غزة... فتيات تتحدين المجتمع بمشاركتهن في بطولة تجديف الصالات الأولى

تعتبر بطولة تجديف الصالات الأولى واحدة من الرياضات الحديثة المهمة التي تساعد على منح الجسم‫ المزيد من الصحة واللياقة البدنية، معتمدة على جهاز اسمه "الإرغوميتر".‬‬‬‬

رفيف اسليم

غزة ـ أقام الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف أمس الأحد 25 حزيران/يونيو، بطولة تجديف الصالات الأولى على مستوى فلسطين بمشاركة 25 لاعب ولاعبة من محافظات وأندية مختلفة في قطاع غزة، وسط ترقب الحاضرين حول قواعد وأساسيات تلك البطولة.

قالت اللاعبة لونا عاشور إن بطولة تجديف الصالات تحتاج لقوة بدنية كبيرة للقدرة على الموازنة والاستمرار في الدفع، فبالرغم من تدريباتها المستمر لطوال شهر إلا أنها وجدت صعوبة في قضاء مدة طويلة على الجهاز بالتزامن مع تشجيع مدربها والفريق المشارك، لافتةً إلى أنها توقعت الأمر أسهل لكن عندما بدأت بالتجربة وجدت الفارق الذي حاولت التعامل معه.

وأوضحت أن تلك الرياضة تشابه مع ركوب الخيل الذي تستمر عملية الإحماء له تدريجياً إلى أن يصل للركض أي عدد الجدفات للمطلوب، مع اتباع بعض التعليمات وهو استقامة الظهر وسحب الجدفة حتى النهاية وعدم قطعها من المنتصف لكسب عدد دون أداء التكنيك بشكل صحيح وتنظيم التنفس خلال اللعب، معبرة عن سعادتها بتجربتها الأولى.

وأضافت أن ممارسة أنواع الرياضات المختلفة هي من حق الفتيات بالرغم من تحديد المجتمع في قطاع غزة لبعض أنواع الرياضات وهذا ما تواجهها خلال ركوبها للخيل لكنها مستمرة في أداء الرياضة التي تحبها دون الالتفاف إلى التعليقات السلبية التي تسخف من جهود المرأة الحالمة لتحقيق هدف معين.

 

 

ريما الحديدي، تقول إن مشاركتها جاءت نتيجة فضولها تجاه ذلك النوع من الرياضة الذي لم تأخذ وقت منها خلال التدريبات المستمرة فقط لما يقارب الأسبوعين، لافتةُ إلى أن التدريبات المطولة قد تخفف من وطأة اختلاف الأمر حين المشاركة في البطولة لكنها لا تزيله بشكل كامل وهذا ما حدث معها خلال العشرة دقائق التي طغى عليها التحدي بينها وبين زميلاتها المشاركات.

وأوضحت أن هناك فرق بين التجديف البحري والصالات فالأولى تحتاج لقوة عضلات اليدين أكثر وصولاً لخط النهاية، أما الثانية فهي تعتمد على الأرجل، مبينة أن لياقة اللاعبة ومدى تحكمها في طريق الدفع هو ما يجعل اللاعبة تحصد الفوز أو تخسر في المراحل الأولى من السباق.

وأشارت إلى أن التدريبات يجب أن تتم تحت إشراف مدرب مختص بالرياضة لعدم وصول أي ضرر للجسم خلال لعب التمرين بشكل خاطئ، موضحة بأن النمط الحياة الذي تتبعه الفتاة والأكل الصحي له دور في تعزيز لياقتها البدنية وتحسين صحتها لتجنب الإصابة بالكثير من الأمراض.

ونوهت ريما الحديدي إلى أن الفتاة غالباً ما تواجه التمييز عندما تقرر لعب أنواع معينة من الرياضة أو المشاركة في البطولات لذلك يتم تفضيل الذكور كونهم أصحاب القوى البدنية الأعلى وهذا التفكير الخاطئ هو ما تسعى للتغلب عليه من خلال الإصرار على نيل فرصتها، مختتمة أنها سعيدة بحصدها المركز الأول خلال البطولة الحالية.

 

 

بدورها قالت إحدى المدربات في الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف رولا الرأس إن بطولة تجديف الصالات هي رياضة متعارف عليها دولياً، لكنها تقام للمرة الأولى في قطاع غزة كونها تعتبر واحدة من الرياضات الحديثة المهمة، التي تساعد على منح الجسم‫ المزيد من الصحة واللياقة البدنية، معتمدة على جهاز اسمه ( الإرغوميتر).

وأوضحت أنها إحدى رياضات قوة التحمل التي تعمل على تقوية العضلات، وفي هذه الرياضة يجلس اللاعب/ة ويمد قدميه ويثبتهما باتجاه سطح ثابت، ثم يقوم بيديه/ا بسحب أثقال أو السحب ضد مقاومة عبر مقبض موصول بحبل، لافتةً إلى أنه هناك عدة تقنيات وطرق لممارسة تجديف الصالات، إذ قد يتم التجديف مع تثبيت الجسم، كما قد يشمل التمرين تحريك الجسم للأمام والخلف.

وأضافت أنه من الأخطاء التي تقوم بها اللاعبة هو دفع الجسم مرة واحدة، فيما تعتبر الطريقة الصحيحة والهام تعلمها التسلسل الصحيح للحركات والتناسق ‫بين الذراعين والساقين من أجل تحقيق الاستفادة المرجوة مع وضع كامل قوتها الجسدية بالجدفة، لجعل قدرة اللاعبة على إنهاء الجولة‫ تستمر بشكل أفضل.

وعن النوادي التي شاركت في البطولة، تقول رولا الرأس "شارك في البطولة 6 نوادي، نادي تشامبيونز، غزة الرياضي، الصداقة، جمعية الشبان المسيحة، شباب رفح دير البلح"، مشيرةً إلى أن تجديف الصالات هو نوع رياضة قائم بذاته يعتمد على عدد الجدفات والمقدرة بـ 1500 للرجال و500 للنساء والناشئين المشاركين خلال البطولة الحالية بالمقابل هي لا تغني أو تعتبر بديلاً عن رياضة التجديف في البحر.