مركز الأخبار ـ يشكل تعيين سارة مولالي رئيسة لأساقفة كانتبري محطة تاريخية في مسار الكنيسة الأنجليكانية، إذ يكسر تقليداً امتد عبر 105 رجال، ويعكس تحولاً تدريجياً نحو تعزيز المساواة بين الجنسين.

أعلنت سلطات الكنيسة في بريطانيا أمس الجمعة الثالث من تشرين الأول/أكتوبر، تعيين أسقف لندن سارة مولالي في منصب رئيسة أساقفة كانتبري، لتسجل بذلك سابقة تاريخية كأول امرأة تتولى قيادة الكنيسة في إنكلترا، وتواجه سارة مولاي البالغة من العمر 63 عاماً والتي شغلت سابقاً منصب كبيرة مسؤولي التمريض في البلاد تحديات كبيرة تتعلق بالانقسامات داخل الكنيسة حول قضايا النساء ومجتمع الميم.

وبالإضافة إلى ذلك سيكون على سارا مولاي التعامل مع الانتقادات الموجهة لقيادة الكنيسة بشأن تقاعسها في التصدي لفضائح الاعتداءات الجنسية التي هزت الكنيسة على مدار أكثر من عشر سنوات.

ويمثل تعيين امرأة في منصب رئيسة أساقفة كانتبري تحولاً تاريخياً في مسيرة الكنيسة الأنجليكانية، التي بدأت بترسيم أول قسيسة عام 1994 ثم أول أسقفة في عام 2015، وتأتي سارة لتكسر سلسلة امتددت عبر 105 رجلاً تولو قيادة الكنيسة الأنجليكانية عالمياً، ما يعكس تطوراً تدريجياً في موقف الكنيسة من قضايا المساواة بين الجنسين.

وستخلف سارة مولالي رئيس الأساقفة السابق جاستن ويلبي، الذي أعلن استقالته في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عقب صدور نتائج تحقيق مستقل كشف عن عدم إبلاغه السلطات بشأن سلسلة من الاعتداءات الجسدية والجنسية ارتكبها أحد المتطوعين في المخيمات الصيفية المسيحية رغم علمه بالأمر، ويُنتظر أن يصادق الملك تشارلز الثالث على تعيين سارة مولالي، في خطوة من شأنها أن تترك آثاراً واسعة على الكنيسة الأنجليكانية في مختلف أنحاء العالم.

وتضم الكنيسة الأنجليكانية أكثر من 85 مليون تابع في 165 دولة حول العالم، من بينها الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن كل كنيسة وطنية تتمتع باستقلالية ولها قائدها الخاص، فإن رئيس أساقفة كانتبري يعد الشخصية الأبرز والأعلى مكانة ضمن الهيكل القيادي للكنسية الأنجليكانية ويُنظر إليه باعتباره رمزاً للوحدة الروحية بين الكنائس الأنجليكانية حول العالم.