مقاومة كوباني التي أنقذت العالم من إرهاب داعش تواجه خطر وجودي

يحتضن مزار الشهيدة دجلة في مدينة كوباني أضرحة مقاتلين ومقاتلات خاضوا معارك طاحنة ضد مرتزقة داعش لذلك يعتبر هذا المزار من الأماكن المقدسة الشاهدة على مقاومة كوباني.

نورشان عبدي  

كوباني ـ اتخذ الشعب الكردي في إقليم شمال وشرق سوريا الخط الثالث من أجل مستقبل سوريا بعد أن اندلعت الحرب، وأسس لنظام ديمقراطي يساوي بين الجنسين في منطقة شملت بداية روج آفا ثم توسعت لتصل إلى دير الزور والرقة والطبقة ومنبج والإعلان بعد ذلك عن إقليم شمال وشرق سوريا.

في 15 أيلول/سبتمبر 2014 هاجم داعش مدينة كوباني ولكن هذه الهجمات تصدى لها مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب ـ المرأة وحتى المدنيين، ولاقت دعماً من قبل شعوب العالم، كونها مثلت معركة فاصلة أنهت خطر داعش ليس على المنطقة بل على العالم أجمع.

واستمرت هذه المقاومة 134 يوماً، وكان للنساء الدور الأبرز فيها، وخلفت المعارك دمار شامل للمدينة، ولكن بقيت بعض الأماكن صامدة لتكون شاهدة على ما عاشته المدينة وشعبها، ويمثل متحف المقاومة الذي يضم ذكريات من جدران كتب عليها المقاتلين بالدماء رسائلهم، وساحة الحرية أو الطير التي صمدت بالرغم شدة الضربات عليها، وساحة السلام التي حافظت على وجودها أثناء المقاومة، ومكان شعر مقاتلات وحدات حماية المرأة ومزار الشهيدة دجلة.

 

مزار الشهيدة دجلة يحتضن رفاة أبطال مقاومة كوباني

يعتبر مزار الشهيدة دجلة الواقع في الجهة الجنوبية لمدينة كوباني أحد الأماكن الهامة والمقدسة بالنسبة لأهالي كوباني وإقليم شمال وشرق سوريا، لأنه المكان الذي يحتضن أضرحة أكثر من ألف و200 مقاتل من أبنائهم وبناتهم، الذين خلصوا العالم من أكبر قوة إرهابية، ويضم المزار متحف.

وتعود تسمية المزار إلى المقاتلة "دجلة" وهي عينوه يجو محو من مواليد 1968 من قرية كور علي في مدينة كوباني وقد انضمت لحركة التحرر الكردستانية عام 1985 واستشهدت عام 1989.

 

"مقاومة عظمية"

كليمة شوكت دمر عضوة في مجلس عوائل الشهداء في مدينة كوباني كانت من النساء اللواتي شاركن في المقاومة قالت عن تلك الأحداث "شهدت مدينة كوباني مقاومة تاريخية سطر فيها الكرد ملاحم البطولة من خلال تصديهم للهجوم الوحشي الذي شنته مرتزقة داعش على المدينة، وخاضوا من أجل انتصار هذه المقاومة معارك طاحنة قضوا فيها على داعش من خلالها".

وأشارت إلى أن "ما يحدث اليوم من استمرار للهجمات التركية على مناطقنا هدفه تحقيق الأهداف التي لم يستطع تحقيقها داعش، والهجمات على المدنيين في سد تشرين خير دليل، فالاحتلال التركي دعم داعش في الحرب ضد كوباني، وبدأ هذه الحرب من شنكال وصولاً إلى مناطقنا لكن كوباني غيرت المعادلة وأسست للقضاء على داعش في كامل جغرافيا إقليم شمال وشرق سوريا".

 

دور ريادي لوحدات حماية المرأة

وحول دور المرأة في مقاومة كوباني وهزيمة داعش أوضحت "لوحدات حماية المرأة دور ريادي وبارز في تلك المعركة وبدأ يتضح الدور المهم لها بعد العملية الفدائية التي قامت بها المقاتلة بيمان علي في مدرسة سرزوري حيث استمر نضال وحدات حماية المرأة حتى العملية الفدائية التي قامت بها المقاتلة أرين ميركان وإلى يومنا هذا تستمر هذه المقاومة، رغم تهديدات المرتزقة".

ولكليمة شوكت دمر ذكريات مؤلمة عن مقاومة كوباني لكنها فخورة بمشاركتها "كان عملي مع الشهداء كنت أعيش بينهم وبين ذكرياتهم كنت أقوم بخياطة الأكفان وتغسيل الجثامين وحملها إلى مثواها الأخير، كانت لحظات صعبة لن نستطيع نسيانها ما حيينا".

وأكدت أنه "كنا نستمد قوتنا من الشهداء ومن الجرحى، واستذكر موقف مع أحدى مقاتلات وحدات حماية المرأة وهي الشهيدة آزدا التي أتت إلينا مصابة لكنها تمتعت بروح مرحة تزرع الأمل بقلب كل من يقابلها، ضحكنا كثيراً لخفة دمها ولكن بعد أن انتهينا من معالجة جرحها ذهبت مجدداً إلى المعركة وبعد ساعات عاد إلينا جثمانها".

واختتمت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مدينة كوباني كليمة شوكت دمر حديثها بالقول "نتأثر باستشهاد المقاتلين والمقاتلات ولكن ذلك كان يزيدنا أصرار لنقاوم أكثر ونناضل للنصر من أجل تحقيق حلم شهدائنا الذين نحن اليوم هنا بفضلهم وبفضل تضحياتهم".