متظاهرات تطالبن بتخصيص الميزانية للشعب وليس للحرب

تحت شعار "ميزانية للشعب وليس للحرب"، نزلت النساء العاملات في تركيا وشمال كردستان إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهن وحقوق الشعب كافةً في ظل مواجهة الفقر المنتشر في البلاد.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ ستنطلق جلسات مناقشة مقترح قانون موازنة الإدارة المركزية لعام 2024 هذا العام في مجلس البرلمان في 11 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وبحسب جدول العمل، ستستمر مفاوضات الميزانية لمدة ١٢ يوماً متواصلاً، ورداً على الأمر احتج اتحاد النقابات العمالية العامة، ونزل للميدان تحت شعار "نريد موازنة عامة ديمقراطية تخدم العمل".

نظم اتحاد النقابات العمالية العامة مظاهرات في العديد من المناطق، كما دعا الآلاف من الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات التي نظمت في مدينة آمد بشمال كردستان إلى صرف الميزانية على العمال، وليس على الحرب، في إشارة منهم إلى الفقر الذي يعانون منه.

 

"الحروب والأزمات أرهقت الشعب"

قالت الرئيسة المشتركة لغرفة مهندسي البيئة فرع آمد، نوجيان يلدرم إنه يجب على الحكومة صرف الميزانية للشعب، وليس على الأزمة "لقد اجتمعنا هنا اليوم ضد الميزانية التي تدخرها الحكومة لسياسات الحرب التي تنتجها والعصابات وللمطالبة بميزانية تدعم العمل والمرأة والبيئة. نريد أن تقدم الضرائب التي يتم جمعها من الشعب، لقد عانت هذه البلاد من الحرب كثيراً، نريد الآن ميزانية تخدم السلام والشعب، لم نتمكن من تغطية تكاليف معيشتنا خلال الأربع السنوات الماضية بالميزانية التي كانت تخصص للشعب، سنتواجد في الساحات من أجل مطالبنا، وسنقدم كل ما لدينا من نضال ديمقراطي".

 

"لن نسمح لهم بأن يجعلوننا ندفع ثمن الأزمة"

من جانبها ذكرت دريا جوشكون الرئيسة المشتركة لاتحاد الموظفين العاملين بقطاعي الصحية والخدمات الاجتماعية فرع إيلازيغ، إنه لا يمكن القضاء على الأزمات في البلاد التي ترتفع فيها نسبة الفقر والعوز، مشيرةً إلى أنهم نزلوا إلى الساحات للمطالبة بتخصيص حصة من الميزانية للعمال.

وأضافت "في هذه الفترة التي بلغ فيها حد الفقر ٤٩ ألفاً وحد الجوع ١٦ ألفاً، يتقاضى الموظفون العاملون في قطاع الرعاية الصحية أيضاً أجراً أدنى من حد الجوع، وهذا الوضع يجعلنا نواجه ظروف صعبة للغاية، لقد جئنا إلى هنا اليوم لنرفع أصواتنا، لسنا نحن من تسبب في الأزمة الاقتصادية في البلاد، ولا يمكنهم جعلنا ندفع ثمن الأزمة، إذا نظرنا في الأمر من المستوى الإقليمي فقط، تعاني منطقة إيلازيغ من حالة فقر شديدة، أنه وضع مؤسف ومؤلم".

ولفتت إلى أنه في هذه الفترة العصيبة التي لا يتمكن فيها الأهالي من الذهاب للمنزل، فأن تخصيص الميزانية للحرب وضع لا يمكن تقبله أبداً، مبينةً أن "الأطفال يخلدون للنوم وهم جائعين، ولا يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة وإذا ذهبوا لا يمكنهم أخذ طعام معهم، وتواجه العائلات صعوبات كبيرة في هذه المرحلة، إذ لا يمكنهم إرسال أطفالهم إلى المدرسة، كما يواجه العمال والموظفين أيضاً مشاكل جسيمة. الشعب في وضع صعب جداً بسبب الغلاء وارتفاع الفواتير وأسعار المنتجات الغذائية، حتى أولئك الذين يتقاضون راتبين لا يتمكنون من تغطية نفقاتهم، أننا مجتمعين هنا نطالب بحقوقنا ضد هذا الفساد، يجب تخصيص الميزانية للشعب وليس للحرب".

 

"تخصيص الميزانية للنساء والعمال"

بدورها جددت عضو اتحاد عمال التعليم والعلوم فرع ديلوك أليف سويليجي، مطالبهم في الموازنة "إننا هنا لننادي بمطالبنا فيما يتعلق بالميزانية والأوضاع المعيشية، نريد أن يتم وضع حد لسياسات الحرب، ونطالب بتخصيص ميزانية للتعليم والنساء والعمال لا للحرب، سنواصل الصراخ بأعلى أصواتنا حتى تصل للبرلمان، ونجدد رفضنا للمعاناة التي تسببت بها الحكومة فنحن نزداد فقراً يوماً بعد آخر، والنساء تعانين بشكل خاص من هذا الوضع، لذلك سنستمر في النضال في مواجهة هذا الأمر بكل ما لدينا من مقاومة وإيمان، لأننا في وضع يجبرنا على تجاهل احتياجات أطفالنا، سواء كانت من حيث الغذاء أو الملبس، وعلى هذا الأساس سنستمر في التعبير عن مطالبنا في ضرورة إنهاء الفقر وتخصيص الميزانية المنفقة على الحرب للشعب، في كافة المجالات".