الجزائرية ليندا شلبي تركت بصمتها في ثورة المرأة ومقاومة كوباني
شاركت الممرضة المتطوعة ليندا شلبي في مقاومة كوباني وعملت بكل جهد لمعالجة المقاتلين والمقاتلات وتركت بصمتها في منجزات ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا.
نورشان عبدي
كوباني ـ الجزائرية ليندا شلبي متطوعة في القطاع الصحي بمدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا فقدت حياتها بعد سنوات من الصراع مع السرطان، بعد أن تركت بصمة وتأثير في هذه المقاومة.
طوت الممرضة الجزائرية ليندا شلبي في 21 كانون الثاني/يناير صفحة أخرى من صفحات التضامن العابر للحدود بين الشعوب من أجل قضايا مشتركة، والتي افتتحتها عندما شاركت في مقاومة مدينة كوباني وثورة المرأة.
من هي ليندا شلبي؟
ولدت ليندا شلبي عام 1987 في مدينة بليدا الجزائرية وترعرعت فيها، وتعرفت على شاب كردي من مدينة كوباني، وبعد أن تزوجا بقيا في بلادها لـ 6 سنوات قبل أن تتوجه معه إلى مدينة كوباني، وعملت خلال سنوات وجودها الـ 7 بالتمريض لكنها اضطرت لحمل السلاح لمواجهة داعش الذي شكل خطراً حقيقياً على حياة المدنيين، وكذلك لم تتوقف عن معالجة الجرحى.
وبتلك القوة شاركت في المعركة وكانت من الشاهدات على نضال ومقاومة الكرد وعلى قوة المرأة في وحدات حماية المرأة، وقالت لوسائل إعلامية عن مشاركتها في مقاومة كوباني "أعتبر كوباني هي بلدي الثاني الذي عشت فيه أنا وزوجي لسنوات، والشعب الكردي في هذه المدينة لم يشعرني بأنني في الغربة بل اعتبروني من أهلهم ولذلك شاركت في المقاومة".
شخصية لها تأثير
استمرت رحلة ليندا شلبي في القطاع الصحي 10 أعوام، واعتبرت من العاملين في المجال الطبي بالمدينة، ومصدر ثقة للأهالي حتى وفاتها، وتم دفنها في مقبرة الشهيدة دجلة، ويعتبر أهالي مدينة كوباني أنهم فقدوا شخصية شاركتهم المقاومة وقدمت تضحيات كأنها منهم.
عضوة مكتب المرأة في هيئة الصحة بمدينة كوباني عائشة شيخ محمد قالت عن شخصية ليندا شلبي "منذ بداية عملي في الهيئة تعرفت على الممرضة ليندا وكان واضحاً أنها امرأة مجتهدة، وصاحبة شخصية قوية لها تأثير على المجتمع".
وأكدت أن كونها جزائرية لم يؤثر ذلك على ترابطها مع أهالي مدينة كوباني "لديها أسلوب سلس بالتعامل مع الناس في حياتها المهنية والاجتماعية ولذلك زرعت محبتها في قلوب أهالي كوباني، كما أنها آمنت بثورة المرأة واعتبرتها ثورتها التي تقودها للحرية والمساواة".
وأشارت إلى أن ليندا شلبي تركت بصمة خاصة في كل مكان تواجدت فيه "كانت ذات قوة وإرادة لذلك اختارت طريق الحرية، وشاركت في مقاومة كوباني، كما شاركت في جميع حملات التحرير بصفتها ممرضة ومن هذه المناطق منبج والرقة والطبقة".
أما على الصعيد الإنساني والشخصي فقد حرمت ليندا شلبي من الإنجاب لمشاكل صحية عانت منها، وعن ذلك قالت عائشة شيخ محمد "الشيء الوحيد الذي كان يحزنها هو عم قدرتها على الإنجاب وعوضت عاطفة الأمومة بتقديم كل الحب والرعاية للمرضى وبشكل خاص الأطفال".
وبمشاركتها بالمقاومة أكدت ليندا شلبي أن الثورة عابرة للحدود وأنها تمثل كل شعوب العالم، وهذا ما لفتت إليه عائشة شيخ محمد "بالرغم من أنها ليست من هذه المدينة إلا أنها عرضت حياتها للخطر من أجل المشاركة في هذا النضال وممارسة مهنتها بالتمريض ومعالجة الجرحى".
وعن دفنها في مقبرة الشهيدة دجلة الخاصة بالشهداء أكدت أن "الشهيد ليس فقط من يفقد حياته في جبهات القتال وليس كل من يحمل السلاح فالممرضة ليندا شلبي بمشاركتها الفعالة في كل تفاصيل هذا المجتمع ومساعدتها المدنيين على مدار أعوام وكذلك مشاركتها في المقاومة التاريخية في كوباني تعتبر أيضاً شهيدة في سبيل هذا الوطن وعلى هذا الأساس تم إعلانها شهيدة باسم هيئة الصحة في مقاطعة الفرات".