السودان... قلق أممي من تردي الأوضاع الانسانية للنازحين

تعتبر تشاد من أكثر الدول التي استقبلت الفارين من الاشتباكات التي تشهدها السودان إذ بلغ عدد النازحين فيها أكثر من 400 ألف شخص، تليها مصر وجنوب السودان.

مركز الأخبار ـ مع استمرار الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تزال حركة النزوح داخل وخارج السودان مستمرة في حين يعاني النازحون أوضاعاً مأساوية في العديد من المناطق التي يلجؤون إليها.

أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الاثنين الرابع من أيلول/سبتمبر أنه من المتوقع أن يبلغ عدد السودانيين الفارين إلى الدول المجاورة 1.8مليون شخص يقصدون خمس دول مجاورة بحلول نهاية العام الجاري، مثل إثيوبيا، تشاد، مصر، جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وأشارت المنظمة إلى أنه من أجل مواجهة أزمة اللاجئين، طالبت المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهود لجمع حوالي مليار دولار لمساعدة الفارين من الحرب في السودان، لافتةً إلى أنها لم تجمع إلى الأن سوى 19% من المبلغ المطلوب، معبرةً عن قلقها الشديد على صحة الوافدين الجدد بعد رصدها ارتفاعاً في معدلات سوء التغذية والأمراض المنتشرة مثل الكوليرا، والحصبة، في بضع من الدول المضيفة.

وكشف منسق مفوضية اللاجئين في شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، أنه من المحزن تلقي تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض كان من الممكن الوقاية منها بالكامل.

وكشفت منظمة أطباء بلا حدود أن آلاف الأشخاص وصولوا إلى مراكز الاستقبال في جنوب السودان، مشيرةً إلى أن الكثير منهم كانوا مرضى ومنهكين بعد رحلتهم في النيل الأبيض، ومن المتوقع أن تستقبل جنوب السودان ثلث الفارين البالغ عددهم نحو 108 مليون شخص حتى نهاية العام الحالي.

وقالت سوزانا بورجيس من المنظمة الإغاثية أن "بعض النازحين في تشاد مثلاً لم يتلقوا طعاماً منذ خمسة أسابيع مما أجبر بعض الاهالي إلى اطعام أطفالهم الحشرات والأعشاب وأوراق الشجر"، مؤكدة أن ذلك يفاقم الأزمة الصحية للاجئين في حين يواجه العاملون في المجال الإنساني حالات عديدة من الملاريا، والإسهال، وسوء التغذية.

وطالبت الأمم المتحدة في أيار/مايو الماضي أموالًا لمساعدة النازحين، ولم تتلق سوى ربع احتياجاتها، لتعود  وتطالب أمس الاثنين مليار دولار أضافي، مشيرةً إلى أن النازحين الذين يصلون إلى المناطق الحدودية يجدون أنفسهم في ظروف صعبة

وكانت التشاد من أكثر الدول التي استقبلت نازحين السودانيين إذ بلغ عدد الفارين إليها أكثر من 400 ألف شخص، كما استقبلت مصر قرابة 287 ألف نازح، جنوب السودان 248 ألف نازح.

وتسببت الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل   إلى مقتل خمسة آلاف شخص، ونزوح 3.6 مليون شخص داخل البلاد، بالإضافة إلى فرار مليون شخص إلى الدول المجاورة.