بحضور نسائي زاد عن الـ 50% معرض بيروت الدولي للكتاب يختتم فعالياته

على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من الناحية الأمنية والاقتصادية، شكل معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ 65 والذي يقيمه النادي الثقافي العربي سنوياً، تظاهرة ثقافية مميزة جمعت الفئات العمرية المختلفة مع حضور نسوي كبير.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ اختتمت فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ 65، بمشاركة أكثر من مئة دار نشر، حيث كانت القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة الأكثر تفاعلاً من قبل الحضور والمشاركين في الندوات والكتب والإصدارات وفقاً لما تطرقت إليه العديد من دور النشر والمكتبات، كما شهد المعرض حضوراً نسوياً كبيراً، مع التركيز على القضايا النسوية المختلفة المتعلقة بحقوق النساء.

يقيم النادي الثقافي العربي سنوياً معرض بيروت العربي الدولي للكتاب وبدأ فعالياته لهذا العام في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، وانتهت أمس الأحد 3 كانون الأول/ديسمبر، وبمشاركة أكثر من مئة دار نشر ومكتبات لبنانية وعالمية، حيث نالت المحاضرات والندوات والكتب التي تتطرق إلى فلسطين وغزة التفاعل الأكبر.

قالت زينة فرغل من دار نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات "شهد المعرض إقبالاً أكبر في نصفه الثاني، فمنذ يوم الخميس بدأ الوضع يتحسن، وبالنسبة لإصداراتنا فلدينا الكثير من الكتب التي تعنى بقضايا المرأة مثل النساء في القضاء، وقلق الجندر والحركة النسوية، وهذا الأمر جعل النساء تقبلن أكثر على إصداراتنا، التي لاقت رواجاً لدى جمهور النساء".

 

 

 

من جهتها قالت جمانة الغور من دار الآداب "تمحورت المواضيع المطلوبة حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وكان هناك إقبالاً على كتب الأديبات الجديدات مثل كتاب ميثاق النساء لحنين الصايغ، ومؤلفات إيمان اليوسف، وعلوية صبح، وحنان الشيخ، وسحر خليفة، وسحر مندور، وسامية عيسى وغيرهن".

 

 

 

وأوضحت لين أبو خليل من الجامعة اليسوعية أنه "نشارك كجامعة في هذا المعرض لنمكن الجمهور من متابعة إنتاجات الباحثين في الجامعة، سواء كإصدارات ورقية أو على الإنترنت، وكجزء من دورنا الثقافي والتوعوي، لاحظنا أن تواجد العنصر النسائي أكبر في المعرض، ومعظم المواضيع التي تبحثن عنها هي التاريخ والتربية والقضايا كفلسطين وغيرها"، مشيرةً إلى أن "حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة تستقطب اهتمام الجمهور، حيث كان هناك طلباً على إصدارات تندرج تحت هذا العنوان".

 

 

 

أما فاطمة الريس من دار رياض الريس للنشر والكتب فقالت "بعد أن سمع الناس عن المعرض، شهد إقبالاً أكثر من البداية، وهو معرض عريق ينظم للسنة الـ 65، والجمهور الثقافي في لبنان ينتظره سنوياً"، وعن الإقبال النسائي قالت "معظم المشاركات ومسؤولي دور النشر والجمهور من النساء، أما ثقافياً، فأذواق الناس متنوعة، ويقبلون على مواضيع مختلفة من الشعر والفكر والسياسة والرواية والتاريخ خصوصاً، والمذكرات والقضية الفلسطينية حيث تم طلب العديد من الكتب التي أصدرناها، وعلى سبيل المثال، سردية الجرح الفلسطيني وهو عن سياسة إسرائيل وقد طلب بكثرة".

 

 

وقالت ليديا زغيب من قسم المنشورات في جامعة اللويزة NDU "مشاركة الجامعة في مثل هذه المعارض ليست بهدف الربح المادي، بل للمشاركة في الفعاليات الثقافية المختلفة مع باقي الجامعات، وكان الإقبال أقل من الأعوام السابقة، ربما بسبب الظروف التي يمر بها البلد، وبما يتعلق بالمشاركة النسائية، فحيز النساء في كتبنا كبير للغاية، لجهة الكاتبات والباحثات للكتب في هذا المجال، وكذلك لجهة الإقبال، حيث شكلن أكثر من 50 بالمئة، وتنوعت المواضيع المطلوبة مثل الكتب السياسية لشارل مالك والشعرية للشاعر اللبناني سعيد عقل، والتاريخية عن الحقبة الفينيقية، ووفقاً للاختصاص".

