توزيع شهادة خبرة وسنتولى مهمة توظيفهن في القطاعات العامة ليكون بمقدورهن العمل في كافة المؤسسات المدنية والخدمية، إضافة إلى القطاعات الخاصة من معامل وشركات صناعية وغذائية، وذلك عبر اتفاق ما بين هيئة المرأة وصاحب العمل بمناصفة أجور العمل وتوظيفهن بعقد لمدة ستة أشهر".

 

 

وعن سبب انضمامها إلى تدريبات الدعم للمشاريع الصغيرة قالت المتدربة منال أحمد مصطفى إنه " افتتحت في منزلي مشروعي الصغير في بيع الألبسة، لكن مردوه ضعيف بحكم أني لا أملك رأس المال الكافي، لذا أنا بحاجة إلى دعم مادي يجعلني قادرة على توسيع مشروعي وتطويره".

وحول أهمية التدريبات المهنية في توفير فرص عمل للنساء المعيلات أكدت "تمكنت النساء من خلال هذه التدريبات على اكتساب خبر ومهن عديدة ومختلفة مكنتهن من تطوير ذواتهن ومهاراتهن الشخصية ودفعهن لتفعيل دورهن بشكل أفضل ضمن المجتمع، كما ساهمت هذه التدريبات في توفير فرص عمل للعديد من النساء المعيلات في المجتمع وخاصة النساء العائدات من مخيم الهول".

وأوضحت أن "استمرار هذه المشاريع التي تدعم المرأة سواء مادياً أو فكرياً تؤهلها لتكون قادرة على الانخراط ضمن ساحات العمل وتضع بصمتها في تطوير المجتمع وتقدمه وإعالة نفسها وأسرتها".

وحول أهمية انخراط المرأة ضمن ساحات العمل بينت "طرأت على المرأة العديد من التغيرات الواضحة مقارنة قبل انضمامها إلى التدريب وما بعد، فقد باتت أكثر قوة وإرادة وجرأة وثقة بنفسها وقدراتها، وهذا ما سيمكنها من كسر المفاهيم المجتمعية الخاطئة التي ترى أن المرأة ضعيفة وغير قادرة على إدارة المشاريع، ودفعها لأثبات دورها والانخراط ضمن سوق العمل وافتتاح مشاريعها الخاصة".

وترى أنه من الضروري أن تتسلح المرأة بالخبرة في العمل "من الضروري أن تتسلح المرأة بالفكر والإرادة الحرة وتكون أكثر قوة وعزيمة وأن تثبت دورها على جميع الساحات، وأن تعتمد على نفسها في تحقيق استقلالها الذاتي والاقتصادي، لكيلا تترك مجال للسلطة الذكورية أن يفرض سلطته وهيمنته عليها".