العفو عن مخالفات البناء... أحد أسباب انهيار المنازل في سمسور

بعد مرور تسعة أشهر على وقوع الزلزالين الكبيرين اللذين كان مركزهما مدينة مرعش، لا يزال أهالي مدينة سمسور (أديامان) بشمال كردستان يواجهون العديد من الصعوبات خاصةً مع حلول فصل الشتاء، واستمرار أعمال هدم المباني المتضررة وإنشاء أخرى جديدة.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ ذكرت إحدى الناجيات من الزلزال زينب دوغا، التي خرجت من تحت الأنقاض مصابة، بأن منزلها قد إنهار بسبب العفو عن مخالفات البناء وقطع الأعمدة الهيكلية للمبنى، ولم يتم محاسبة أي من مسؤول ولا تقديمهم إلى العدالة، كما فقدت داخل منزلها المنهار ابنتها البالغة من العمر ١٤ عاماً.

يقيم الناجين/ات من الزلزال في مدن الكرفانات الخاضعة لإشراف إدارة الكوارث والطوارئ في المدينة، وتقول زينب دوغا البالغة من العمر ٥٦ عاماً، وتقيم في كرفانة تغمرها المياه في كل مرة تهطل فيها الأمطار، إن المبنى الذي تم بناؤه قبل عامين فقط قد انهار في غضون ثوان.

 

"لم تتم محاكمة المسؤولين"

وأشارت إلى أنهم علموا بقطع أعمدة المبنى الذي كانوا يسكنون فيه، وأنه مع ابنتها فقد ٣٢ شخصاً حياتهم تحت الأنقاض، لافتةً إلى أنه على الرغم من مرور تسعة أشهر على وقوع الزلزال، إلا أنه لم تتم محاسبة أي شخص فيما يتعلق بهذه القضية، مؤكدة أن المسؤول الرئيسي في هذه العملية الحكومة والبلدية التي تقدم تصريحات للبناء.

وأضافت "أنفقنا كل مدخراتنا في شراء ذلك المنزل، واعتقدنا أن كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن كيف لي أن أعلم أنني دخلت قبراً بدلاً من منزل، لقد خرجت من تحت الأنقاض بنفسي، وتم إخراج جثة ابنتي بعد مرور خمس ساعات، ولا يزال زوجي وأولادي يتلقون العلاج".

وعن سبب سقوط المبنى، أوضحت أنه "لقد قاموا بإضافة ثلاث طوابق بشكل غير قانوني إلى المبنى الذي كنا نسكن فيه، من سمح بكل هذه المخالفات؟ الحكومة والبلدية هم من سمحوا بحدوث ذلك، واليوم لا يتم محاكمة أو محاسبة أي مسؤول على ذلك، لقد ماتت ابنتي بسببهم، أصبح ذلك المنزل مقبرة دفنت 32 شخصاً بمن فيهم ابنتي دون أن يمثل أحد أمام العدالة".

 

"لا من أحد يهتم لحياتنا"

وأشارت زينب دوغا، التي تعاني من مرض السرطان، إلى أن الغبار الذي يغطي المدينة بسبب أعمال إزالة الأنقاض، التي لم يتم تنفيذها دون أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة، يشكل خطراً عليها وعلى المرضى الآخرين أيضاً "لا أستطيع النوم داخل الكرفانة طوال الليل من البرد، ولا أملك أغطية تكفي للتدفئة، ذهبت لطلب الغطاء قوبل طلبي بالرفض وقالو "لا توجد أغطية"، إنهم لا يهتمون لموتنا أو بقائنا، فالأشخاص الموجودين هنا لم يموتوا جراء الزلزال لكن سيموتون إما من الغبار أو من برودة الطقس، وكلما مر الوقت يزداد الوضع سوءاً. يوزعون ١٠ لترات من الماء في اليوم ثم يقولون "كل شيء على ما يرام"، ولكن في واقع الأمر ليس هناك تحسن من أي ناحية".

ولفتت إلى أن الألم الذي يعانون منه قد زاد بشكل متضاعف "أشعر بالحزن والألم منذ ٩ أشهر، أذهب كل يوم إلى المقابر وأنادي ابنتي، متنا ولم يرنا أحد، والآن أيضا نموت، ولا تزال الآذان مسدودة لأصواتنا".