شمال وشرق سوريا... الآلاف ينددون بالعنف ويطالبون بتحرير المرأة
تطبيق قانون الأسرة، وقوانين حماية المرأة في الأماكن التي تشهد الحروب والنزاعات، والتكاتف النسوي، من أبرز مطالب نساء شمال وشرق سوريا، في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
مركز الأخبار ـ وقفت النساء في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا في الساحات لرفع صوتهن عالياً والمطالبة برفع وتيرة النضال ضد العنف الممارس على المرأة في كافة أنحاء العالم، مشددات على ضرورة التكاتف النسوي.
تشهد مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، اليوم السبت 25 تشرين الثاني/نوفمبر، مسيرات حاشدة في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار "ضد كافة أشكال العنف والاحتلال...Jin Jiyan Azadî".
الحسكة... مسيرة جماهيرية تندد بالعنف ضد النساء
أكدت المشاركات في المسيرة التي نظمت من قبل مؤتمر ستار في مدينة الحسكة، على أن المجتمع الأبوي والذهنية الذكورية والاحتلال المسؤولان عن العنف الممارس ضد المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، مشددات على ضرورة توعية المجتمع وتنظيمه.
وعلى هامش المسيرة الجماهيرية قالت عضو لجنة التدريب التابعة لمؤتمر ستار بيريفان حمي التي نددت بانتهاك حقوق النساء وتعرضهن للعنف "سنستمر بتنظيم الفعاليات المتنوعة المناهضة للعنف ضد المرأة حتى تحصل على حريتها وحقوقها كافةً وتعيش في سلام، خاصةً في شمال كردستان ومناطق شمال وشرق سوريا المحتلة من قبل تركيا اللواتي تتعرضن لكافة أشكال العنف من قبل مرتزقة تركيا والتي تصل حد القتل".
وأوضحت أن "حرمان المرأة من حقوقها يعتبر عنف ممارس ضدها، هدفنا القضاء على العنف بكافة أشكاله، لذا سنستمر بالنضال"، داعيةً النساء في مناطق شمال وشرق سوريا والعالم إلى الوقوف في وجه كافة أشكال العنف ومساندة بعضهن البعض "على المرأة ألا تقبل بالعنف، وتقف بوجهه، فحرية المجتمع من حرية المرأة".
قامشلو... مطالبات بالحد من العنف وتحرير النساء
وفي مدينة قامشلو نظمت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من النساء والرجال مطالبين بالقضاء على العنف الممارس ضد المرأة.
وفي كلمة لها خلال المسيرة شددت المنسقية العامة لمؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا رمزية محمد على ضرورة تضامن النساء معاً للوقوف بوجه العنف الممارس ضدهن "نستذكر جميع النساء اللواتي ضحين وناضلن من أجل الوصول للحرية، حققت النساء في شمال وشرق سوريا مكتسبات عدة بعد انطلاق ثورتهن ونضالهن لسنوات ضد الظلم والاستبداد الممارس من قبل الدول الدكتاتورية والمجتمع السلطوي الذكوري.
وأشارت إلى أن العنف ضد المرأة لا يزال مستمراً في المجتمع، لافتةً إلى أن "المجتمعات التي لا تتقبل حصول المرأة على حريتها لن تتحرر بتاتاً، وستظل مستعبدة من قبل الأنظمة الرأسمالية، فالمرأة الحرة يعني مجتمعاً حراً"، مشددةً على ضرورة عدم اقتصار النضال ضد العنف على يوم واحد "إننا نناضل بشكل يومي ضد العنف الممارس بحق المرأة من خلال عملنا، نعمل على تنظيم أنفسنا لتقتدي بنا نساء العالم، فإننا نؤمن بأن الحرية حتماً ستكون من نصيبنا".
وأضافت "لا تزال الدول الديكتاتورية تمارس العنف على المرأة بكافة أشكاله، فعلى سبيل المثال ما تتعرض له النساء في غزة تقتلن بشكل يومي، وهو الحال بالنسبة لنساء شمال وشرق سوريا خاصة في المناطق المحتلة من قبل تركيا التي تمارس كافة الانتهاكات بحقهن والتي تصل حد ارتكاب المجازر في ظل صمت دولي".
وطالبت بتكثيف النضال من أجل الوصول إلى حرية المرأة والقضاء على العنف الممارس ضدها، مشددةً على ضرورة وحدة النساء حول العالم.
