ناجية من زلزال أفغانستان تروي المأساة التي عاشتها

ضرب زلزال قوي شرق أفغانستان بلغت شدته 6 درجات على مقياس ريختر، مما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا ودمار واسع في الويلات الشرقية من كونار، لغمان، جلال آباد، ووسط التضاريس الجبلية وعجز فرق الإغاثة، تتفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المنكوبة.

بهاران لهيب

كونار ـ روت هاجرة نور، إحدى الناجيات من زلزال كونار، مشاهد الزلال التي أودى بحياة أفراد من عائلتها، مؤكدةً أن غياب الطرق والمراكز الصحية فاقم معاناة السكان، وأوضحت أن المساعدات شبه معدومة وسط استمرار نهبها وتأخر إجلاء المصابين.

في 31 آب/أغسطس الماضي، ضرب زلزال عنيف بلغت شدته 6 درجات على مقياس ريختر المناطق الشرقية من أفغانستان، لاسيما ولايات كونار، لغمان، وجلال آباد، مسبباً بسقوط آلاف الضحايا ما بين قتيل وجريح، وقد شكلت هذه الكارثة الطبيعية ضربة قاسية لبلد يعاني من الفقر مثل أفغانستان، حيث ألحق الزلزال دماراً واسعاً بمنازل السكان ومزارعهم.

وفي جلال آباد، تعرضت العديد من القرى في منطقة دارانور لدمار واسع نتيجة الزلزال، وأسفرت الانهيارات عن وفاة أربعة أطفال تحت الأنقاض منزلهم المنهار، أما في ولاية لغمان فقد اقتصرت الأضرار على الخسائر المادية دون تسجيل أي وفيات.

لكن المأساة الأكبر وقعت في ولاية كونار، حيث سويت منطقتا تشاباداري، دارا مزار بالأرض، ولا يزال السكان حتى بعد يومين من الكارثة يبحثون بين الركام عن جثث الضحايا، ووفقاً لإحصاءات حركة طالبان تجاوز عدد القتلى الألف، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 2500 شخص.

وتُعدّ كونار من الولايات الشرقية في أفغانستان، وتتميز بطبيعتها الجبلية الوعرة ونهرها الغزير الذي يُعد من أشهر أنهار البلاد. ورغم جمالها الطبيعي الأخّاذ، فإن تضاريسها القاسية تشكّل تحدياً دائماً لحياة السكان، خاصة في مواجهة الكوارث الطبيعية.

هاجرة نور، إحدى الناجيات من زلزال كونار، روت لحظات الرعب التي عاشتها قائلة "كان منتصف الليل عندما سمعت صوتاً مروعاً استيقظت فرأيت انهياراً أرضياً قد غمر الغرفة بأكملها، عانقت ابنتي ذات العامين بسرعة وهربت مع زوجي، وما إن خرجنا حتى انهارت منازلنا بالكامل"، لافتةً إلى أنه والد زوجها المسنان كانا في الغرفة المجاورة لم يتمكنا من الهروب، وفي اليوم الثاني من الزال تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثتيهما الجريحتين من تحت الأنقاض بعد يوم كامل من البحث.

وأشارت إلى أن هناك عائلات قتل جميع أفرادها أو نجا واحد أو اثنان منهم فقط "نُشيّع يومياً جثامين أحبائنا معظم الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن الذين لم يتمكنوا من الفرار".

وعندما سُئلت عن وضع المساعدات، اكتفت بردّ مقتضب بكلمة "لا"، وأشارت إلى أنه الوديان المتضررة في الولايات التي شهدت الزلزال تفتقر إلى الطرق المعبدة والمراكز الصحية مما فاقم من معاناة السكان، خاصة النساء المصابات اللواتي تواجهن صعوبات بالغة في تلقي العلاج، نظراً لصعوبة الوصول إلى هذه المناطق حيث تعجر المركبات عن إيصال المساعدات مما يستدعي نقلها جواً بواسطة المروحيات.

وأكدت أن الأوضاع الإنسانية في غاية السوء، إذ يواجه السكان تحديات جسيمة، وقد تكررت حوادث نهب المساعدات التي أرسلتها حركة طالبان، مما أدى إلى تأخير كبير في إجلاء المصابين، مضيفةً أن النقص الحاد في الإمكانيات يهدد حياة السكان بشكل متزايد ويجعل من كل لحظة تمرّ اختباراً قاسياً للبقاء.