معلمة أفغانية: الخوف ليس له مكان بيننا وسنواصل معركتنا

قالت إحدى معلمات ولاية بغلان شمال أفغانستان، إن حركة طالبان منذ استعادة السلطة منتصف آب/أغسطس 2021، تقوم بإذلالهم وإهانتهم "من الأفضل أن نموت بشجاعة في القتال ضدها".

بهاران لهيب

بغلان ـ تقع مدينة بغلان في شمال أفغانستان وكغيرها من المقاطعات الأفغانية، يوجد بها ألغام وتوجد فيها معظم مواد الفحم والإسمنت الذي يعد أكثر شهرة وجودة في البلاد.

كما هو الحال في جميع مقاطعات أفغانستان، منذ انقلاب 27 نيسان/أبريل 1978، تقوم الحكومة بقمع الناس، وإبعادهم عن العلم والمعرفة وإثارة الصراعات العرقية والقومية، والقمع والعنف ضد المرأة، وإبقاء الناس في الفقر والبطالة وانتشار جرائم القتل واغتصاب النساء وآلاف الجرائم الأخرى، ولم تكن بغلان بمنأى عن هذا الوضع.

طريق سالانغ السريع، الذي يربط أكثر من 11 إقليماً شمالياً في أفغانستان بكابول، طرقاته ترابية ومدمرة، وفي العام الماضي، أغلقت طالبان هذا الطريق أمام المسافرين لمدة 9 أشهر وأطلقت إعلانات واسعة النطاق، عن النفق الواقع في سالانغ، والذي تم افتتاحه بعد أشهر من ترميمه، في محاولة لذر الرماد في العيون وتشتيت الانتباه عن الجرائم التي ترتكب ضد النساء وشعب أفغانستان.

جميع سائقي هذا الطريق يشتكون من حالة الطريق ويقولون إن غالبية الطرق في أفغانستان وعرة "إن الأموال الشهرية التي يجمعونها منا باسم الرسوم والضرائب تزيد عن 20 مليون، ولو تم استخدام ما يحصلون عليه خلال ثلاثة أشهر فقط لأصبح طريق سالانغ المدمر ممتاز".

ففي مدينة بغلان وعاصمتها بولي خمري، كانت مشكلة المرأة واضحة ومثل ملايين النساء والفتيات الأفغانيات الأخريات، تم حرمان النساء في الإقليم من العمل والتعليم على يد حركة طالبان وكان عدد كبير من عناصر طالبان يقومون بدوريات في المدينة.

وفي جميع المقاطعات تعتبر قوانين طالبان ضد الناس وخاصة النساء، أكثر صرامة ولكنها بعيدة عن الرقابة بسبب قلة الحضور الإعلامي والوصول إلى شبكات التواصل، ونساء بغلان لم تلتزمن الصمت أمام قوانين طالبان المعادية للنساء، ووقفن دائماً ضدهم وواجهن القمع والسجن والاختفاء والاغتصاب والتحرش الجنسي.

فريدة. و معلمة اختفى زوجها بعد سيطرة طالبان وتعيش في منزل آجار مع أطفالها الأربعة تقول "كان زوجي أحد الموظفين العسكريين في الحكومة السابقة، وبعد ستة أشهر من سيطرة طالبان، دخلوا منزلنا ليلاً، وكنا جميعاً نائمين وحبسونا وأخذوا زوجي، وينكرون أنه معتقل لديهم بل إنهم في بعض الأحيان يتهمونني باختفائه".

وأضافت "عندما ذهبت إلى السجن لمعرفة مصير زوجي، تعرضت للإهانة كالعادة لكن هذه المرة آذوني قائلين إن زوجي تركني، وقالوا أن علي أن أتزوج من أحد عناصرهم فنظرت إليهم بكراهية وغادرت ذلك المكان".

وأكدت أنها بعد اختفاء زوجها أجبرت على النزول إلى الطرقات للعمل مع نساء أخريات "رغم أنهم ضربونا في الطريق لكن الأمر لم يكن يستحق ذلك بالنسبة لي وللنساء الأخريات لأننا نعاني من سياطهم يومياً، لذلك لا مكان للخوف فينا ونحن مستمرات في معركتنا. إنهم يقتلوننا كل يوم بإذلالهم وإهاناتهم، فمن الأفضل أن نموت بشجاعة في طريق محاربتهم".