نساء الشرق الأوسط تطمحن لتوحيد الأفكار في ربيع واحد تحت شعار Jin Jiyan Azadî

تطمح نساء الشرق الأوسط أن يكون لهن عالم سوي، عالم مليء بالسلام والمحبة والعدالة متنوع بالثقافات والألوان واللغات والأفكار لتوحيدها في ربيع واحد تحت شعار Jin Jiyan Azadî.

مقال بقلم عضوة أكاديمية جنولوجي ماريا عساف الموسى

مرت 26 عاماً على المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان، قائد ثورة المرأة ومحرر الشعوب المضطهدة، صاحب الفكر الديمقراطي القائد عبدالله أوجلان الذي تم اعتقاله بطريقة غير قانونية وبتآمر الدول الاستعمارية والرأسمالية، من خلال الخطة التي حيكت ضده لتسليمه للدولة التركية، فالقضية الكردية هي من القضايا الأساسية التي تحتاج إلى معالجتها في الشرق الأوسط، لأنها واجهت الكثير من الانتهاكات من قبل الأنظمة الرأسمالية والسلطوية، وتجاهلها سيربط المسألة مستقبلاً بالعقدة المستحيلة الحل، لذلك بحث القائد في هذه المسألة الجوهرية لوضع برنامج حقوقي من خلال الحوار ومن هنا بدأت الخطط الاستعمارية وأحيكت لنفي القائد وابتعاده عن الشعب، حتى حينها اعترفوا بأن وجود القائد شوكة عالقة في أفواههم لأنه هو من وقف بوجههم لنشر الفكر الحر.

أما عن أسباب المؤامرة ففي بداية المؤامرة، ومن خلال مسيرة حياتنا ومعرفتنا لأفكار القائد وقراءة تحليلاته، نستنتج بأن المؤامرة التي حيكت ضد قائد الإنسانية هي تمرد بحد ذاته على تلك الشخصية من قبل الدول المتآمرة التي هي على علم بأن مفتاح الحل لأزمة الشرق الأوسط بفكر وفلسفة القائد، كما تهدف هذه المؤامرة إلى تحقيق مكاسب ومصالح الدول الاستعمارية على حساب مكتسبات الشعوب، لذلك تمت وأحيكت الخطة على شخص القائد، لأن هو الذي وقف بوجه الطغاة وحفز المجتمعات لنشر الديمقراطية، وكل ما زادت الضغوطات على قائد الإنسانية كلما الشعوب أجمع نهضت وانتفضت بنشر هذا الفكر، كما تحولت جزيرة إيمرالي إلى موسوعة لشعوب الشرق الأوسط ضد هيمنة النظام الرأسمالي العالمي للدفاع عن المشروع الديمقراطي بدل من مشروعهم الخاضع لهيمنة تلك القوة العالمية وحلفائها، كما يهدد هذا المشروع  الكيان الدولي، ويزداد خوفهم من أن تصبح كردستان ثورة حاسمة في الشرق الأوسط وبالتالي ستؤثر على العالم أجمع.

فالقائد عبدالله أوجلان ذات شخصية إنسانية بارزة، يتميز بالنشاط والحيوية والإنسانية حيث كان محباً للأرض والطبيعة ويتجسد ذلك في قوله (الروح والأرض متحدة) وذات شخصية متشبثة بالسهول والجبال مع أصدقائه ولم يكن يميز بين أصدقائه وصديقاته منذ مسيرة حياته الطفولية ويحب التعمق والاندماج بكافة المكونات دون تمييز ويتساءل عن سر عدم تعليمهم بلغتهم الأم (اللغة الكردية)، حيث انتقل إلى المرحلة الجامعية وكان محباً لأساتذته في كلية العلوم السياسية، وكان صاحب تناقضات عميقة حول الشعوب ومن خلال تحليلاته لهذه التناقضات المجتمعية أستطاع ضمن تحليلاته لواقعه وايجاد الحلول المستمدة من أفكاره وفلسفته، خلال ارتباطه بالطبيعة والحياة والمجتمع وتقربه للجبال التي من خلالها وسع أيديولوجيته وتحليل المجتمعات بموسوعاته العميقة ضمن رؤيته الموضوعية والعلمية والفلسفية التي جاءت من منطلق الأخلاق ورغم كل الظروف بدأ بتحليل قضية المرأة ضمن المجتمع وكيفية ارتباطها بالطبيعة من جديد ضمن عائلته فتوصل إلى ثورة للمرأة.

