مطالبات بإجراء تحقيق في غارة استهدفت مركز للمهاجرين في صعدة
دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل في غارة جوية أمريكية استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة شمال غربي اليمن، نهاية نيسان/أبريل الماضي أسفرت عن مقتل العشرات.

اليمن ـ في 28 نيسان/أبريل أدى قصف أميركي لأحد مراكز التوقيف الخاصة بالمهاجرين الأفارقة في مدينة صعدة اليمنية يضم قرابة 100 من المهاجرين الأفارقة إلى مقتل 68 شخصاً وإصابة وفقدان العشرات.
دعت منظمة العفو الدولية أمس الاثنين 19أيار/مايو، إلى إجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل في غارة جوية أمريكية استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة شمال غربي اليمن، نهاية نيسان/أبريل الماضي وأسفرت عن عشرات القتلى والمصابين.
وقالت المنظمة إن الغارة أصابت منشأة تستخدم لاحتجاز مهاجرين أفارقة، ما يثير مخاوف جدية بشأن انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، ويستلزم محاسبة شفافة للجهات المسؤولة.
وأوضحت في بيان صادر عنها، أن تحليلات صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي راجعتها كشفت عن دماراً واسعاً في مجمع السجن المستهدف، مؤكدةً أن الهجوم طال مركزاً لاحتجاز المهاجرين، إلى جانب مبنى آخر داخل الموقع.
وأشارت المنظمة إلى أنها أجرت مقابلات مع ثلاثة من العاملين في مجال دعم المهاجرين واللاجئين، زار اثنان منهم مركز الاحتجاز والمستشفيات عقب الهجوم، وأكدوا سقوط عدد كبير من الضحايا، بينما أظهرت الأدلة الرقمية جثثاً متناثرة تحت الأنقاض، في مشاهد وصفتها المنظمة بالمروعة، في ظل استمرار جهود الإنقاذ لانتشال الناجين من الركام.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد "هاجمت الولايات المتحدة مركز احتجاز معروف يحتجز فيه الحوثيون مهاجرين بلا مأوى، مؤكدةً أن هذه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين تثير تساؤلات جدية حول مدى التزام الولايات المتحدة بقواعد القانون الإنساني الدولي، خاصةً مبدأ التمييز واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وأضافت كالامارد أن المنظمة تطالب بتحقيق سريع، ومستقل، وشفاف للتعامل مع الضربة الجوية، مع ضرورة نشر نتائجه بشكل علني، والكشف عن أي معلومات مرتبطة بالخسائر المدنية، والإجراءات المتخذة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
ووفقاً لشهادات شهود عيان زاروا مشفى "الجمهوري" ومشفى "الطلح" العام في صعدة، فقد أُصيب عشرات المهاجرين الإثيوبيين بجروح بالغة، منها بتر أطراف وكسور شديدة، بينما لم تعد ثلاجات الموتى قادرة على استيعاب العدد الكبير من الجثث، ما أجبر الطواقم الطبية على تكديسها في الساحات الخارجية.
وأكدت العفو الدولية أن مجمع السجن الذي تم استهدافه يُستخدم كمركز احتجاز منذ سنوات طويلة، وتزوره اللجنة الدولية للصليب الأحمر بانتظام، مشيرةً إلى أن الغموض المحيط بعدم إعلان القيادة المركزية الأمريكية عن هدف الغارة، يطرح المزيد من التساؤلات حول مدى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
ورغم مرور أكثر من أسبوعين على الهجوم، لم تُصدر القيادة المركزية الأمريكية توضيحاً رسمياً بشأن أهداف الغارة، بينما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن البنتاغون يراجع "ادعاءات" عن وقوع إصابات مدنية، ويُجري "تقييماً لأضرار الضربة".
والجدير بالذكر، أن المركز نفسه تعرض لهجوم مماثل في كانون الثاني/يناير 2022 شنته قوات التحالف الدولي، وأدى إلى مقتل أكثر من 90 محتجزاً وإصابة العشرات، وفقاً لما وثقته منظمة العفو الدولية.
وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها المهاجرون في اليمن، خاصةً في مناطق النزاع، وسط دعوات متزايدة من منظمات حقوقية وإنسانية إلى وقف استهداف المدنيين، وتعزيز سبل الحماية للنازحين والمهاجرين المحتجزين قسراً في مناطق التوتر المسلح.