'الصحة العامة مسؤولية مشتركة لبناء مجتمع سليم'
الصحة العامة مسؤولية مشتركة تتطلب وعي الفرد وجهود المؤسسات، لضمان بيئة صحية خالية من الأمراض، الدكتورة تارا جمال وفريقها يعملون بجد في مراقبة الأسواق وتوعية المواطنين لضمان سلامة الأغذية والالتزام بالمعايير الصحية.

شيا كويي
كويه ـ الاهتمام بالصحة العامة يُعد من أبرز المسؤوليات التي تقع على عاتق الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، إذ يشكّل أساساً لحياة سليمة خالية من الأمراض، ويتحقق ذلك من خلال تبني أسلوب حياة صحي يشمل النظافة الشخصية، التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب مسببات العدوى، كما يتطلب الالتزام بالتوجيهات الصحية والوقاية من الأمراض المعدية.
الصحة العامة ليست مسؤولية الحكومات فقط، بل هي واجب جماعي يتطلب مشاركة الجميع في حماية المجتمع وبناء مستقبل صحي وآمن يشعر فيه الجميع بالطمأنينة.
تارا جمال، رئيسة قسم حماية الصحة في كويسنجق التابع للمديرية العامة للصحة، تحدثت عن جهودها وجهود فريقها مشيرةً إلى إنها تولّت مهمة بالغة الأهمية تمثلت في مراقبة الأسواق لضمان النظافة الشخصية، سلامة الأغذية، ونظافة الأماكن العامة، مؤكدةً أن هذه الخطوة كانت بداية لمسار مهني حافل بالتحديات والإنجازات في خدمة الصحة العامة.
وعرّفت مهام عملها بالقول "نحن بمثابة خط الدفاع الأول في مديرية صحة كويسنجق، إذ نرصد المشكلات الصحية قبل أن تتحول إلى أمراض أو أزمات، ونبادر إلى إيجاد الحلول المناسبة لها".
وأضافت "تتألف مديريتنا من خمسة أقسام رئيسية هي الأمراض الانتقالية، اللدغات، صحة المدارس، والرقابة الصحية، ويُعد قسم الرقابة الصحية من أكثر الأقسام أهمية حيث نضطلع بمهمة مراقبة الأسواق والأماكن الخدمية من جميع الجوانب الصحية".
ونوهت إلى أنهم يقومون بفحص تلك المواقع للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية، ومن امتلاكها التراخيص اللازمة "كما نتحقق من صلاحية المواد الغذائية المعروضة، ومن أهلية العاملين في بيعها، تشمل رقابتنا جميع أنواع المنشآت، سواء كانت محلات بيع اللحوم، أو صالونات التجميل، أو الحمامات العامة، وذلك لضمان سلامة المجتمع وصحته".
ولفتت إلى أنهم يولون أهمية كبيرة لعملهم "نخرج يومياً مع الفريق لمراقبة الأسواق بشكل شامل، ونعتمد في ذلك على تعليمات واضحة ومحددة وهي التعليمات رقم 1981 و1982 المستندة إلى القانون العراقي، والتي تتضمن جميع المواد التي تتيح تقديم الخدمات الصحية وفقاً للإرشادات الرسمية"، مضيفةً "نحرص على تطبيق هذه التعليمات بدقة لضمان سلامة المجتمع، ونتابع تنفيذها في جميع المواقع الخدمية لضمان التزامها بالمعايير الصحية المطلوبة".
ورداً على من يعتقد أن عمل الفريق النسائي في مراقبة الأسواق ليس صعباً، قالت تارا جمال "العمل الذي نقوم به شاق للغاية خاصة أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقي وعلى موظفينا، ونحن جميعاً نشعر بالإرهاق، في البداية لم يكن الناس يتقبلوننا بسهولة، لكن مع مرور الوقت أدركوا أننا نعمل من أجل مصلحتهم، فكثير منهم يفتقرون إلى المعلومات ونحرص على توعيتهم وتزويدهم بالإرشادات اللازمة لحل مشكلاتهم وتقديم خدمات صحية سليمة".
وشددت على أنهم دائماً يبادرون لتقديم النصائح والتوجيهات لحماية الأفراد والمجتمع، لأن الظروف البيئية مثل الطقس تؤثر بشكل مباشر على سلامة المواد، فبعض المنتجات تتلف في الأماكن الحارة، وأخرى تحتاج إلى التبريد "لا نعتمد فقط على تاريخ انتهاء الصلاحية، بل نأخذ بعين الاعتبار ظروف التخزين، لأن المكان الذي يفتقر لمعايير الصحة يُعد عاملاً مؤثراً حتى لو كانت المادة صالحة من الناحية الزمنية".
ولفتت تارا جمال الانتباه إلى أنه "لا شك أن الرجال كانوا يعملون في هذا المجال سابقاً، وقد أدّوا دورهم بشكل جيد لكن لا يمكن إنكار أن النساء يعملن بدقة أكبر في هذا النوع من العمل، فكثيراً ما نكتشف أموراً دقيقة في الأسواق، وحين نواجه أصحاب المحلات بها، يُفاجأون ويقولون كيف شعرتم بذلك؟ أنا شخصياً لم ألاحظ شيئاً!"
وأكدت "فرقنا النسائية أثبتت كفاءتها العالية فقد خضعت لتدريبات متخصصة وتعمل وفق إرشادات واضحة من وزارة الصحة، فرقنا تؤدي مهامها بدقة وحرص، ولهذا نطلب من الجميع التعاون معنا، ونحن بدورنا نحرص على دعمهم لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة تخدم المجتمع بأفضل صورة".
وأفادت أنه "من بين المهام الأساسية التي نقوم بها توعية المواطنين بضرورة الانتباه لما يشترونه فالمواطن يجب أن يكون حريصاً على صحته، وألا يشتري أطعمة غير صحية، فعلى سبيل المثال إذا كان اللحم موضوعاً في العراء دون تبريد أو حفظ مناسب فلا ينبغي شراؤه وكذلك منتجات الألبان مثل اللبن والزبادي، إذا لم تكن محفوظة في أماكن مبردة فهي غير صالحة للاستهلاك".
وفي ختام حديثها حذرت من أنه "اليوم لم تعد المياه والهواء نظيفين كما في السابق، لذا يجب حفظ هذه الأطعمة في ظروف صحية مناسبة، كما يجب تنبيه الأطفال إلى هذه الأمور، لأن ليس كل ما يُعرض للأكل يكون آمناً وصالحاً للاستهلاك".