الوضع الاقتصادي المتردي يفاقم معاناة عاملات النسيج
تعمل العديد من النساء في ورش نسج السجاد على أطراف مدينة سنه بشرق كردستان، في ظل ظروف عمل صعبة، وبأجور زهيدة إثر الوضع الاقتصادي المتردي.
دنيا نظري
سنه ـ تعتقد النساء النساجات أنهن منشغلات بتقاليدهن القديمة والعمل في مهن تتقنها لتبتعدن عن آلامهن ومعاناتهن لساعات طويلة، لكنهن وقعن في فخ الرأسماليين الصغار الذين حصلوا على أرباح ضخمة وجعلوهن عبيداً لهم بأجور زهيدة.
معظم العاملات المجبرات على العمل في ورش عمل خاصة بالنسيج، هن ربات البيوت وغير حاصلات على شهادات جامعية، تسعين للاستفادة من المهن التي تعلمنها من أمهاتهن أو النساء من حولهن، كانت مهنة نسج السجاد تمارس في ورش عمل خاصة وفي المنازل، لم تكن تكلفة السجاد والخيوط مرتفعة جداً لدرجة أنها كانت بحاجة إلى مستثمرين، لكن مع قدوم التجار والمستثمرين لم تعد تستفيد النساء من بيع منتجاتهن في سوق السجاد لارتفاع ثمن التكاليف.
وعن الظلم الذي تتعرضن له العاملات في الورشة تقول العاملة (ن. م) "نأتي في الصباح الباكر للعمل في نسج السجاد حتى وقت متأخر من الليل، يمكننا نسج قد قليل من السجادات بسبب قلة الأيدي العاملة، إننا نحصل على أجر زهيد مقابل عملنا، حتى إننا لم نحصل على تأمين".
نساجو السجاد الذين يعملون في هذه المهنة منذ مدة طويلة حافظوا على تصاميم السجاد الكردي حية، تقول العاملة في الورشة (ج. ب) إن "إمكانيات الورشة معدومة، ليس لدينا حتى مكيف هواء في هذا الحر، كنت في حالة نفسية سيئة للغاية وكان عليّ أن أشغل نفسي بشيء ما، ولأنني أعرف كيفية نسج السجاد بدأت بالعمل في هذه المهنة منذ أن كنت طفلة في ورشة قريبة من منزلي"، مشيرةً إلى أنها عملت لدى أصحاب ورش أخرى ولم يكن الوضع أفضل.
وأضافت "أكتافي ويداي تؤلمانني منذ سنوات من العمل المستمر في نسج السجاد، ولكن العمل بالنسبة لي يشبه العلاج، فأنا أقضي يومي بشكل أفضل من خلال التواصل مع العاملات، بالرغم من أنه لا يوفر لنا دخل جيد نؤمن من خلاله احتياجاتنا".
ولفتت إلى أن أصحاب الورش يختارون النساء المجبرات على العمل واللواتي تجهلن حقوقهن لمنحهن الحد الأدنى للأجور، مشيرةً إلى العاملات الغير راضيات عن الأجور التي يتم منحها لهن مقابل عملهن الشاق يتم طردهن، وهو ما يجعلهن مضطهدات.