'التدريب سور يحمي الشعوب من الإبادة'

"التدريب كالماء والهواء ومن لم يأخذه أساساً لمشروعه يكون عرضة للإبادة، لذا يعتبر التدريب أولوية في مشروع الأمة الديمقراطية"

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ "التدريب كالماء والهواء ومن لم يأخذه أساساً لمشروعه يكون عرضة للإبادة، لذا يعتبر التدريب أولوية في مشروع الأمة الديمقراطية"، هذا ما أكدت عليه الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في منبج بشمال وشرق سوريا امارا بركل.

يعتبر مشروع الأمة الديمقراطية التدريب ركيزة أساسية للرقي بواقع المجتمع، حيث يقول القائد عبد الله اوجلان "التدريب ثم التدريب"، وبهذا قد لخص أقوال الفيلسوفين سقراط ولينين فيقول سقراط أعرف نفسك، أما لينين فبين أن التدريب هو سبيل التعرف على ذات الإنسان وتاريخه.

الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي امارا بركل بينت أن أهمية التدريب بالنسبة لمشروع الأمة الديمقراطية، تعود لأهمية تثقيف المجتمع "المجتمعات التي لا تتخذ التدريب أساساً لها ستتعرض للصهر والإبادة"، مذكرةً بمقولة القائد عبد الله اوجلان "التدريب كالماء والهواء والغذاء"، مبينةً أن "التدريب ذا أهمية كبيرة في حياتنا وسيزيد من وعي المجتمع للوصول إلى المساواة بين الجنسين، وبناء مجتمع منظم وأخلاقي ديمقراطي إيكولوجي ومنظم".

كما تحدثت عن نتائج تطبيق التدريب، سواء كان التدريب الخاطئ منه أو الصحيح "تطبيق التدريب له أهمية كبيرة، فالمجتمع لايزال تحت تأثير التدريب الخاطئ كتأثير تدريب السلطة والدولة الذي يوجه المجتمع وفق ذهنيته السلطوية، والذي يؤكد على لون واحد ودين وثقافة واحدة، دون تقبل الاختلاف"، مبينةً أن "هذا يعتبر تدريب خاطئ كانت تتلقاه المجتمعات في المدارس، وله تأثير كبير عليهم التي نتجت عنها الكثير من العادات الدخيلة على المجتمع، والطائفية والتفرقة بين الثقافات".

وأكدت أنه "يمكن للمجتمعات التخلص من التدريب الخاطئ عن طريق التدريب الصحيح، والذي يعود إلى التدريب الفردي والتدريب المجتمعي لأن الأثنان جزء لا يتجزأ عن بعضهم، وكلما كان المجتمع مدرباً كلما شق طريقه نحو الحرية والتطور والرقي، لذا هناك دور كبير للتدريب في توجيه المجتمعات لتبنى على أساسها الأجيال".

أما عن الطرق التي يتبعها مشروع الأمة الديمقراطية في توجيه المجتمعات فبينت أن "مشروع الأمة الديمقراطية مشروع ناجح لأنه اتخذ من التدريب أساساً له، ومن هذا المنطلق تم تمكين العديد من الشخصيات لإدارة المجتمع"، مؤكدةً أنه "كلما درب الإنسان نفسه بمقدوره قيادة مجتمع نحو مستقبل مشرق"، موضحةً أن "سوريا تتميز بغناها بالثقافات والشعوب فالتدريب وفق منظور الأمة الديمقراطية هو السبيل للحفاظ على هذا التنوع والإرث الثقافي المتواجد فيها، عكس ما تقوم به الدولة التي توجه المجتمع ضمن تدريب مقولب".

وأشارت إلى أن "التدريب بحر لا يمكن وضعه في قوالب أو حصره ضمن حدود"، مؤكدةً أن "استخدام هذا النوع من التدريب ساهم في صهر الكثير من ثقافات الشعوب، أما مشروع الأمة الديمقراطية فحافظ على ثقافة الشعوب بتنوعها وسط تقبل الجميع لبعضهم".

الوعي يضمن حرية المجتمع واستقلاله كما أكدت امارا بركل "بالتدريب يتم التعمق في التاريخ، وفي حقيقة الدول، وبهذا الوعي يتم التصدي لأي محاولة إبادة أو احتلال، فإذا انعدم الوعي فسيكون المجتمع عرضة للإبادة، والكثير من السلطات تعمد إلى نشر الجهل بين المجتمعات ليسهل صهر ثقافتها"، مستشهدةً بحال الكرد قبل الثورة "الكرد مثال يطرح نفسه فخلال حكم النظام كانت تمارس عليه سياسيات تعسفية لصهر ثقافته لكنه استطاع الحفاظ على ذاته من خلال التدريب".  

وأما بالنسبة للعنف الذي تتعرض له المرأة وأهمية التدريب في حياتها فأكدت أن "المرأة عاشت الكثير من الحروب، وتعرضت للظلم والعنف عبر التاريخ، فلا سبيل أمامها سوى التدريب للتخلص من هذه التحديات".  

وفي ختام حديثها لفتت امارا بركل إلى هدف الأكاديميات "نسعى للرقي بمجتمعنا إلى أسمى مستويات الوعي والازدهار، ليكون قادراً على حماية نفسه من كافة الحروب والإبادة، ويكون منظماً أكثر، تسود فيه المساواة بين الجنسين والتعايش المشترك بين شعوبه، وأن يأخذ كل الشخص من التدريب أساساً في حياته اليومية".