مهرجان الرمان في هورامان احتفاء بالتراث والطبيعة والمرأة الكردية

يُقام مهرجان الرمان في هورامان شرق كردستان هذا العام لمدة ستة أسابيع، حيث يجمع بين عرض المنتجات المحلية وتسليط الضوء على حياة النساء في المنطقة وصمودهن، النساء اللواتي تفلحن الحدائق بجهدهن واجتهادهن، تعرّفن السياح بثقافة هورامان العريقة.

إسراء عزيزي

هورامان ـ يساهم مهرجان الرمان في تسليط الضوء على الهوية الثقافية لهورامان، ويعزز السياحة من خلال توفير تجربة هادئة وممتعة للسكان المحليين والزوار على حد سواء.

لطالما حظيت الاحتفالات والمهرجانات المتنوعة في منطقة هورامان الجبلية الواقعة في شرق كردستان بإقبالٍ كبير من السياح، ليس فقط لعرض المنتجات المحلية، بل أيضاً للتعرف على الثقافة العريقة لهذه المناطق واكتشاف طبيعتها الجغرافية الفريدة، لكن هذا العام سيُقام مهرجان الرمان بشكلٍ مختلف في عدة قرى من هورامان، منها بلبار، وجيهوار، وسيلين، لن يستمر هذا الاحتفال الذي انطلق في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ليوم واحد فقط بل على مدار ستة أسابيع كل يوم خميس.

         


        

ويتميز هذا المهرجان بتنظيمه الذي يحد من الازدحام داخل القرى، ويساهم في تقليل الأثر البيئي السلبي مثل التلوث، وتدهور الغطاء النباتي، والضوضاء، وما يترتب عليها من إزعاج للسكان، لا سيما كبار السن، كما أن غياب الازدحام المروري يضفي على الحدث طابعاً هادئاً ويوفر تجربة ممتعة لكل من الزوار والسكان المحليين.

ومن أبرز ميزات المهرجان التواصل المباشر بين السياح والمنتجين والمزارعين، حيث يمكن للسياح شراء منتجات عالية الجودة وبأسعار معقولة ومباشرةً من أصحاب الحدائق، والاستمتاع بزيارة الحدائق وقطف الثمار، هذه التجربة يجعل السفر إلى هذه المهرجانات مميزاً وجذاباً للسياح من جميع أنحاء إيران ويجعل مواعيدها تحظى بمتابعة دقيقة، ويحضرها عشاقها بحماس.

تربط راحلة أدواي وهي شابة تبلغ من العمر 21 عاماً وتنحدر من قرية سيلين الواقعة في منطقة هورامان بين إصرار نساء هورامان وجغرافية المنطقة، موضحة أنها لو أرادت الحديث أكثر عن دور المرأة في هورامان، لقالت إن النساء لطالما كنّ نشيطات ومنشغلات بالعمل، وذلك بسبب التحديات والقيود التي تفرضها جغرافية المنطقة.

         


         

وأضافت "تشتهر قرية سيلين في هورامان بإنتاج الرمان والتين، وهما من أبرز المحاصيل المحلية فيها، يبدأ موسم حصاد التين في فصل الصيف، حيث يُجفف ويُرسل إلى الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية الجافة في شرق كردستان ومختلف أنحاء إيران، ومع حلول الخريف ينطلق موسم جني الرمان وتحضير معجون الرمان، وهي عملية تتطلب جهداً كبيراً، وتشارك النساء في هذه الأعمال الزراعية جنباً إلى جنب مع الرجال، من خلال العمل في الحدائق وتنظيفها وترتيبها حتى نهاية الموسم.

وأكدت أن تفاعلها مع السياح خلال مهرجان الرمان لا يقتصر على البيع فقط، بل يشمل التعريف بثقافة المنطقة "تقوم النساء بشرح مراحل حصاد الرمان وتنوع ألوانه وأنواعه ونكهاته للزوار، وتحرصن على مرافقتهم خلال هذه التجربة، كما تحرصن على ارتداء الملابس والمجوهرات التقليدية، وتعرضن الحرف والصناعات اليدوية المحلية، بهدف تقديم صورة مصغرة عن هوية هورامان الثقافية، إلى جانب تسويق المنتجات الزراعية".

 

وتعمل العديد من النساء في قرى هورامان لحسابهن الخاص، حيث تزرعن حدائقهن بمفردهن وتقمن بجميع مراحل تحضير المنتج والتي تتطلب عادةً جهوداً كبيرة. عند زيارة المنطقة ينبغي على السياح دراسة هذه المنطقة بعناية وصبر، إن فهم حياة رجال ونساء هورامان خاصةً نسائها رمز الصمود والمقاومة يمنح المشاهد نظرةً عميقة، النساء اللواتي يُضفين معنىً على الحياة في أي موقف تتميزن بالأصالة والجمال والعمل الجاد والاستقلالية، لا يمكن فهم هذا الجمال وهذه القوة إلا من خلال النظر عن كثب وعمق إلى حياتهن اليومية.