'النزاع وقوات الدعم السريع يتحكمان في كل شريان ينبض بالفاشر'
أكدت تنسيقية مقاومة الفاشر، إن الأطفال في المدينة يعانون من سوء التغذية ويواجهون خطر المجاعة، بينما يُمنع عنهم حتى المياه الصالحة للشرب بسبب الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع.

السودان ـ يعاني السكان في مدينة الفاشر من حصار نتيجة النزاع الدائر في البلاد، والذي ترك الأهالي في مواجهة المجاعة ونقص الأدوية.
قالت تنسيقية مقاومة الفاشر عبر صفحتها على مواقع التواصل الافتراضي، في بيان لها اليوم الاثنين السابع من نيسان/أبريل، إن "المياه والغذاء في مدينة الفاشر باتا شحيحين ومنعدمين وإن الأطفال الذين كانوا يضحكون ويلعبون في الشوارع، باتوا اليوم يعانون من سوء التغذية، ويواجهون خطر المجاعة، بينما يُمنع عنهم حتى المياه الصالحة للشرب، نتيجة فرض حصار لا يعرف الرحمة على المدينة منذ منتصف نيسان/أبريل 2023"، لافتاً إلى أن هذا الحصار جعل القطاع الصحي في الفاشر يعاني ويعجز عن تلبية احتياجات المرضى والمصابين فالمستشفيات خارج الخدمة والذي يعمل منها يعمل بربع طاقتها، دون طاقم مناسب ودون إمكانيات متوفرة، بينما يتكدس المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية طارئة بلا أمل في علاجٍ قريب.
وعن حالة الأطباء أوضحت التنسيقية في بيانها "أنهم يقفون على حافة الانهيار ولا يوجد سوى القليل من المعدات، حتى لا يوجد دواء يكفي لجرح واحد، لذا تحولت المستشفيات إلى مسارح للألم، حيث يموت المرضى ببطء وهم يعلمون أن الأمل بات سراباً بعيداً".
وأضاف البيان أنه "في قلب هذا الجحيم وآتون الحصار يقف المتطوعون وشعب الفاشر في مجال الإغاثة كرموز للإنسانية التي لا تنكسر، فمنهم من فقدوا حياتهم وقُتلوا تحت القصف، وهم يحملون على أكتافهم رسالة واحدة وهي "إنقاذ الأرواح" كما قدموا خدمة لمجتمعهم بكل اخلاص غير آبهين بآلة البطش والقتل من قبل قوات الدعم السريع وغير مكترثين بماكينة التشويه والتشهير، ورغم كل ذلك تظل المساعدات والمواد الغذائية تصل ببطء، فالنزاع والمشيليات يتحكمان في كل شريان ينبض في الفاشر ويغلق المعابر متى شاء، ليترك الشعب يعاني من الجوع والعطش بلا أمل في الغد، بل ويصنع الفوضى من خلال تمكين عصابات الجريمة المنظمة من الاستيلاء على شاحنات المساعدات والمواد الغذائية واستهداف أصحابها".
وأكدت التنسيقية إنه على الرغم من الجهود التي تُبذل يومياً لإغاثة الفاشر وفك حصارها، لكن العمل الإنساني مشلول في مواجهة سيطرة قوات الدعم السريع على المعابر، مطالبة بفتح المعابر وفك الحصار لأنه الشريان الذي يُبقي الفاشر حياً، مشيراَ إلى أن نقص التمويل يتفاقم يوماً عن يوم ليزيد من تعقيد الوضع، ويجعل المنظمات عاجزة عن تلبية الاحتياجات الهائلة لسكان المدينة الأمر الذي زاد تدهور الأوضاع الإنسانية وأضعف القدرة الشرائية عند جميع فئات الشعب في ظل ارتفاع فاحش في أسعار البضائع "إن فك الحصار يأتي على رأس الأولويات في الفاشر فالمستشفيات بحاجة إلى أدوية ومعدات طبية فورية، وإلا سيستمر عدد الضحايا في الارتفاع بشكل مأساوي".
ويوجد في مدينة فاشر أكثر من 800 ألف نسمة، بينهم أكثر من 120 ألف نازح لجأوا إليها من مناطق دارفور الأخرى، وفق تقديرات وكالات الإغاثة، تجاوز عدد المحتاجين إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء 70% من السكان، فضلاً عن أنها تشهد اشتباكات عنيفة وقصف عشوائي تسبب بسقوط مئات الضحايا، وتدهور الوضع الإنساني في المدينة التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية في وقت سابق من خطورة الأوضاع في المدينة، مشددة على ضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.