'تنفيذ حكم الإعدام سيكون بداية لسلسلة جرائم أخرى بحق النساء'

تضامنت نساء مقاطعة منبج مع قضية اليمنية فاطمة العرولي وطالبن بإيقاف حكم الإعدام بحقها لأن تنفيذ هذا الحكم سيكون بداية لسلسلة جرائم أخرى بحق النساء لا رادع لها.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ تعتبر نساء مقاطعة منبج قضية فاطمة العرولي منعطف تاريخي في التغيير من واقع النساء فإما ستمهد الطريق لمواصلة هكذا أحكام جائرة بحق النساء أو رادعها، وهذا سيحدده التضامن النسائي والمجتمع الدولي في نهاية المطاف.

يزداد التضامن مع قضية الناشطة فاطمة العرولي الذي أصدر بحقها الحكم بالإعدام من قبل الحوثيين، ولاقى ذلك تنديداً واسعاً على صعيد اليمن وخارجها، وقد أطلق على ضوء ذلك حملة هاشتاغ تطالب باستغاثتها تحت وسم #أنقذوا_فاطمة_العرولي.

استنكرت نساء مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا حكم الإعدام الذي سيتم تنفيذه بحق الناشطة فاطمة العرولي في 21شباط/فبراير، والذي من شأنه أن يفتح آفاقاً لجرائم أخرى، معتبرات بأن هذه الأساليب تسعى لإبقاء النساء في بوتقة الظلام ومنعها من لعب دورها الريادي في قيادة مجتمعها نحو النور والحرية.

وشجبت إدارية مكتب الخدمات في الخط الشرقي لمقاطعة منبج والمنتسبة لحزب سوريا المستقبل رابعة بكرو الحكم الذي أصدر بحق الناشطة فاطمة العرولي "ندين بشدة الحكم التعسفي بحق الناشطة فاطمة العرولي من قبل الحوثيين في اليمن"، مؤكدةً أن "الناشطات أصحاب الإرادة القوية تسعين للنهوض بواقع مجتمعهن رغم ظروف الصعبة وتتعرضن لمثل هذه الانتهاكات المنافية لحقوق الإنسان كقضية فاطمة العرولي التي حكم عليها بالإعدام".

وأشارت إلى أن "التنظيمات والسلطات يخشون من أن ينهض المجتمع بوجههم بريادة المرأة وهذا ما يدفعهم لإصدار مثل هذه الأحكام بحقهن ناهيك عن التعنيف الذي تتعرضن له بهدف إضعافهن والنيل من إرادتهن".

وذكرت بحادثة مقتل الشابة الكردية في إيران جينا أميني "مقتل جينا أميني من قبل السلطات الإيرانية مثال حي أمام أعيننا، فسعت تلك السلطات من خلال الجريمة كسر إرادة النساء ولكن الانتفاضة التي شهدتها شرق كردستان وإيران بعدها عكست أمالهم".

وعبرت عن تضامنها مع حملة #أنقذوا_فاطمة_العرولي "نتضامن مع قضية فاطمة العرولي ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل وإيقاف هذا الحكم"، وناشدت المنظمات الإنسانية والحركات النسائية ليكونوا أصحاب موقف جاد بتوحيد صفوفهن وصوتهن تجاه تلك قضية وإيقاف حكم الإعدام بحقها لأن تنفيذ هذا الحكم سيكون بداية لسلسلة جرائم أخرى بحق النساء ليس في اليمن فقط، وإنما في جميع أنحاء العالم.

فيما أشادت عضو لجنة العلاقات في مجلس المرأة السورية في مقاطعة منبج نقشية خليل بشخصية فاطمة العرولي "يعرف أهالي اليمن بقوتهم وإرادتهم، وفاطمة العرولي عرفت بنشاطها من أجل النهوض بمجتمعها عبر اهتمامها بحقوق الإنسان والمرأة بشكل خاص رغم كل الظروف التي تمر بها اليمن من النزاعات في ظل سيطرة الحوثيين التي تعادي المرأة بشكل مباشر عبر الإجراءات والأحكام التعسفية" مؤكدة أن "فاطمة العرولي لأنها اختارت نصرة شعبها عبر نشاطها الاجتماعي اختطفت من قبل الحوثيين وحكم عليها بالإعدام دون وجه حق وقانوني".

وأضافت "نحن كسوريات حكمتنا العديد من الجهات التي عادت المرأة بشكل مباشر ونفذتها بحقها حالات قتل واعتقالات وانتهاكات أخرى، لذا بتنا على يقين تام بأن هذه الفصائل تريد تعتيم النور والعلم ليبقى الشعب جاهلاً تحت سيطرته، ولكن الناشطات تناضلن ضد هذه التنظيمات بشتى الوسائل وبكل ما أوتين من قوى لتوعية مجتمعهن وتحرير جميع النساء"، قائلة "نرفض أي أجراء تعسفي أو ظالم بحق أي امرأة في العالم لأن حرية المرأة تكتمل بحرية كل نساء"، متوجهة بندائها للمنظمات الدولية لإيقاف هذا الحكم الجائر بحق فاطمة العرولي.

وبدورها أوضحت الرئيسة المشتركة لمديرية التجارة في مقاطعة منبج نسرين العلي واقع النساء في دول شرق الأوسط "تعاني المرأة في جميع بلدان شرق الأوسط والعالم بأسره من أحكام جائرة لا تمت للإنسانية بصلة، لأن الأنظمة الحاكمة مدركة بأنه بمقدور المرأة بناء مجتمع خالي من العنف والعبودية وهذا ما لا يروق لهم، وهذا ما يجعل النساء عرضة للانتهاكات وعلى وجه الخصوص في المناطق التي تشهد نزاعات كسوريا وليبيا واليمن".

وأكدت أنه لا يوجد فرق بين الحوثيين ومرتزقة داعش وتركيا فهما وجهتان لعملة واحدة "لا تختلف أحكام الحوثيين وانتهاكاتها عن أساليب مرتزقة داعش فالاثنين مشتركين في نقطة استهداف المرأة وإضعافها".

وتضامت نسرين العلي مع قضية فاطمة العرولي وأكدت بأن "قضية أي امرأة هي قضية جميع النساء لذا نرى من واجبنا النسوي والإنساني التضامن معها ومحاولة إيقاف هذا الحكم".