هذه الثورة التي هزت شعوب العالم والشرق الأوسط بأكمله نتيجة لاستنتاجاته وتحليلاته حول المرأة ولمعرفة حقيقتها وجوهرها وإظهار تاريخها المخفي عبر العصور، وحققت هذه الثورة التي أهداها القائد عبدالله أوجلان للمرأة خلال القرن الحادي والعشرين إلا وهي ثورة التغيير والتحول المتنوع الذي يطرأ على المجتمع لازدهاره وبناءه من جديد فإن عرفنا وتعمقنا بثورة المرأة نكون قد أصبحنا ذات مكانة خاصة في الانتفاضة الديمقراطية للشرق الأوسط، هذه الانتفاضة التي بنجاحها وتحقيقها نكن بعيدين كل البعد عن المجتمع الطبقي لأنها تعتبر نفسها القوة الخارقة والحل الأمثل لوصولنا إلى النصر النهائي الذي لا يتحقق إلا للمجتمعات الديمقراطية لنصر ثورة المرأة التي أصبحت متألقة بفضل فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان.

إن أردنا التحدث عن أفكار القائد فإنها أفكار ثورية منطلقها فكري متنوع حيث برزت شخصيته من خلال تحليلاته بالعالم أجمع بكل صداها لتحقيق العصرانية الديمقراطية التي كتبت بيده بعناء وصعوبة حيث ظهرت سماتها من خلال أفكاره ضمن القيود المكبل بها جسدياً وبكل قوة ومعنويات نشر هذا الفكر لأجل تحرر الشعوب التي هي بحاجة ماسة للخروج من قوقعة الظلم والاستبداد التي فرضت عليه، فبرغم من كافة المعاناة الموجودة داخل السجن أستطاع القائد الاحتفاظ بأفكاره لمدة طويلة في فكره، وفيما بعد دون تلك الكتابات والموسوعات لأجل إرسالها إلى الشعوب المضطهدة، لتحررها من تلك السلطة والتخلص من التمييز والعنصرية وهذا ما نراه اليوم من خلال نشر فكر الديمقراطية وتمسك الشعوب بها، تلك الشعوب التي مازالت تطالب بإظهار صوت الحق للعالم أجمع وخير دليل ما طبق في إقليم شمال وشرق سوريا حيث أصبحت مثالاً يحتذى به ألسنة الشعوب بكل مكوناتها وأطيافها دون تمييز التي استندت على ركيزة متينة هي تحقيق مجتمع أخلاقي سياسي حر من خلال الحياة البشرية التي لا يستطيع المرء أن يعيش ضمنها إلا بنحوٍ مجتمعي ديمقراطي حر مفعم بالمساواة ضمن اختلاف المكونات.

فمن هنا إن تحدثنا عن العزلة المفروضة على القائد بتواجده منذ 26 عاماً في ذلك السجن الانفرادي والمراقبة المكثفة عليه والطرق الاستفزازية تجاهه وتجرده من قلمه ودفتره كل هذا لأجل القضاء على فكره قبل جسده، لأن العدو على علم تام بأن الحلول لقضايا الشرق الأوسط هي من قلم القائد ولأنه لم يقدم التنازلات لمطالبهم، فاشتدت العزلة عليه في السابع والعشرون من شهر حزيران لعام 2011 ضمن طريقة وحشية وفي عام 2015 مع تغيب وانعدام الضمير الإنساني لمنظمة حقوق الإنسان الدولية (CPT) التي تنص على معاملة الأسرى معاملة إنسانية واحترام كرامتهم وعدم حرمان الأسير المحتجز من الاتصال بالعالم الخارجي خاصة أسرته ومحاميه لذلك فإن الانتهاكات بحقه هي جريمة ضد الإنسانية وهي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.

 نتائج المؤامرة منذ البداية كانت انتفاضة لثورتنا ثورة للمرأة، هذه الثورة التي أهداها القائد عبدالله أوجلان لكل امرأة في العالم وكذلك مساندة لأخوة الشعوب بكل مكوناته فنهضت الشعوب على أقوال وكتابات وفلسفة القائد عبدالله أوجلان نحو الحرية والعدالة.

 فنحن كنساء الشرق الأوسط لدينا رسالة وهي بأننا نطمح إلى عالم سوي، عالم السلام والمحبة والعدالة متنوعة بالثقافات والألوان واللغات والأفكار ونوحدها في ربيع واحد تحت شعارنا Jin Jiyan Azadî وبأعلى صوت وهو صوت الحق ونقول لك يا قائدنا لم يأسروك أولئك الطغاة إلا لأنهم على علمٍ بأن حريتنا نستمدها من فكرك وفلسفتك وقوتك التي هي الحل الأمثل والأنسب لحل أزمة الشرق الأوسط العالقة في العالم ونقول لا بد لشمس الحرية أن تظهر وتبان في يوماً ما.