تونس... إطلاق معرض لتسليط الضوء على الانتهاكات المرتكبة بحق النساء

احتفلت نساء وفتيات تونس كسائر نساء العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان للتذكير بحقوقهن المسلوبة.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أطلقت منظمة "صحفيون من أجل حقوق الإنسان"، أمس السبت 9 كانون الأول/ديسمبر، معرض "صوت النساء والفتيات" بقاعة الأخبار بالعاصمة تونس للوقوف عند ما تعانيه النساء والفتيات من انتهاك لحقوقهن في البلاد رغم كافة التشريعات والقوانين التي تم وضعها لحمايتها.

قالت عضو جمعية "أصوات نساء" حذامي مثلوثي لوكالتنا "اليوم شاركنا في المعرض السنوي لصوت النساء والفتيات لأنه لا يمكن أن تكون جمعية أصوات نساء غائبة عن هذا المعرض واخترنا أن تكون المشاركة عبر تقديم دراسة ميدانية رصدنا من خلالها مدى إدراك التونسيين للجمعيات في تونس ومنسوب الثقة في عملها ورصدنا مشاركة النساء في العمل بالجمعيات".

وأضافت "كمتطوعات أردت أن تكون لدينا أرضية إحصائية ننطلق منها حتى نستطيع أن نطور من أنفسنا كفاعلين في المجتمع"، لافتةً إلى أن الجمعية قامت بعرض ملصقات وحقائب يدوية وبيعها لتكون في شكل تبرعات للمعتقلات وذلك بعد أن قامت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بزيارة ميدانية لسجن منوبة ولاحظت أن وضع النساء في السجون متردية جداً كونهن تفتقرن إلى أبسط سبل النظافة الصحية.

وأشارت إلى أن هدفهم الأساسي حفظ حقوق النساء وانتزاع حقوقهن المسلوبة، مبينةً أن جمعية "أصوات نساء" عملت خلال حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة وهي تعمل دائماً من خلال برامجها وأهدافها على إعلاء صوت المرأة ومكانتها.

 

 

التشبيك والتمكين

النهوض بأوضاع المرأة في جميع المجالات ومساعدتها على التمتع بحقوقها وتجاوز العنف المسلط ضدها وتمكينها اقتصادياً والحرص على تعليمها وتدريبها هي بعض أهداف جمعية "رؤى فرنانة" التي تحدثت رئيستها منجية هرمي عن أهمية التشبيك بين الإعلام والمجتمع لإيصال صوت المرأة ومعاناتها لصناع القرار.

وأوضحت أن المعرض أطلق تزامناً مع اختتام حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان فهو فرصة لتوعية المجتمع بضرورة حماية حقوق النساء وتجاوز النقائص بمدينة فرنانة على غرار ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم وارتفاع البطالة في صفوفهن وتعرضهن للعنف بشتى أشكاله.

وأشارت إلى أن حقوق المرأة منقوصة رغم كافة القوانين والتشريعات الموجودة لأن الذهنية الذكورية تحول دونها ودون أن تتمتع بها خاصة المناطق الريفية حيث تستغل عاملات الفلاحة بأجر أقل من الرجل وفي ظروف سيئة جداً، مشددة على ضرورة العمل على التمكين الاقتصادي للمرأة حتى تكون عنصراً فاعلاً.

 

 

 

مازلنا نصبو إلى الحرية والتناصف في مواقع صنع القرار، هكذا استهلت الحرفية في صناعة الحلي مريم ضيف الله حديثها، مضيفةً "لقد تمت دعوتي للمشاركة في هذا المعرض لأن منتجاتي ملائمة لمحور المعرض".

وتابعت "نشعر بأن النسوية تهمة في تونس وهي مرتبطة بالانحلال الأخلاقي بينما هي ضرورة لأننا لم نصل إلى ما نصبو إليه لأن العنف مستمر ضد المرأة في العديد من المجالات فهي لا تزال بعيدة جداً عن تجاوز النقائص".

وأوضحت أنه رغم الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد فهي متمسكة بمواصلة العمل الذي ورثت تصاميمه عن جدتها التي كانت تصنع الزربية "لقد سميت مجموعتي بتاء التأنيث لأنها محاولة تكرار تجربة الجدة مع الزربية مع اعتماد وسائل أخرى".

 

 

كتاب "نساء ونصف"

وعلى هامش المعرض، قدمت الصحفية يسرى بلالي الماجري كتاب "نساء ونصف" الذي أعده موقع الكتيبة بدعم من منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان، وقالت إن الكتاب تضمن عدة تحقيقات صحفية قامت بها صحفيات تونسيات حول قضايا تهم النساء ومنها العنف والقتل وتجميد البويضات والحقن المجهري في البلاد والحيف الاجتماعي الذي تعاني منه الفلاحات والنقابيات، وتناول حقوق النساء في مشروع الرئيس قيس سعيد "العدل الاجتماعي بديلاً عن المساواة".

وأضافت في هذا الكتاب غاصت هيئة تحرير الكتيبة في أعماق عالم النساء في تونس وفق أسلوب استقصائي وتفسيري، مشيرةً إلى أن النصوص القانونية التي تدافع عن حقوق النساء، والمقالات والدراسات التي توثق الظلم واللامساواة الفعلية كثيرة في تونس.