رسالة القائد أوجلان... شعلة أمل في قلب كل امرأة
شددت رسالة القائد أوجلان التي وجهها للنساء في الثامن من آذار، على ضرورة تسلح المرأة بالفكر والإرادة الحرة لتخلق من قرن الواحد والعشرين نهضة تحريرية للمرأة.

نور الأحمد
الرقة ـ أكدت عضوة أكاديمية "القائد أوجلان" للعلوم السياسية صباح الخليل، أن رسالة القائد أوجلان التي وجهها للمرأة في الثامن من آذار حملت بين أكنافها السلام والديمقراطية للشعوب المضطهدة، وأعطت دافع للمرأة لتخوض مسيرة من النضال ضد الأنظمة القوموية من أجل خلق نهضة تحريرية للمرأة.
بالرغم من اعتقال القائد عبد الله أوجلان منذ ما يقارب 27 عاماً في سجن إمرالي، إلا أن القضبان لم تمنعه من التفكير والتحليل بمصير شعبه وخاصة المرأة، وإرسال رسائل وتوجيهات لهم لتكون بمثابة خارطة طريق لرسم المستقبل، فقد حملت أفكاره السلام والديمقراطية بريادية المرأة الحرة، كما أرسل القائد عبد الله أوجلان مع وفد إمرالي رسالة إلى النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وقال فيها "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي هو أيضاً نهضة للمرأة".
وعن رسالة القائد أوجلان، قالت عضوة أكاديمية "القائد أوجلان" للعلوم السياسية صباح الخليل إن "رسالة القائد أوجلان التي وجهها للنساء، هي رسالة سامية تحمل بين سطورها السلام والديمقراطية والمساواة بين الجنسين".
وشددت على أهمية التعمق بتوصيات القائد أوجلان "يشهد العالم في الآونة الأخيرة حالة من التخبطات على الساحة السياسية من الصراعات والأزمات العالقة والحروب الدائرة، فإذا ما تعمقنا بمجلدات ومرافعات القائد أوجلان التي طرحها سنرى أسباب ظهور هذه الأزمات والصراعات الداخلية فقد حلل جذورها وأسباب تفاقمها وتداعياتها السلبية على دول الجوار والعالم أجمع، كما طرح عدة حلول لمعالجتها، لكن في كل مرة تسعى الدول القوموية والسلطوية لتهميش وتضليل هذه الحلول لاستمرارية النزاعات لما يخدم مصالحها الشخصية، فقد حاكت المؤامرة الدولية على القائد أوجلان بهدف حجب فكره الأممي الذي سيكون الحل الأنسب لهذه القضايا العالقة منذ عقود ولاتزال".
وعن التخبطات التي تشهدها سوريا، أشارت إلى "ما حدث في الساحل السوري من نزاعات وفتن طائفية وعرقية وما تعرضت له الطائفة العلوية من إبادة ومجازر مروعة على يد هيئة تحرير الشام، كل هذا يعتبر انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وإبادة وحشية بحق مكونات المنطقة، لذا إذ لم يعتمد نظام وحكم ديمقراطي عادل يضمن حقوق ووجود الأقليات، فلن تصل سوريا إلى بر الأمان والسلام وسيستمر سفك الدماء والنزاعات، فالشعب السوري من كافة مكوناته بغض النظر عن أي عرق أو دين، يجب أن يكون يد واحدة ضد الفتن التي تحاك من قبل دول الخارج، فإن اعتمدنا على مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان والقائم على أسس الديمقراطية وأخوة الشعوب وحماية وضمان حقوق المكونات سنصل بسوريا إلى العدالة والمساواة".
حقبة تتلوها حقبة من التهميش والإقصاء لدور المرأة
وعن إبعاد المرأة وتهميش دورها في المرحلة السياسية المقبلة، قالت صباح الخليل "بعد سقوط نظام البعث والذي استمر أكثر من نصف قرن، نرى اليوم أن المشهد يتكرر والسيناريو يعيد ذاته، وأن المرأة ليس لها مكانة في كلا النظامين وذلك بهدف إفشال تأسيس الحركة النسائية".
ونوهت إلى أن "القائد أوجلان شدد ضمن توصياته على أنه في ظل هذه المرحلة الحساسة والمهمة يجب أن تكون المرأة في أماكن صنع القرار لتقود هذه المرحلة، وأن نموذج ثورة المرأة يجب أن ينتشر في سوريا والعالم أجمع فلن يكون هناك سلام وسلم إلا بوجود المرأة الحرة".
وخصت بالذكر الرسائل التي وجهها القائد أوجلان للمرأة ضمن التوصيات قائلة "بدورنا كنساء سوريا بشكل عام وفي إقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص نشعر بالفخر بما أهدانا إياه القائد أوجلان من رسائل تخص المرأة وحريتها، فقد كان دائماً من أكبر داعمي قضية تحرر المرأة، ومن مناهضي عبوديتها وخضوعها للرجل المهيمن والسلطات القوموية التي تهمش هوية المرأة ودورها، فقد حرص على أن يخلق للمرأة مكانة مرموقة في أسرتها ومجتمعها".
وحول استقبال نساء إقليم شمال وشرق سوريا لرسالة القائد أوجلان، بينت "تلقينا رسائله بكل شغف وحب فمن خلالها اعطانا الدافع والقوة الأكبر لمتابعة مسيرة نضالنا ومقاومتنا في وجه التحديات التي تعيق نضال ومسيرة المرأة، فقد شدد على ضرورة تسلح المرأة بالإرادة والعزيمة القوية والفكر الحر والشجاعة لتخوض معركة الحرية ولتتمكن من القضاء على أشكال العبودية والعنف".
وعما تعنيه رسالة القائد أوجلان للمرأة، أوضحت أن "المرأة السورية دفعت فاتورة الحرب منذ اندلاعها، إلا أنها كان لها مسيرة من النضال والكفاح ودور كبير في إثبات ذاتها على جميع الساحات، خاصة بعد انطلاق ثورة روج آفا وتأسيس وحدات حماية المرأة والقضاء على أعتى إرهاب في العالم، وكانت منبر لشعلة حركة حرية المرأة، فركزت إحدى رسائل القائد بالثناء على أهمية دور المرأة وتحررها".
وفي ختام حديثها، لفتت عضوة أكاديمية "القائد أوجلان" للعلوم السياسية صباح الخليل إلى أن "رسائل القائد أوجلان جاءت لتوقد نيران الحرية في قلب كل امرأة عانت لعقود من التهميش والظلم ولتكون منبع أمل لإشراقة شمس جديدة ونور الحرية، فمحاولتهم باحتجازه في إمرالي لحجب أفكاره عن شعبه المؤمن بفلسفته وخاصة المرأة؛ قد باءت بالفشل فهو الشخص الوحيد الذي سعى لتحرير كافة الشعوب المضطهدة وتحرير المرأة".