أزمة مياه علوك مستمرة ومطالبات بحلول طويلة الأمد

بعد قيام الدولة التركية بقطع المياه عن محطة علوك واستخدامها كسياسة إبادة جماعية، تقوم بلدية مدينة تل تمر بتوفير المياه للأهالي بالوسائل الممكنة والإمكانات المتوفرة.

سوركل شيخو

الحسكة ـ محطة علوك هي محطة مياه تقوم بتزويد مدن رأس العين/سري كانيه وتل تمر والحسكة في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا بالمياه. وانقطعت مياه المحطة عن أكثر من 3 ملايين شخص مع احتلال مدينة سري كانيه من قبل مرتزقة الاحتلال التركي ويواجه الناس الآن مشاكل في تأمين مياه الشرب.

تحاول بلدية الشعب في مدينة تل تمر التابعة لمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، توفير البدائل بالحد الأدنى من الإمكانات لأكثر من 3 آلاف مهجر من قرى عفرين وسري كانيه وريف زركان وتل تمر بالإضافة إلى أهالي البلدة وقراها وأيضاً جبل كزوان.

والجدير بالذكر أن هناك العشرات من مصادر المياه الخاصة في المدن والقرى، كانت محفورة للزراعة قبل الأزمة السورية، لكنها تحولت الآن إلى مصادر مياه للناس والمهاجرين. وفي الوقت الحالي، يعمل حوالي 94 صهريج ماء على توفير المياه لكومينات الشعب والمهجرين وخطوط النار بالإضافة إلى جبل كزوان. 

 

تاريخ الهجمات على مياه تل تمر

وقالت مدير دائرة المياه في بلدية الشعب في تل تمر حمدية حسين إن منابع المياه في تل تمر قُطعت وجفت "المصدر الرئيسي لمياه الشرب في تل تمر منذ القدم هو نهر الخابور، وبعد قطع مياه النهر من قبل الدولة التركية، قام الأهالي بحفر آبار المياه المالحة لسد احتياجاتهم ولري الأراضي. قبل 20 عاماً، واجهت تل تمر نفس المشكلة لكن الأهالي استطاعوا حل تلك المشكلة المؤقتة بإمكانات محدودة، لكن مع بداية الثورة في 19 تموز 2012 تم ربط شبكات وخطوط مياه تل تمر بمحطة علوك، ومنذ الثورة أصبح مصدر مياه تل تمر هي محطة علوك، لكن في تشرين الأول 2019، هاجمت الدولة التركية سري كانيه، وقطعت المياه مرة أخرى عن أهالي تل تمر، وتركت المجتمع مرة أخرى في مواجهة أزمة مياه ستتحول إلى كارثة في المستقبل القريب".

 

5 آبار مياه فقط للأهالي و3 آلاف مهجر

وأفادت حمدية حسين أن دائرة المياه تحاول إيجاد طرق وحلول بديلة لتوفير إمدادات المياه، ولفتت إلى الأعمال التي يتم تنفيذها "صحيح أن إمكاناتنا محدودة، لكننا نتقاسم ما لدينا مع الناس. على سبيل المثال، قمنا بحفر بئر وتحويله إلى منهل مياه، وتستفيد 30 قرية على طول خط الخابور من مياهه، كما تقوم الصهاريج المدنية أيضاً بملء المياه من البئر وبيعها للمهجرين والنازحين بأسعار زهيدة. في المجمل، هناك 5 مناهل ملك لنا وتخدم أهالي تل تمر وريفها".

وذكرت أنهم يقومون بمنح تراخيص حفر وتفعيل آبار المياه للأهالي "صحيح المياه مالحة، لكن كبديل، نمنح تراخيص لحفر آبار. هذا العام تم حفر 49 بئراً في تل تمر وريفها وحدها ووضعها في الخدمة. مشروع حفر الآبار مؤقت ويتم حسب احتياجات المرحلة التي نمر بها، لذا بهذا الشكل يمكننا توفير المياه للأهالي فقط لمدة 3 سنوات قادمة. لأنه في كل عام يتغير المناخ، فيزداد الجفاف وتقل المياه الجوفية".

ولفتت حمدية حسين إلى سقي الأشجار "بالنسبة لقسم البيئة خصصنا صهريج مياه لسقي الأشجار في المدينة، لكي تنتج لنا الأكسجين مما يساعد في انخفاض درجة الحرارة الحالية وتظل المدينة جميلة دائماً".

 

الاستجابة لمقترحات الناس والحلول طويلة الأمد والبدائل القوية

وشددت حمدية حسين على أهمية تطبيق الحلول طويلة الأمد وليس الحلول البديلة والمؤقتة "في هذا الوضع الذي نعيشه، لن نتمكن من تقديم خدمة جيدة في مجال المياه لفترة طويلة، فالحلول الطويلة الأمد والبدائل الأقوى هي محطة علوك وحفر الآبار ونحن نأخذ اقتراحات وشكاوى المجتمع بعين الاعتبار، لكن لا ينبغي أن نحفر الآبار المالحة وربطها بشبكات المياه لتصل إلى كل منزل، والسبب في عدم قدرتنا على دعم مثل هذا المشروع يعتمد على الكثير من الأسباب، وأحد هذه الأسباب هو أن المياه المالحة سوف تعطل وتثقب شبكات الماء لأنها تحتوي على أعلى تركيز من الملح، والآخر هو إذا قام الأطفال بشرب هذه المياه المالحة عن طريق الخطأ، وسيسبب العديد من الأمراض وهكذا فإن الأزمة الحالية سوف تتعمق بدلاً من أن تصبح طريقة للحل، وبحسب المهندسين البيولوجيين الذين قاموا بالأبحاث ودرسوا هذا المشروع جيداً، فقد وجدوا أنه مشروع غير ناجح وله أضرار مادية وصحية كثيرة".

 

مشروع حفر الآبار البحرية وإمكانات دائرة المياه

وفي ختام حديثها ناشدت حمدية حسين المنظمات الإنسانية "هناك قرية تبعد عن المدينة 5 كم، ومياهها حلوة، لذلك، لكي نتمكن من تلافي هذه الأزمة في السنوات القليلة المقبلة، وإلى حين إيجاد حل لمحطة علوك، يجب علينا حفر بئرين بحريين في تلك القرية، وربطهما بشبكات مياه تل تمر وإيصال المياه إلى الناس والمهجرين والنازحين يومين في الأسبوع. مثل هذا المشروع الضخم وفرص دائرة المياه ليست متكافئة، لذلك هناك حاجة إلى أن ترقى المنظمات الإنسانية إلى مستوى الوفاء بمسؤولياتها وتساعدنا حتى نتمكن معاً من التخفيف من أزمة المياه التي أثقلت كاهل الناس والمهجرين".