دور التقاليد والقانون والمجتمع في زيادة حالات العنف الأسري

أكدت محدثة. م إحدى النساء اللواتي تعرضن للعنف الأسري، أن المرأة تتعرض للقمع كثيراً في هذا المجتمع لأن تقاليده البالية تضعف من قوة المرأة، فيصبح من السهل أن تُسلب حقوقها منها.

شبنم توكلي

طهران ـ العنف ضد المرأة ظاهرة لها تاريخ طويل في المجتمعات وليست خاصة بمجتمع أو فترة معينة، مع الفارق أنها تحدث في كثير من الأحيان في بعض المجتمعات، على الرغم من أن العنف النموذجي هو ظاهرة انتهاك خطير لحقوق الإنسان.

عندما تتعرض المرأة للعنف فإنه يشمل جسدها وعقلها وتواجه كافة أنواع الإصابات الجسدية والجنسية والنفسية، وفي هذه الظاهرة تُحرم المرأة من حريتها لمجرد جنسها وتتعرض للمضايقة من الجنس الآخر وتنتهك حقوقها.

فالعنف الأسري هو أحد أشكال العنف الذي يحدث في إطار الأسرة وبين الرجل والمرأة، وفي هذه الحالة تواجه الأخيرة كافة أشكال الحرمان والتعذيب الجسدي والنفسي من قبل الرجل الذي عادةً ما يفعل ذلك لتحقيق أهدافه.

وتظهر آثار العنف إذا كان جسدياً من خلال الصفع والضرب والقتل وغيرها، أو سلوكيات مثل الاعتداء الجنسي والتي تسبب بحد ذاتها اضطرابات عصبية وعاطفية في المستقبل، كما ستشمل أبعاداً نفسية أيضاً من الفحش إلى السخرية والإذلال والعزلة والتهديد بالزواج أو الطلاق.

محدثة. م، البالغة من العمر 32 عاماً، تتحدث عن العنف النفسي الذي تعرضت له عدة مرات خلال حياتها من قبل زوجها "كلما تشاجرنا أشعر بالسوء طوال اليوم وأنا أفكر في الكلمات البذيئة التي وجهها لي زوجي في خضم الشجار لإذلالي كما أن صراخه لا يزال عالق في أذني وهو يهددني بالطلاق، وحتى الآن، عندما أتذكر ذلك، أتألم لأنه بعد سنوات من المعاناة والمشقة التي عشتها معه، يرغب بالتخلي عني".

وأضافت "المرأة تتعرض للقمع كثيراً في هذا المجتمع لأن تقاليده البالية تضعف من قوة المرأة، فيصبح من السهل أن تُسلب حقوقها منها، في حين أن ما لا يرى بالعين هو روح المرأة، في ظل كمية التهديدات والصراخ والشتائم التي تتعرض لها من ذلك الرجل، لكن لن يدوم ذلك كثيراً فقد يتدمر تدريجياً وتصاب المرأة بالاكتئاب".

وفي ظهور العنف بين الرجال هناك عدد من العوامل، يمكن أن نذكر منها دور الطفولة والتجارب السابقة التي مر بها الفرد، ففي طفولته كثيراً ما شهد شجارات بين والديه، أو تم إلقاء اللوم عليه وتعرض للإذلال من قبل الناس من حوله، بالنسبة لهذه الفئة من الناس، في مرحلة البلوغ يصبح سلوكه عدوانياً، كما أن العنف متجذر في القضايا الاقتصادية والبطالة، فعندما يُترك توفير احتياجات المنزل والأسرة خارج مسؤولية الرجل، فإن احتمالية التوتر والعنف بين الرجل والمرأة تزداد عادة، وهو ما يكون أكثر ضرراً على المرأة بكثير، وعلى الرغم من القوانين التي تعاقب المعنف إلا أنه دائماً ما يفلت من العقاب الأمر الذي يتسبب في زيادة حالات العنف ضد المرأة.

ويعد العنف ضد المرأة مشكلة خطيرة وشائعة للغاية في جميع المجتمعات، وخاصة في المجتمعات التي تؤكد على الأساليب الأبوية التقليدية وتضع المرأة في مكانة غير متكافئة، وفي مثل هذه المجتمعات غالباً ما تتعرض النساء للعنف الجسدي والعاطفي والاقتصادي والنفسي، ويمكن أن يكون للعنف عواقب مثل القتل والاكتئاب والطلاق، كما أن له آثاراً دائمة على الصحة العقلية للشخص وحتى أفراد الأسرة الآخرين، بما في ذلك الأطفال، ويحول المنزل إلى مكان غير آمن، فلا ينبغي الاستهانة به، أو اختزال العنف في شجار مشترك بين المرأة وشريك حياتها، بل يعتبرونه ضرراً اجتماعياً، يجب القضاء عليه من خلال نشر الوعي ومحاكمة الأشخاص الذين يمارسون العنف.