معضلة محطة مياه "علوك" دون محاسبة تثقل كاهل السكان في الحسكة

تتفاقم معاناة قرابة مليون ونصف شخص في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، في تأمين المياه الصالحة للشرب بعد قطع مرتزقة الاحتلال التركي المياه عن المدينة.

دلال رمضان

الحسكة ـ يستمر مسلسل انقطاع مياه آبار محطة "علوك" التي تغذي مدينة الحسكة وضواحيها منذ أكثر من عشرة أشهر، وتقع المحطة في سري كانيه/رأس العين الواقعة ضمن المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، مما يفاقم معاناة السكان في المدينة والمخيمات التي تتواجد في ريفها.

تعمد الاحتلال التركي ومرتزقته منذ احتلال مدينة سري كانيه/رأس العين عام 2019 قطع مياه محطة "علوك" المخصصة للشرب، وحرمان أكثر من مليون ونصف نسمة في مدينة الحسكة ونواحيها، كنوع من أنواع الضغط ومحاربة الأهالي بجميع الوسائل، ليجبروا على شراء المياه من الصهاريج بمبالغ تفوق قدرتهم ويزيد من أعبائهم.

وتمد محطة "علوك" التي تقع شرق مدينة سري كانيه مياه الشرب لأكثر من مليون ونصف شخص في الحسكة ونواحيها وقراها وعن المهجرين من المناطق التي احتلتها والقاطنين في المخيمات، ومع تفاقم الأزمة أعلنت مديرية المياه في الثالث من تموز/يونيو من عام 2023 الحسكة مدينة منكوبة، وتعمل الإدارة الذاتية على تأمين بدائل وحلول إسعافية لسكان المنطقة من خلال حفر الآبار وإيجاد مشاريع أخرى قيد التنفيذ لتخفيف الأعباء عن كاهلهم.

وحول القطع المستمر للمياه من قبل الاحتلال التركي عن مدينة الحسكة، قالت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة فاطمة الضامن "بعد احتلال الدولة التركية لمدينة سري كانيه بدأت بقطع المياه عن المدينة، واستخدمتها كسلاح لمحاربة المدنيين ولتزيد من معاناتهم، ففي بداية الاحتلال كان هناك انقطاع للمياه بشكل متقطع ولكن منذ أكثر من عشرة أشهر تم قطع المياه بشكل كامل عن المدينة".

وأشارت إلى أن المصدر الأساسي والذي يعتمد عليه الأهالي في المدينة الآن هو مياه آبار قرية "شموكا" ومياه الصهاريج والتي غالباً لا تكفي الأهالي، مشيرةً إلى أن أهالي المنطقة باتوا يعتمدون على مياه الصهاريج والتي دائماً تأتي من مصادر غير معروفة وتكون ملوثة في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى الاعتماد على مياه الآبار الجوفية والتي لا تكون صالحة للشرب وتستخدم فقط في الغسيل والتنظيف.

وأوضحت أنه مع أجواء الصيف الحارة تتفاقم معاناة الأهالي ويزداد الطلب على المياه، بالرغم من أن هناك حوالي 64 صهريج تابع لمديرية المياه و800 صهريج آخر للمدنيين وجميعها لا تكفي الأهالي، لافتةً إلى أن عدم معرفة مصادر المياه والتي تأتي غالباً ملوثة يتسبب بانتشار الأمراض المعوية والجلدية والالتهابات بين سكان المدينة "إن المصدر الأساسي الذي يتم الاعتماد عليه لا يلبي حاجة السكان مما دفعهم لحفر الآبار والذي يؤثر سلباً على المياه الجوفية في المنطقة".

وعن الحلول الإسعافية التي تتخذها مديرية المياه لمساعدة وتلبية احتياجات الأهالي، قالت فاطمة الضامن "نعمل من أجل تأمين مياه الشرب حسب الإمكانيات الموجودة، ففي كل صباح نقوم بتوزيع صهاريج المياه على جميع النواحي وإرسالها للأهالي عن طريق الكومينات، وتوزيع القسم الآخر على المؤسسات الخدمية والتعليمية والمشافي، لذا فالمياه المتوفرة لا تكفي للجميع والمصدر الأساسي الذي نعتمد عليه خف منسوبه بشكل ملحوظ"، مؤكدةً بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية تعمل على مشروع حفر الآبار لتأمين مياه الشرب للأهالي.

من جانبها قالت تفاحة الخليفة من أهالي مدينة الحسكة، إنهم يعانون منذ خمسة سنوات من انقطاع المياه الأمر الذي يفاقم من معاناتهم أكثر خاصة مع قدوم فصل الصيف، مشيرةً إلى أن الخزانات التي تم وضعها في الأحياء لا تلبي حاجة الأهالي وفي أغلب الأحيان تبقى العديد من الأسر بلا مياه "لا نستطيع شراء مياه الصهاريج والتي تكون باهظة الثمن فمعظم الأهالي يعانون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة وليس بإمكانهم شراء المياه كل يومين أو ثلاثة، والتي تكون في أغلب الأحيان ملوثة وتتسبب بحدوث العديد من الأمراض".

ولفتت إلى أنهم يريدون حل جذري لمشكلة انقطاع المياه المستمرة في المدينة "نطالب المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة وتوزيع المياه في جميع الأحياء"، مضيفةً أن العديد من النساء لا تستطعن الحصول على المياه وتذهبن إلى أماكن بعيدة، متسائلة "ماذا تريد الدولة التركية منا وماذا فعلنا لها لتعاقبنا بهذه الممارسات اللاإنسانية؟".