نساء عفرين والشهباء تنتفضن ضد العنف
وخرج المئات من أهالي مقاطعتي عفرين والشهباء في شمال وشرق سوريا في مسيرة حاشدة رافعين شعارات ولافتات كتب عليها "لا للعنف ضد المرأة، "Jin Jiyan Azadî، "نحو ثورة المرأة"، "الاحتلال هو أكبر عنف ضد المرأة"، "المرأة نبض الحياة"، "لا لقتل المرأة"، "العنف ضد المرأة جريمة".
وعلى هامش المسيرة أكدت الناطقة باسم لجنة الصحة في مؤتمر ستار كوني مصطفى على استمرارهم في النضال الذي بدأت به النساء بوجه العنف منذ مئات السنين وحتى هذه اللحظة "لن نسمح بارتكاب العنف والجرائم بحق النساء بعد الآن ونرفض جميع أشكال العنف"، مشيرة إلى أنهم سيقضون على العنف من خلال تدريب أفراد المجتمع وعقد المحاضرات التوعوية.
من جانبها قالت المشاركة في المسيرة فاطمة عبد الرحمن أن العنف على المرأة لا يقتصر على الضرب والظلم فحسب إنما يتجلى في كسر إرادة المرأة وتهميشها وإنكار وجودها وإمحاء هويتها عن الوجود "من خلال فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان أدركنا نحن النساء كم نتعرض للظلم والعنف من قبل الرجال".
وأكدت على ضرورة معرفة النساء العنف الذي تتعرضن له والحد منه والتصدي له "يجب على كافة أفراد المجتمع الانضمام للدورات التدريبية التوعوية خاصة الرجال، لتحرير المجتمع والمرأة كذلك".
الرقة... نساء تشددن على رفع وتيرة النضال بوجه الاستبداد والعنف
ومن مدينتي الرقة والطبقة اللتان شهدتا على قتل الآلاف من النساء على يد مرتزقة داعش، تعالت الأصوات المنادية بضرورة القضاء على العنف الممارس ضد المرأة بكافة أشكاله في مسيرة حاشدة نظمت من قبل منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسوية. وتخللت الفعالية افتتاح ساحة المرأة الحرة وسط مدينة الرقة.
وعلى هامش المسيرة قالت مريم العلي "أثبتت المرأة بوقوفها في هذه الساحة على مدى قوة إرادتها ووعيها، لم تعد النساء ترضين الرضوخ والذل والعنف، من خلال مقاومتهن وكفاحهن ستحصلن على حريتهن"، مطالبةً المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان القيام بواجبها ووضع حد لانتهاكات الاحتلال التركي بحق نساء شمال وشرق سوريا، واستهدافه المناضلات والقياديات والرياديات اللواتي تسعين لبناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة بقيادة المرأة الحرة.
كما شددت عائشة محمد على أهمية التكاتف النسوي "لنكن يداً بيد وروحاً واحدة، وننادي بحرية المرأة"، مشيرةً إلى السعي جاهداً لتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم لإحلال المساواة بين الجنسين.
بدورها قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة المدنية الديمقراطية هيفين إسماعيل "وقوفنا هنا اليوم يعبر عن موقفنا الموحد، كفى عنفاَ، إن المرأة لا تزال تتعرض لكافة أشكال العنف من قبل المجتمع"، لافتةً إلى ما تتعرض له النساء من قبل الاحتلال التركي من انتهاكات وجرائم ومجازر.
وأضافت "لننادي بأعلى أصواتنا ونطالب بحقوقنا، ليصل صدى صوتنا إلى العالم أجمع، لنمضي قدماً بقيادة المرأة الحرة".
"بروح الأخوات ميرابال ستهز النساء عرش السلطات الذكورية"
وشهدت مدينة منبج خروج مئات النساء في مسيرة لمناهضة العنف ضمن الحملة التي أطلقتها منصة الفعاليات في شمال وشرق سوريا التي انطلقت قبل أيام.
وعلى هامش المسيرة قالت الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا رويدة حنيضل "خلال الاجتماعات والمحاضرات التي عقدت للتوعية بالعنف ضد المرأة ركزنا على أهمية إشراك الرجال فيها لأن المرأة تتلقى العنف مباشر من الرجل وتوعيته أمر ملح"، مضيفةً "تناولنا خلال الفعاليات المتنوعة التي نختتمها اليوم بتنظيم المسيرة، العنف بكافة أشكاله وركزنا على ظاهرة تعدد الزوجات والعنف الجسدي، وحصر دور المرأة في المنزل وعدم منحها الفرصة للعب دورها، وتوصلنا خلال فعاليات الحملة إلى أن تطبيق قانون الأسرة الصادر من قبل الإدارة الذاتية هو الحل للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله آملين التصديق عليه وتطبيقه خلال العام القادم ليكون عاماً خالياً من العنف".
