بجملة من التوصيات اختتم مؤتمر ستار اجتماعه السنوي في حلب
اختتم اجتماع مجالس مؤتمر ستار في حلب إلى مجموعة من التوصيات، عقب نقاشات وتقييمات دقيقة لعام كامل من العمل الدؤوب.
سيرين محمد
حلب- نظم مؤتمر ستار في مدينة حلب السورية اجتماعه السنوي تحت شعار" بروح المرأة المنظمة والكومينالية سنحرر أنفسنا".
عقد مؤتمر ستار في حلب، اليوم الخميس 18كانون الأول/ديسمبر، اجتماعه السنوي لاستعراض نشاطاته خلال العام المنصرم ووضع خطط للعام المقبل، وذلك بحضور 700 مندوبة.
وبدأ الاجتماع بكلمة القتها منسيقة مؤتمر ستار ريحان علو، أكدت فيها أن الذهنية الذكورية مهما حاولت إسكات صوت المرأة وكسر إرادتها، فلن تستطيع تحقيق ذلك بفضل فكر ورؤى فلسفة القائد عبد الله أوجلان، مشيرةً إلى ندائه الأخير "السلام والمجتمع الديمقراطي" الذي يهدف إلى ترسيخ نهج السلام في الشرق الأوسط، واستعادة حقوق وكرامة الشعوب المهضومة، وتحرير المجتمعات، وهو ما لا يتحقق إلا بروح المرأة الكومينالية".
ثم قُرئت توجيهات القائد عبد الله أوجلان الأخيرة حول العنف ضد المرأة، من قبل عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار لافين محمد، والتي ركزت في مضمونها على أن "السلطة عندما تلجأ إلى العنف، ولا تُطبّق القوانين بالتساوي، ولا تتبع نهج الديمقراطية، فإنها لا تجد نفسها إلا أمام انتفاضة الشعوب المُطالبة بحقوقها، والتفعيل التام للديمقراطية شكلاً ومضموناً".
كما تضمنت توجيهات القائد عبد الله أوجلان أطروحاته بشأن إعادة بناء كومينات المرأة من خلال المُجتمع القائم على أساس المرأة، ويرى بحسب ما ورد في التوجيهات، أن كومونة المرأة هي الخلية الأكثر ديناميكية في بناء وتنظيم الأمة الديمقراطية، حيث تعمل على تنظم نفسها وفق فلسفة الحرية لتطوير العمل والنشاط والتنظيم والحماية والتدريب، إضافة إلى تطوير اقتصاد المرأة المشترك.
ثم قدّم التقرير السنوي لمؤتمر ستار من قِبل الإدارية في لجنة التدريب ديلان عبدو، والذي تناول أعمال مؤتمر ستار على مدار عام، وبحسب التقرير، زار مؤتمر ستار 23,388 بيتاً، ونظم 100 امرأة ضمن الكومينات، فضلاً عن تعيين أكثر من 91 عضوة جديدة.
وأشار التقرير إلى الحضور اللافت للنساء في مراكز صنع القرار وريادة المجتمع، مؤكداً أنهن لسن مجرد ضحايا، بل فاعلات أساسيات في المجتمع، كما تحملت كثيرات منهن مسؤولية إعالة أسرهن وسط ظروف الحرب والتهجير، في حين انخرطت أخريات في العمل المدني والحقوقي، وأسسن مُبادرات محلية لدعم النساء والأطفال، ووقفن في وجه العنف والتمييز.
كما قُرئ التقرير السنوي لاتحاد المرأة الشابة من قبل عضوة الاتحاد سهام محمد، حيث ركز التقرير على نضال اتحاد المرأة الشابة من أجل رفع العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان منذ سنوات، وأشار إلى أن القائد استطاع بدء مرحلة جديدة خالية من السلاح، إيماناً منه بأن "الحرب مهما حققت من انتصارات، لن تستطيع صنع مجتمع قادر على العيش بسلام داخلي".
بعد ذلك، فتح باب النقاش أمام الحاضرات، وجاء في مداخلة الرئيسة المشتركة للمجلس العام لحيي الأشرفية والشيخ مقصود هيفين سليمان، أن "نداء القائد اوجلان نقلنا من مرحلة إثبات الوجود إلى مرحلة تضمن الهوية والوجود معاً عبر الأساليب السلمية والسياسية"، مشيرةً إلى أن "اتفاقية العاشر من آذار تُعد أملاً كبيراً لكل الشعب السوري لتحقيق مطالبه وأهدافه"، مستذكرة حقبة حكم نظام البعث التي استمرت 50 عاماً، والتي قامت على سلب حقوق المواطنين وانتزاع هوياتهم وفرض هويات قومية أخرى عليهم.
وترى هيفين سليمان أن الوضع بعد سقوط نظام البعث لم يتغير، مؤكدة أن "جهاديي هيئة تحرير الشام يمارسون ذهنية البعث المتعصبة والشوفينية بحق المكونات السورية، فجميع المناطق التي تخضع لسيطرتهم تعيش حالة عدم الاستقرار، وتتعرض بشكل مستمر للانتهاكات من قتلٍ وخطفٍ واغتصاب".
واختُتم الاجتماع بالتوصل إلى جملة من الاقتراحات، تمثلت في:
تقديم مساعدات مادية باسم مؤتمر ستار عبر صندوق التكامل لاجتماعي لتغطية تكاليف المرض لعضوات المرأة، وافتتاح مشاريع كومينالية للنساء، وأماكن مخصصة للدعم النفسي بالتنسيق مع الأطباء والمختصين، إضافة إلى افتتاح مركز لوقف المرأة الحرة في الأشرفية، وافتتاح عيادة نسائية ومركز للماموغرافي، ومركز للطب الطبيعي.
كما تضمنت التوصيات الاستمرار بالفعاليات المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله اوجلان، والاستمرار بفتح التدريبات المفتوحة والمغلقة للنساء والرجال، والتدريبات المسلكية، وتدريب النساء على أساس حرب الشعب الثوري، وافتتاح مشاريع على شكل جمعيات لدعم النساء، وتوسيع النشاط النسائي ضمن محافظة حلب، والتواصل مع اللجان الحقوقية والدبلوماسية المعنية بحقوق الانسان والمرأة، وتجهيز فرقة فني للمرأة الإيزيدية بالتنسيق مع الهلال الذهبي.
واختتم الاجتماع بتكريم ديوان مجلس مؤتمر ستار وعدد من المندوبات الحاضرات، منهن إداريات في المؤسسات المدنية، بالإضافة إلى قوى الأمن الداخلي ـ المرأة.