'جمع النباتات الصالحة للطعام يشكل دخلاً بسيطاً للقرويين'

تقول نساء قرى منطقة سارال في ديوانداره بشرق كردستان "على الرغم من أن الربيع هو بداية جديدة وخضراء، إلا أن الأمر لا يختلف بالنسبة لنا نحن نساء القرى".

هوجين شيخي

ديوانداره -بالنظر إلى ميل مجتمعات اليوم إلى استخدام النباتات الطبيعية بدلاً من المركبات الكيميائية والاصطناعية، يمكن للنباتات الطبية أن تلعب دوراً هاماً في اقتصاد القرى.

نظراً لقرب القرى من الموائل الطبيعية للنباتات الطبية، ومعرفة المرأة الريفية بخصائص النباتات، يمكن لمجالات النمو ومجال تطبيقها أن يكون لها تأثير إيجابي على دخل الأسر الريفية، وهذا الدخل مهما كان صغيراً، يخلق التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية.

تنمو النباتات الربيعية الخاصة بمنطقة سارال التابعة لمدينة ديوانداره من ينابيع هذه المناطق الفوارة كل عام في فصل الربيع، ويقوم أهالي قرى هذه المناطق بحصد نباتات مثل الخرشوف، واللبلاب، والشمرة، والفطر وغيرها ويبيعونها للمدن، كل عام في الشهرين الأولين من موسم الربيع، تقوم نساء شرق كردستان بشراء النباتات الصالحة للطعام بسبب خصائصها العلاجية والطبية، وحتى في المواسم الأخرى من العام، تحتفظن بها بطرق مختلفة فالاستهلاك المفرط يمكن أن يكون فعالاً في تدمير الطبيعة والبيئة.

تقول مريم حسيني من قرية ديواندره في دربند أن الأهالي يتعرضون دائماً لمختلف الأمراض بسبب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والأطعمة الكيميائية والصناعية، لافتةً إلى أهمية تناول النباتات، وعن طريقة طهوها قالت "يتم طهي النباتات بطريقة بسيطة ولا شك أن أي شخص يستطيع ذلك، حتى أنني احتفظ بكمية في الثلاجة لتحضيرها بعد انتهاء موسمها".

وأضافت "نباتات الربيع لها خصائص مختلفة في الوقاية من الحساسية الموسمية، وأنا أنصح أطفالي دائماً بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة غير الصحية، وأنصح الجميع بتناول النباتات الكردستانية الصالحة للأكل، فهي سهلة الهضم ومفيدة جداً للصحة، وغالباً ما تستخدم لصنع المخللات، وتخلط مع الزبادي، واليخنات، وهناك أنواع تؤكل نيئة مثل البصل الأخضر مع الملح".

فيما تقول كاجال سعيدي "نحن من قرية هزار كانيان ونعمل بالزراعة وتربية الحيوانات، ومن خلال بيع نسبة من منتجات الألبان من الأبقار والأغنام لمحلب الألبان، ونحصل على دخل بسيط لأنفسنا، ورغم أن فصل الربيع هو بداية جديدة وخضراء، إلا أن الأمر لا يختلف بالنسبة لنا نحن النساء في القرية، فنحن نعمل بجد طوال فصول السنة ونعمل ونعاني أكثر من الرجال، ولكن حقوقنا أقل منهم".

ولفتت إلى أنه "عندما ننتهي من تربية الحيوانات، نذهب إلى الجبال والأراضي المحيطة بها، وهذه المنطقة من ديوانداره معروفة بخضرتها وبها نباتات جيدة مثل، الخرشوف، والراوند، ولذلك أتجه نحو تناول النباتات الصالحة للأكل، فمثلاً نبات القزحية فعال في علاج بعض الأمراض منها النقرس واليرقان والدوسنتاريا وإنقاص الوزن والأوريجانو لنزلات البرد".

زينات زندي إحدى النساء من قرية زاغه أشارت إلى أن خبز الكلانة المحلي يحظى بشعبية كبيرة بين الناس وحتى السياح هذه الأيام باعتباره تذكاراً لكردستان "خبز الكلانة من أقدم الوجبات السريعة التي أصبحت سلعة جيدة ومصدر دخل لشعب كردستان، ويصنع من نوع من النباتات الجبلية يسمى اللبلاب في فصل الربيع والثوم المعمر، وهو ذو قيمة غذائية كبيرة وغني بالفيتامينات ويحظى بشعبية كبيرة ويشتريه أهل كردستان والمسافرون، ويتم تناوله مع الحساء واللبن".

وذكرت أنه من المهم جداً معرفة هذه النباتات الربيعية "لا يعلم الجميع أيها صالحة للأكل، فالفطر والنباتات الربيعية ينبغي أن يجنيها من يعرفون طبيعتها لأن هناك احتمال أن تكون سامة وغير صالحة للأكل، أذهب إلى الطبيعة وأرى الناس يجمعون هذه النباتات بشكل عشوائي، لكن من المهم معرفة طبيعتها، وأنا نفسي لا أقطف نباتات الربيع وأحاول في الغالب الشراء من النساء اللواتي يبعنها في السوق".

وقالت كلاويج رحيمي إحدى النساء اللاتي يبيعن سلال كبيرة من النباتات الصالحة للأكل "لحسن الحظ أن الناس معجبون جداً بالنباتات الصالحة للأكل في موسم الربيع، لأن لها فوائد كثيرة، وأسعارها تزيد عن 40 ألف تومان وتقريباً لم ترتفع. مقارنة بالعام الماضي، أبيع حوالي 6 إلى 8 أنواع من النباتات.

وأشارت إلى أن قطف النباتات الصالحة للأكل في موسم الربيع يشكل مصدر دخل صغير للقرى المحيطة "يتم جمع نباتات المراعي الجبلية في كردستان من قبل نساء القرية أو رجالها في مكان واحد ومن ثم توزيعها من قبل أشخاص آخرين على مستوى السوق، فإن جمع هذه النباتات مهم للغاية ولا ينبغي أن ينقرض، فالنباتات تعتمد على هطول الأمطار. ومع المعرفة والخبرة الطويلة من النشاط في هذا المجال، نعلم أياً من النباتات صالحة للأكل في موسم الربيع بإقليم كردستان، والتي يكون لها فوائد علاجية وطبية مثل جوزران أو "زهرة جوزبان" لتهدئة الأعصاب وعلاج الصداع، "جلاخا" منشط للقلب والكبد وتسريع عملية الهضم، "خوجي" لتخفيف تصلب الشرايين وآلام العظام، "قاضياخي" للأمراض الجلدية والحكة، "سيمورا" لتخفيف آلام السرة واليرقان، و"الراوند" مفيد للمعدة، وكرنفال للزهايمر، والعديد من الفوائد العلاجية والطبية الأخرى.

وأوضحت "نأخذ النباتات التي أجمعها في الجبال معنا إلى المنزل ونقوم بتنظيفها مع نساء أخريات ونرسلها إلى المدينة للبيع، لكن دخلنا قليل بالرغم من أن الوسطاء يبيعون النباتات بضعف السعر الذي اشتروه منا، لكنه يبقى أفضل من أن نجلس دون عمل".