نساء سمسور: أثناء بناء المساكن تصدعت منازلنا

أكدت نساء مدينة سمسور أنه بسبب إحداث تفجيرات لإقامة مساكن بدلاً من تلك التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء الزلزال، لا تتمكنّ من دخول منازلهن التي تشققت نتيجة المواد المتفجرة التي يستخدمونها في مواقع البناء.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ منذ وقوع الزلزال في السادس من شباط/فبراير الماضي، والذي كان مركزه مدينة مرعش بشمال كردستان، لا تزال مشكلة الإسكان في المدن المنكوبة مستمرة.

سمسور (أديامان) إحدى مدن شمال كردستان المتضررة بشكل كبير إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال كردستان، وبحسب التصريحات الرسمية فقد تضرر 68% من المدينة، وحالياً يجري بناء مساكن في ثلاثة مواقع قريبة من مركز المدينة وهي كراداغ أورنلي وإندرى (زي)، وبالرغم من توابع الزلزال يتقدم بناء المساكن الحديثة بشكل سريع، ويتم استخدام المتفجرات التي ألحقت الضرر بمنازل الأهالي ونفسيتهم أيضاً، في موقع البناء.

 

المساكن الثلاثية المراحل

ويوجد 8282 مبنى كامل في سمسور، تم هدم 5953 مبنى منها وسيتم هدم 2329 منها بشكل طارئ، ويغطي المدينة سحابة من الغبار نتيجة أعمال الهدم وإزالة الأنقاض دون أن يتم أخذ الصحة العامة في عين الاعتبار.

وسيتم بناء المساكن الثلاثية المراحل في المدينة بالتعاون بين وكالة الإسكان التركية TOKİ وشركة الإسكان العقاري، بتنسيق من وزارة البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ التركية، وعلم أنه سيتم طرح مناقصة على 28 ألف سكن في المدينة التي سيتم بناء 64 ألف و500 مسكن، وسيتم الانتهاء من بناء 614 مسكن من مساكن المرحلة الأولى التي تم وضع أساساتها في آذار/مارس الماضي في غضون ستة أشهر، والمساكن التي تبنى في المناطق الجبلية تم التخطيط لها على شكل بنية تحتية وأربع طوابق.

ويتم استخدام المتفجرات في موقع البناء الخاص بمشروع الإسكان الذي لاقى الإشادة منذ اليوم الأول لوضع أساسات المباني، فأن الانفجارات التي تحدث بمعدل ثلاث مرات في اليوم، قد شعر بها السكان بقوة شديدة في مركز المدينة، كما أن المواطنين لا يمكنهم دخول منازلهم ذات الأضرار الطفيفة بسبب هذه التفجيرات.

 

لا يدخلون المنزل خوفاً من التفجيرات

إن أهالي حي فاتح هم أكثر من يشعرون بالتفجيرات الحاصلة في موقع بناء المساكن، وعلقوا على التفجيرات بعبارة "وهم يحاولون إعادة إعمار المكان، يدمرون المعمرة منها"، وعن ذلك قالت ديلبر يوجاتاش إحدى سكان الحي إنه أثناء بناء المساكن قد انهارت منازلهم أيضاً، مشيرةً إلى أنه ليس بإمكانهم البقاء داخل الخيمة، كما أن أطفالها لا يدخلون المنزل خوفاً من التفجيرات.

وأضافت "منازلنا متضررة ندخل إليها ولكننا نخرج في كل مرة يحدث فيها التفجير، وتتعرض منازلنا المتضررة من ذي قبل لأضرار جديدة بهذه الطريقة، حدثت خمسة تفجيرات في اليوم فقط، لا نتمكن من النوم طوال الليل، فكلما وضعنا رأسنا على الوسادة ظننا بأن زلزالاً يحدث".

ولفتت إلى أنهم أثناء بنائهم تلك المنازل فأنهم يهدمون معها منازلهم أيضاً "ماذا سيفعل الناس إذا دمرت منازلهم؟، لن تقدم الدولة تعويضاً للمنزل الذي تدمر جراء المتفجرات. نخرج من المنزل مع صوت كل انفجار، وبعد كل انفجار يرفض أطفالي دخول المنزل ثانية، كما أننا لا نستطيع البقاء في الخيام لأنها مليئة بالثعابين والعقارب والفئران، ليضعوا أنفسهم في مكاننا ولو لمرة واحدة، لم تتعافى نفسيتنا المدمرة بأي شكل من الأشكال".

 

تشققت المنازل جراء المتفجرات

ولم تعد تميز آيسل جيليك بين هزات الزلزال والانفجار، ودعت إلى وضع حل لهذه المتفجرات "نواجه سابقاً صعوبة شديدة في البقاء داخل المنزل بسبب الزلزال، والآن يقومون بتفجيرات في كراداغ، أنه أمر مؤسف للغاية، كيف يمكن لإنسان أن يفعل مثل هذا الأمر بإنسان آخر؟".

وأضافت "يقومون بارتكاب الممارسات والأخطاء ذاتها ثانية، فعندما يقومون بالتفجيرات يتحرك المنزل بأكمله من مكانه، وبهذه الطريقة يُهدم ما تبقى من بعد الزلزال، تشققت منازلنا جراء هذه التفجيرات، ومع صوت كل تفجير نسمع صوت من الجدران أيضاً، لم نعد نعلم بأن الأصوات القادمة إذا كان صوت زلزال أم متفجرات".