وفد من النمسا يواصل زياراته للمؤسسات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا

يواصل الوفد الذي وصل إلى المنطقة من النمسا لأول مرة زياراته إلى تجمع نساء زنوبيا ولجنة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ومجلس المرأة السورية للوقوف على إنجازات ثورة المرأة.

الرقة ـ في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وجهت لجنة العلاقات والتحالفات السياسية الديمقراطية لمؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا، دعوة للمنظمات والحركات في الشرق الأوسط وحول العالم.

وصلت 9 وفود نسائية من إيطاليا، ووفدان من إنجلترا، وكاتالونيا، الولايات المتحدة، ألمانيا، أمريكا اللاتينية والنمسا، إلى إقليم شمال وشرق سوريا، تضم الوفود كاتبات وصحفيات وناشطات وفنانات وسياسيات.

وفي الرابع من نيسان/أبريل الجاري، زار الوفد النسائي من النمسا المؤسسات النسائية في المنطقة منها مؤتمر ستار للتعرف عليه وعلى أهدافه، ولا يزال يواصل زياراته فقد التقى بتجمع نساء زنوبيا وهيئة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ومجلس المرأة السورية. خلال الزيارة الأولى تمت مناقشة مراحل حكم داعش وأهمية إنشاء تجمع نساء زنوبيا.

 

هزيمة داعش كانت بمثابة أمل وبداية جديدة

ترى المتحدثة باسم تجمع نساء زنوبيا خود العيسى، أن هزيمة داعش أملٌ وبداية جديدة للمرأة، مضيفة "كانت سنوات حكم داعش الأربع بمثابة أربعة قرون بالنسبة للنساء، ونتيجة للعنف الجسدي والعقلي والاجتماعي الذي واجهنه على أيدي داعش، لم يكن من السهل محو هويتهن. بعد تأسيس التنظيمات والأحزاب السياسية، تمكنت النساء من لعب دورٍ جيد. فبالنسبة لهن، كان الانضمام إلى الأحزاب السياسية والمشاركة في هذا العمل حلماً، لذلك نحاول إعادة المرأة إلى جوهرها الحقيقي من خلال النضال، وانتشالها من بقايا داعش والثقافة التي تركها وراءه".

 

"مسار داعش لم ينتهِ بعد"

من جانبها قالت بشرى محمد، عضوة تنسيقية تجمع نساء زنوبيا، إنه بعد هزيمة داعش تُركت العديد من الأرامل والمحررات وحدهن، وتحدثت عن رعاية هؤلاء النساء "في منطقتنا، هناك عدد كبير من النساء اللواتي قُتل أزواجهن على يد داعش، وهناك أيضاً عدد كبير من النساء اللواتي حُررنَ. في الوقت نفسه، خلال تلك الفترة السوداء تزوج بعض أفراد داعش نساء من المنطقة، ولكن بعد هزيمتهم، تركوا وراءهم عدداً كبيراً من النساء اللواتي لم تتجاوز أعمارهن 13-14 عاماً، كما نعتني بهؤلاء النساء من خلال اللجنة الاقتصادية".

وأشارت إلى نقطة بالغة الأهمية ستعزز تضامن النساء السوريات "لكي تتحد النساء حول رؤية مشتركة، نعمل حالياً على افتتاح مكاتب لتجمع نساء زنوبيا في المدن السورية، إلا أن عدم الاستقرار في البلاد وعملية سقوط الأسد وهجمات هيئة تحرير الشام على النساء العلويات والانتهاكات التي تحدث، تجعل عملية التأسيس صعبة. ومع ذلك، فإننا نتجه نحو افتتاح مكاتب في سوريا، لأن أهداف ومطالب النساء أجمع واحدة".

ثم توجه الوفد إلى مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا والتقى برئيسة المجلس عدالت عمر ونائبة رئيسة مجلس المرأة نيروز مسلم.

 

"هيئة تحرير الشام تفرض نفس العقلية"

بدورها وصفت عدالت عمر تأسيس لجنة المرأة وأنشطتها "تهتم لجنة المرأة بالقضايا والمطالب القانونية والسياسية والاجتماعية للمرأة، فهي تحمي حقوق المرأة والطفل، وتسنّ القوانين التي تحمي حقوقهم وتحقق العدالة الاجتماعية. وفي الوقت نفسه، تزيل المفاهيم التقليدية التي تؤثر على المرأة والمجتمع، وتسعى جاهدة لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على حرية المرأة، لأنه هنا في الرقة، تعرضت النساء للبيع والقتل والاغتصاب والحرق على يد داعش، ويفرض نظام هيئة تحرير الشام في دمشق اليوم نفس عقلية داعش على سوريا ككل، لذلك فإن وحدة المرأة ضرورية في مواجهة حكومة تفقد هويتها وتاريخها".

وسلّطت ​​عدالت عمر الضوء على قضية أطفال ونساء داعش في مخيمي الهول وروج، وما تُشكّله من مخاطر على العالم أجمع، مُوضّحة عدة نقاط للوفد "إذا لم تُحلّ قضية داعش وأطفالهم، بمن فيهم نساؤهم، فلن يتوقف داعش عند هذا الحدّ، بل سينتشر في جميع أنحاء العالم. الجميع مسؤول عن حلّ هذه القضية. تُذبح النساء اللواتي يُردن تغيير رأيهنّ. في كلّ عام، تُشنّ عمليات في هذه المخيمات، وتُنقذ نساء إيزيديات، بل أنشأت نساء داعش محاكم شرعية خاصة بهنّ. هذه القضايا خطيرة جداً على مستقبل المرأة عموماً".

ثم توجه الوفد إلى مجلس المرأة السورية والتقى مع عضوة التنسيقية في المجلس العام للمرأة السورية سهير سنوح ومديرة مجلس المرأة السورية نوروز عبد الرحمن وتم الحديث عن وضع المرأة السورية والمعوقات والمشاكل التي تواجه المرأة.

 

كانت النساء السوريات بحاجة إلى مظلة لمشاركة آرائهن

وقالت نوروز عبد الرحمن "كانت هناك حاجة إلى مجلس عام يحتضن المرأة السورية ويكون درعاً للنساء وعلى هذا الأساس، تأسس مجلس المرأة السورية، والآن افتُتح مكتب مجلس المرأة السورية في دمشق".

فيما قالت سهير سنوح إن عمل مجلس المرأة السورية توسّع خلال هذه العملية "ترصد لجنة المجلس التشريعي لدينا حالياً الانتهاكات ضد النساء المعتقلات في سجن صيدنايا، وظروفهن، وتوثّق الجرائم المرتكبة بحقهن ونخطط لعقد مؤتمر وطني للمرأة، سيقتصر على النساء، ويمكن للسوريات المقيمات في أوروبا المشاركة في هذا العمل. سيناقش المؤتمر قضايا تتعلق بتطبيق العدالة، ومحاسبة القتلة والمجرمين، ووضع المرأة في سوريا، وكيفية بناء سوريا ديمقراطية وتعددية".

ودعت سهير سنوح إلى تعزيز العلاقات في المستقبل حتى يتم تقديم المتورطين في قتل أي امرأة سورية أو امرأة من الشرق الأوسط إلى العدالة ويتم إيقاف الانتهاكات ضد النساء.