ناشطات لبنانيات تصفن تجربة وحدات حماية المرأة بالرائدة

أكدت ناشطات لبنانيات أن وحدات حماية المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، اتخذن قرار الوقوف في خطوط المواجهة الأمامية لتحرير النساء

كارولين بزي

بيروت ـ أكدت ناشطات لبنانيات أن وحدات حماية المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، اتخذن قرار الوقوف في خطوط المواجهة الأمامية لتحرير النساء، مشيرات إلى أنه على العالم اتخاذهن كنموذج والاستفادة من تجربتهن.

خاضت وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا "YPJ" منذ تأسيسها عام 2013، نضالات واسعة ومعارك شرسة من أجل الدفاع عن نفسها ومجتمعها جنباً إلى جنب مع وحدات حماية الشعب في شمال وشرق سوريا، كما أنها عملت على تحرير المرأة من الإرهاب ومن الذهنية الذكورية.

 

"وحدات حماية المرأة تثبت بأن المرأة قادرة على إدارة البلاد والمجتمع"

تتحدث العضوة والناشطة في التجمع النسائي الديمقراطي مهى نمور، عن وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، وتقول لوكالتنا "نساء وحدات حماية المرأة مناضلات، اتخذن قرار الوقوف في خطوط المواجهة الأمامية لتحرير شمال وشرق سوريا وليس النساء فقط".

وتتابع "هذه الوحدات جاءت لتثبت بأن المرأة تستطيع إدارة البلاد والمجتمع، هذه الفكرة الأساسية من تأسيس الوحدات. بالإضافة إلى قدرة هؤلاء النساء على حمل السلاح والقتال من أجل أرضهن".

ورداً على سؤال حول كيفية تعميم نموذج النساء في شمال وشرق سوريا في البلدان المجاورة ولاسيما في لبنان، تقول "ربما إذا وصلنا إلى مفهوم المواطنة والقيم وحقوق الإنسان وأن نناضل جميعنا بالمستوى نفسه من دون توزيع الأدوار بين رجال ونساء... ولكن السياسات المفروضة على منطقتنا العربية وحتى الأوروبيين ليسوا أفضل منا ولكن هناك بعض القوانين التي تحمي النساء، بينما في بلداننا لا يوجد مفهوم مواطنة ولا قوانين تحمي النساء، إذ عليهن أن يكن دائماً في موقع الدفاع الأول عن أنفسهن ويرسمن الخطط وتناضلن لتحقيق حقوقهن ومطالبهن".

وتضيف "تجربة النساء في شمال وشرق سوريا مهمة جداً، وفيما يتعلق بإمكانية تعميم وحدات حماية المرأة في منطقتنا العربية أو في العالم، أعتقد أن كل شعب يتعرّض للاضطهاد من الطبيعي أن يفكر بآليات للمقاومة، وهذه الآليات تختلف أشكالها، بين عمل مقاوم عسكري، عمل مقاوم مدني أو فكري وهؤلاء النساء يستطعن أن يلعبن هذا الدور لأنهن الأقرب للمجتمعات وللناس، كما أنهن الأقرب للعائلة... وبالتالي الواقع المرير هو الذي يفرض آليات النضال ويجب أن نتعلم من خبرة الآخرين مثل وحدات حماية المرأة ونضيف إليها واقعنا لكي نحدث تغييراً... على العالم اتخاذهن كنموذج والاستفادة من تجربتهن".

 

"بالتعرف على وحدات حماية المرأة أدركنا تماماً معنى أن يدافع المرء أن أرضه"

تتحدث الناشطة السياسية والمرشحة للانتخابات النيابية نعمت بدر الدين عن زيارتها إلى شمال وشرق سوريا بين عامي 2018 ـ 2019، والتي تعرفت خلالها على وحدات حماية المرأة، "زرنا بين عامي 2018 ـ 2019 مقاطعة قامشلو والحسكة في شمال وشرق سوريا وتعرفنا إلى النساء الكرديات هناك. في البداية تعرفنا إلى المقاتلات اللواتي أخبرننا عن تجاربهن وكيف دافعن عن أرضهن. وقمنا خلال جولتنا بزيارة المقرات العسكرية التي تتواجد فيها المقاتلات، وتعرفنا إلى يومياتهن والمسؤوليات التي أُسندت لكل واحدة منهن، كما أننا أدركنا تماماً معنى أن يدافع المرء أن أرضه".

