دار القراءة في حلب... فسحة ثقافية تُخلّد نضال ناكيهان أكارسال

يجد الطلاب والقُرّاء في دار القراءة للشهيدة ناكيهان أكارسال ملاذاً لهم ومكاناً هادئاً للتركيز في دراستهم وتطوير فكرهم وتنمية المعرفة والعلم لديهم.

سليفا منلا عثمان

حلب ـ اُفتتحت دار القراءة للشهيدة ناكيهان أكارسال في مدينة حلب، تحديداً في حي الشيخ مقصود شرقي، في الذكرى الأولى لاغتيالها في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على يد الاحتلال التركي في السليمانية بإقليم كردستان.

تأسست دار القراءة لتحقيق جزءٍ من حلم ناكيهان أكارسال، والذي كان افتتاح دار باسمها لتنشر الثقافة والوعي والمعرفة بين الناس وخاصاً النساء، وكانت عضوة أكاديمية الجنولوجيا ورئيسة تحرير مجلة قد أحبتْ القراءة والكتب منذ صغرها، وساهمت بتحرر المرأة وتعزيز نضالها والدفاع عن حقوقها .

وشاركت ناكيهان أكارسال في ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا وهو ما دفع الاحتلال التركي لاستهدافها في إقليم كردستان، ومنذ ذلك اليوم لم تحرك سلطات الإقليم ساكناً تجاه الاعتداءات المتكررة على أراضيه من قبل الاحتلال التركي.

 

الهدف من افتتاح دار القراءة

قالت عضوة مركز الجنولوجيا (علم المرأة) بحلب زينب حمو أن الهدف من افتتاح المركز هو إيجاد مكان هادئ ومُنظّم للقُرّاء، وللطلاب لمساعدتهم على التركيز في دراستهم "المكان ليس مُخصص لعمر محدد أو فئة مُعينة، فيأتي إلينا الكبار والشباب والصغار".

وتتنوع الكُتب الموجودة في دار القراءة من كتب فلسفية، تاريخية، روايات عالمية وعربية وكردية، وحتى قصص ومجلات للأطفال مليئة بالألوان والرسم تحفزهم على القراءة، وتتوفر الكتب بأربع لغات العربية، الكُردية، التركية والإنكليزية.


         


        

أنواع الكتب

"kül kokusu" رائحة الرماد، هي مجموعة كتابات من تأليف الشهيدة ناكيهان أكارسال "بروشورات"، وهنالك أيضاً كتب تتناول نضال المرأة وحريتها ومستقبل ثورة المرأة وفلسفة Jin, Jiyan, Azadi، وسلسلة من كتب القائد عبد الله أوجلان "مانيفستو"، والعديد من الكتب التاريخية وقصص الأنبياء.

وقالت زينب حمو أن هنالك إقبال كبير على دار القراءة "يتراوح عدد الأشخاص الذين يأتون ليدرسوا ويقرؤوا يومياً بين 30 إلى 40 شخصاً، عند انتهاء الطلاب من الدراسة يقومون باختيار كتاب وقراءته، وفي هذا السياق يكونون قد استثمروا وقتَ فراغهم بالتثقيف والعلم والمعرفة".

وبيّنتْ أن دار القراءة تُعتبر مكاناً لفتح باب المُناقشات والتعرف على وجهات نظر الآخرين، وهذا يُساهم في تنمية الوعي والمعرفة لدى القُراء والطلاب "يفتح الدار بابه من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً بشكلٍ يومي ومجاني".

كان أحد أحلام ناكيهان أكارسال أن يكون هناك دار للقراءة ليس فقط في مكان واحد بل بعدة أماكن، أكاديمية علم المرأة هي من طرحت فكرة إنشاء دار قراءة باسمها، ومركز أبحاث علم المرأة بحلب قام بتنفيذ هذه الفكرة.


         


        

النشاط

وأشارتْ زينب حمو إلى أن النشاطات التي تُقام في الدار، لا تقتصر فقط على القراءة والدراسة وإنما تمتد لتشمل الكثير من النشاطات الثقافية، مثل عيد اللغة الكُردية، يوم المرأة، إعطاء مُحاضرات عن العنف ضد المرأة، مُحاضرة تعريفية بالجنولوجيا، دورة تدريبية للشطرنج، كيفية صناعة تُفاحة الحُب، فقرات موسيقية وتعليم العزف على الآلات الموسيقية وأُمسيات شعرية.

تُقيم دار القراءة فعاليات لاستذكار الشهيدة ناكيهان أكارسال في كل سنة في ذكرى اغتيالها، ويصادف هذا التاريخ ذكرى افتتاح الدار، وتتضمن الفعالية الحديث عن أعمال الدار خلال السنة.

ويُذكر أن الشهيدة ناكيهان أكارسال من مواليد 1976، ولدتْ في بلدة خليكان في مدينة قونية، درست في جامعة غازي بأنقرة وحصلت على شهادة الصحافة والإذاعة والإعلام، وأحد أبرز أهدافها تحرير المرأة من الهيمنة الذكورية.