طلبة تونسيون ينتفضون لنصرة أهالي غزة ورفضاً للإبادة الجماعية
في ظل ما تشهده غزة من تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، وتزايد الجرائم التي تستهدف المدنيين، توافدت أصوات طلابية تونسية تصدح بالحرية والكرامة، معلنةً تضامنها المطلق مع الفلسطينيين.

نزيهة بوسعيدي
تونس ـ برزت الحركة الطلابية التونسية مرة أخرى كقوة صامدة تقف إلى جانب الشعوب المضطهدة، حيث أعلن الطلبة عن تضامنهم مع أهالي غزة، مستنكرين جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.
نظم طلبة تونسيون اليوم الاثنين السابع من نيسان/أبريل، مسيرة احتجاجية، لنصرة أهالي غزة العُزل، بدعوة من الاتحاد العام لطلبة تونس، وقد شارك فيها الطلبة والأساتذة ومكونات المجتمع المدني.
وجاء في نص بيان اتحاد طلبة تونس الذي أصدره "أمام الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، اللبناني، اليمني والسوري التي ترتكبها القوات الإسرائيلية وأمام جرائم الإبادة الجماعية المستمرة حيث يُسفك الدم الفلسطيني الطاهر ويُستهدف الإنسان والأرض والذاكرة في وضح النهار، أمام صمت دولي مريب وتواطؤ إقليمي سافر، لا يسع الضمير الحيّ إلا أن ينتفض، ولا يليق بالشعوب الحرة إلا أن تثور، ولا يليق بالحركة الطلابية التونسية التي لطالما ناصرت في كل المحطات كل الشعوب المضطهدة أمام جرائم القوى الإمبريالية ومندوبيها، مطالبةً بحق الشعوب في تقرير مصيرها ومساندة كل قضايا التحرر الوطني على رأسها القضية الفلسطينية، فلا يمكن للحركة الطلابية إلا أن تستكمل لعب دورها التاريخي في مساندة الشعب الفلسطيني".
وأضاف البيان "إن الاتحاد العام لطلبة تونس، إيماناً منه بوحدة النضال ضد كلّ أشكال الاستعمار، ووعياً منه بأن معركة فلسطين هي معركة تحرير كونية وقضية مركزية في صلب النضال ضد الإمبريالية وغطرستها، ووفاءً منه لمساره النضالي المقاوم يعلن عن إضراب عام وطني طلابي شامل وتحركات احتجاجية في كل المؤسسات الجامعية، اليوم الاثنين، نصرة لغزة، ورفضاً للإبادة الجماعية الجارية بحق الشعب الفلسطيني ويدعو كافة القواعد الطلابية إلى تكثيف التحركات الشعبية بالمراكز الترابية للمناطق والجهات، عبر التحركات الاحتجاجية، الوقفات، والمنشورات التعبوية، لتتحوّل الجامعة إلى بركان غاضب، يفضح الجريمة ويحاصر الصمت كما يدعو كل عموم المواطنين إلى المزيد من الانخراط في المقاطعة الشاملة لكلّ المنتجات الداعمة أو المرتبطة مباشرة أو بشكل غير مباشر بإسرائيل، إيماناً بأن المقاطعة سلاح فعّال في معركة التحرر الوطني، وسيف بيد الجماهير يُنزف من شرايين رأس المال الإسرائيلي والأمريكي".
وعلى هامش المسيرة الاحتجاجية قالت الناشطة بالاتحاد العام لطلبة تونس جهينة حسناوي "لقد توحدت القوى الشعبية من طلبة وعمال وأساتذة ومن كل القطاعات في هذا اليوم الذي دعا فيه اتحاد الطلبة إلى الإضراب العام والذي نجح بنسبة 90%".
ودعت إلى وقف الإبادة والجرائم التي تتواصل في غزة وإلى المقاطعة، مشددةً على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
بدورها أفادت الطالبة مريم خميري أنه "جئت اليوم لمساندة فلسطين والمطالبة بتحريرها وسأظل أساندها وادعو إلى تحريرها ما حييت"، معتبرةً أن "هذه المسيرات والوقفات الاحتجاجية مهمة جداً ليعلم الرأي العام العالمي أن فلسطين ليست بمفردها وأننا سنحارب أن لزم الأمر بالسلاح لنصرتها".
وأكدت على ضرورة الانخراط في التضامن اللا مشروط وكذلك المقاطعة نظراً لأهميتها اقتصادياً على الدول التي تمد إسرائيل بالسلاح وبالصمت على جرائمها.
من جانبها قالت الطالبة أمل خذري "نحن اليوم طلبة وأساتذة جئنا لنصرة القضية الفلسطينية والتنديد بالمجازر التي طالت غزة وهو أقل ما يمكن فعله لأجل شعب أعزل"، منددةً بالصمت الدولي إزاء هذه الجرائم داعية إلى المقاطعة لبضائعهم كحل من الحلول.
وختمت حديثها بالتشديد على أنه "لا يجب الصمت عن كل ما يحدث في فلسطين والتحركات الاحتجاجية يجب أن تتواصل في تونس وفي كل البلدان التي تحترم حقوق الإنسان والشعوب في تقرير مصيرها".
وفي ذات السياق قالت الطالبة حنين غربال إن المسيرات لها تأثير غير مباشر على مثل هذه الانتهاكات، مضيفةً "أتابع يومياً ما يعانيه أهل غزة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والقلب يتألم على معاناتهم، لذلك خرجت اليوم إلى الشارع للتعبير عن التضامن معهم والدعوة إلى المقاطعة وإيصال أصواتنا إلى كل بلدان العالم بأن فلسطين ستبقى للفلسطينيين".