وأشادت الرئيسة المشتركة للجنة الداخلية وضحة الجاسم بدور الأخوات ميرابال "الشقيقات الثلاثة بمقاومتهن ووضعن أول حجرة للإعلان عن يوم عالمي لمناهضة العنف ضد المرأة خلال انتفاضتهن بوجه ذهنية الملك رفائيل تروخيو الذي أهان إحدى الأخوات وقام بتعنيفها".
وأوضحت أن "الذهنية التي تعنف المرأة وتقلل من شأنها لا تزال مستمرة من قبل السلطات الحاكمة ليومنا هذا، وتتجسد بحكومة إيران بجريمة مقتل الشابة جينا أميني التي ولدت انتفاضة نسائية لاقت تضامناً عالمياً، والاحتلال التركي باستهدافه لنساء شمال وشرق سوريا وحركة طالبان في أفغانستان بفرضه قوانين وأحكام تهمش وتستعبد المرأة".
وأكدت على أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في مسيرة تحرر المرأة ومواصلة النهج الذي بدأت بانتفاضة الشقيقات الثلاثة، والذي سيكون الرد على السلطات التي تفرض هيمنتها على المرأة وتحاول سلب إرادتها "انتفاضة نساء إيران وثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، وتنظيم نساء أفغانستان لأنفسهن تلوح براية الحرية، واليوم نقول كلمتنا بروح 25 من نوفمبر سنهز عرش السلطة الذكورية ونجعل من قرن الواحد والعشرين قرن حرية المرأة لأن الحرب التي نخوضها ليست في شمال وشرق سوريا فحسب بل النساء في كافة أنحاء العالم تناضلن في سبيل تحقيق هدفهم المشترك".
فيما تطرقت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية نورا الحامد إلى الحروب التي تكون المرأة ضحيتها "هناك الكثير من القوانين والمواثيق الدولية تنص على حماية المرأة والطفل في أماكن تشهد الحروب والنزاعات، بينما ما يشهده الواقع في أماكن التي تعيش الحروب والنزاعات كسوريا وإيران وفلسطين وليبيا وغيرها من مناطق الشرق الأوسط لا تفقه شيء من تلك القوانين، ولا توجد أذان صاغية من قبل المجتمع الدولي، لأنها تتعرض لكافة أشكال العنف من قتل واغتصاب وتهجير دون رادع، وهذا محل نقد على تلك الجهات ونناشد لتحمل مسؤولياتهم وعليهم تطبيق القوانين التي صادقوا عليها لإيقاف الانتهاكات المرتكبة بحق المرأة بشكل جدي وليس على شكل شعارات فقط".
نساء إقليم الفرات تناهضن العنف ضد المرأة
وأكدت النساء المشاركات في المسيرة التي نظمت في مدينة كوباني بإقليم الفرات، على أن نضالهن ومقاومتهن لن تنتهي اليوم بانتهاء حملة مناهضة العنف المرأة، وسترفعن من وتيرة نضالهن من أجل كسر قيود العبودية التي تكبلهن.
وعلى هامش المسيرة قالت الإدارية في اللجنة الاجتماعية التابعة لمؤتمر ستار هيفين إسماعيل "نضالنا لن يتوقف مع انتهاء الحملة بل سنستمر لتحرير كل امرأة لا تزال تتعرض للعنف والظلم في كافة أنحاء العالم".
وأضافت "عندما نقارن بين النساء في شمال وشرق سوريا قبل وبعد ثورة روج آفا، نرى أن نضالهن قد تقدم وحصدن نتاجه، خاصةً بعد تعرفهن على حقيقتهن وهويتهن واستطعن تغيير واقعهن، ولكن عليهن الاستمرار للحفاظ على مكتسباتهن، للوصول إلى مجتمع حر ديمقراطي".
من جانبها قالت عضوة مكتب المرأة في المؤسسة الدينية زركة مسلم "ندين ونستنكر العنف الممارس بحق المرأة في مجتمعنا، يوم مناهضة العنف ضد المرأة هو اليوم الذي كسرت فيه القيود التي كانت تكبلها، إن العديد من السلطات تستغل الدين لممارسة العنف ضدها بكافة أشكاله".
وأضافت "على عكس ما يقولون بأن الدين الإسلامي يفرض على المرأة القوانين بل يمنحها حقها في المجتمع، علينا كنساء الوقوف بوجه الانتهاكات المرتكبة بحقنا والقضاء على العنف بكافة أشكاله، لاستعادة حقوقنا".