 

 

 

أما صاحبة مكتبة الحلبي رنا الحلبي فقالت "مكتبة الحلبي مكتبة مستقلة تنشر باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية ونشارك في هذا المعرض منذ العام 2015، ما عدا السنة التي أقفل فيها بسبب جائحة كورونا، والإقبال جيد للغاية، وكانت المشاركة من فئات متنوعة ولا سيما النساء من مختلف الأعمار، والعائلات، والإقبال كان على عدة كتب، منها كتب الأطفال والكتب باللغة الإنكليزية والروايات والتنمية البشرية باللغتين الإنكليزية والفرنسية والأدب ولا سيما عن فلسطين بسبب الأوضاع الحالية، وكذلك بسبب المواضيع المتنوعة، تنوع الطلب والرواد".

وأضافت "هذا الشكل من المكتبات الذي تتميز به مكتبتنا، حيث يتميز شكلها بالحميمية وتعطي دفئاً معيناً، وتلبي طلب مجتمعها الخاص، بالكتب التي تستقطب فئات عمرية وخلفيات متعددة، كما نقوم بنشاطات عدة ضمن المكتبة، جمع حولنا العديد من محبي الكتب والثقافة، مثل قصص الأطفال ونقاشات حول الكتب ومع الكتاب، وكذلك تشجيع القراء على اقتناء كتب لكاتبات، وهو ما جذب الكثيرين ليكونوا جزءا من هذه المكتبة".

 

 

 

وقالت طالبة الماجستير في مجال السياسات العامة والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت عناية عطا الله من فلسطين "آتي دوماً لهذا المعرض لأن جميع الكتب والمؤسسات تكون موجودة في مكان واحد، وخصوصاً تواجد كتب من لغات ثانية ومنها الألمانية التي أجيدها، وما آمله في المستقبل من هذا المعرض ووفقاً لاسمه، أن تتواجد دور نشر عالمية وليست عربية فحسب، لنتمكن من التعرف على الثقافات المختلفة، وقد تمكنت من شراء الكثير من الكتب باللغة الألمانية وكذلك عن فلسطين، لأنه من الواجب أن نعرف المزيد عما يحصل في الحرب هناك".

وأشارت إلى أن "للكتاب الورقي مجال ومساحة كبيرة، وخصوصاً وأننا ندرس كل شيء تقريبا على الانترنت وهذا الأمر يتعبنا بصورة أكبر، وقراءة الكتب الورقية تبعث على الانتعاش، والخروج من مجال الدراسة على الإنترنت".

 

 

 

وقالت خريجة علم النفس والفن والموسيقى ومدرسة البيانو مروة دندن "أبحث عن كتب في مجال الفلسفة وعلم النفس والموسيقى كونها جميعها تساعد في اختصاصي"، مضيفةً "على الرغم من هذه الظروف الأمنية والاقتصادية، تمكنا في لبنان من إقامة هذا المعرض، والذي لا يجب أن يتوقف أبداً، لأن الحرب الثقافية هي الأخطر، فما دام هناك من يقرأ فلبنان بخير، وإن توقفنا عن مواكبة الثقافة والكتب فلن نتمكن من الصمود بوجه أي من الظروف التي تحيط بنا".

 

 

 

وقالت مدربة الحياة منال نابلسي "يهمني الكتاب لما يمثله من نمو فكري وما يساهم به من تطوير ونمو لنفسي، وهو ما أبحث عنه في هذا المجال، وليس في المجال النسوي فحسب، كما وأساعد ابنتي لأنها مثلي الأعلى في القراءة، حيث تقرأ أسبوعياً كتاباً، وهو ما يساهم بالتفكير بطريقة جديدة، وأن نتوسع بالتفكير بالتكنولوجيا والحياة ومواكبتهما بطريقة أفضل".