وتتابع "تعرفنا إلى نساء مثقفات ومتعلمات تدربن على السلاح وتدافعن عن أرضهن بوجه المحتل، ولاسيما الهجمات من قبل تنظيم داعش. واستطعنا ملامسة مدى إيمانهن العميق بقضيتهن ولو وقف العالم أجمع ضدهن. في تجربة ثانية، قابلنا النساء الموجودات في لجان الأحياء والبلديات وحتى الموجودات في المجلس المدني، ووجدنا كوفد إعلامي نسائي وناشطات سياسيات خلال زيارتنا أن المرأة هي القائدة في الأحياء والبلديات وتحاول أن تؤمن الحماية بكافة الطرق للأحياء والمدن عسكرياً كما أنهن تعرّفن النساء هناك على مهن وحِرّف".

وتضيف "تعرفنا إلى تجربة ثالثة مهمة جداً، وهي "قرية المرأة"، وتلفت إلى أن النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري أو للاغتصاب أو لشتى أشكال العنف الأخرى، يتم منحهن قطعة أرض ليبنين منازلهن عليها ويقمن بزراعتها ثم يبعن المحاصيل وبهذه القرية تتم حمايتهن من مختلف الجهات".

وتقول "رأينا تكاملاً، من وجود المرأة في العسكر والاقتصاد ولجان الأحياء والبلديات وحتى على الصعيد النسوي هن متواجدات ويتحلين بمستوى عالٍ من الثقافة وقدرة على إدارة أمورهن. وأعتقد لو أن هذه التجربة كانت موجودة في أوروبا أو في أماكن أخرى من العالم لتم تسليط الضوء عليها وكانوا وصفوها بأنها تجربة نسوية حقيقية وقدموا لها الدعم، في الوقت الذي تبني هؤلاء النساء قدراتهن بمفردهن لأنهن مؤمنات بالقضية".

 

"هناك تعتيم إعلامي على تجربة وحدات حماية المرأة"

وأضافت "تأسيس وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا هي تجربة رائدة، وأعتقد أن الإعلام في بداية الحرب السورية وعندما كان يركز أكثر على هجمات داعش، سلط الضوء على هذه التضحيات وكان يذكر أسماءهن ويتخذهن كنماذج، وبعدما انتهت التغطية الإعلامية المسيسة والموجهة، غض العالم النظر عن هذه التجربة".

وأشارت إلى أنه "عندما عدنا إلى لبنان تواصلنا مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وغيرها من المنظمات وطلبنا منها بأن تقدم الدعم لهذه الوحدات وتعميمها والتعريف بها... فمثلما يتم دعم النساء الأوكرانيات الآن وغيرهن، المرأة الفلسطينية والمرأة الكردية لديهن قضايا محقة، وتحاولن من خلال نضالاتهن أن تقمن بحماية أرضهن وهويتهن ولكن في السياسة يوجد طمس لهذه القضايا".

وأوضحت "هذه المرأة مغيبة في الوقت الذي يتم دفع ملايين الدولارات للحديث عن المرأة في السياسة والاقتصاد... هناك نساء ابتكرن تجارب يتم طمسها لأن النظام العالمي غير متحمس لها، لأنها تتحدث عن الكرد"، وتعبر عن مشاعرها وتقول "تأثرت كثيراً بهذه التجربة... ورأيت أن هناك لكل فرد دوره".

وتضيف "مررنا على حواجز كانت المرأة تقف عندها، كما زرنا المركز العسكري حيث يتدربن ويتناولن طعامهن ويقضين أوقاتهن، لم تفقد المرأة المقاتلة أنوثتها بل على العكس... فهن يتحدثن بهدوء وبصوت منخفض وبلباقة، خرجت متأثرة بالموسيقى مع المشهد مع أحاديثهن وتواضعهن وبشرتهن السمراء التي صبغتها أشعة الشمس".

وتقول "هن فتيات بعمر الورد أجبرتهن قضيتهن الدفاع عن أمنهن إن كان من هجمات داعش أو من تركيا... أن يكن على استعداد دائم لخدمة القضية... وبغض النظر إن كان من يحارب رجل أو امرأة فالجميع في خدمة القضية من دون توزيع أدوار جندرية".