التصريحات الإسرائيلية تُحمل الطائفة الدرزية مسؤوليات وأعباء سياسية كبرى

لا شك أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زادت التوتر في سوريا وخاصة في الجنوب حيث يرى كثيرون أن هذه التطورات ليست مجرد أحداث طارئة بل مخطط لها منذ فترة طويلة وقد دُفع ثمنها مسبقاً.

روشيل جونيور

السويداء ـ قالت الناشطة والمحللة السياسية إيمان أبو عساف عن التصريحات الإسرائيلية حول الدروز أن إسرائيل لا تسعى بأي حال لحماية الطائفة الدرزية بل تستخدمها كأداة لتحقيق مصالحها.

تعتقد إيمان أبو عساف أن المنطقة تتجه نحو انفجار محتمل إذ أن إسرائيل تستهدف عدة مناطق سورية بشكل متكرر، وتعلن صراحة أن الجنوب السوري (درعا، القنيطرة، السويداء) يقع ضمن أولوياتها الأمنية، لكن ما يثير القلق بشكل خاص هو تركيز إسرائيل على الطائفة الدرزية ومحاولتها إثارة القلق داخل هذه المناطق مما قد يؤدي إلى تفجير الوضع.

كما ذكرت أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشارات واضحة إلى تحميل الطائفة الدرزية مسؤوليات وأعباء سياسية كبرى وهو أمر اعتبره السوريون جميعاً تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري ومحاولة جديدة لتحقيق المطامع الإسرائيلية في المنطقة "تسعى إسرائيل لاستغلال أي ضعف داخلي لتوسيع نفوذها تماماً كما تفعل تركيا وإيران وروسيا وأمريكا حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في سوريا".

وترى إيمان أبو عساف أن إسرائيل لا تسعى بأي حال من الأحوال لحماية الطائفة الدرزية بل تستخدمها كأداة لتحقيق مصالحها، مؤكدةً أن "الطائفة الدرزية لطالما كانت جزء لا يتجزأ من النسيج العربي ولم تفصل نفسها عن هويتها القومية ومع ذلك، فإن إسرائيل والدول المتدخلة في الشأن السوري تسعى إلى تقسيم المنطقة وفقاً لمصالحها، دون اعتبار للإرادة الوطنية السورية".

 

تكرار مأساة فلسطين؟

وأشارت إيمان أبو عساف إلى أن ما يجري اليوم قد يكون إعادة لمأساة فلسطين، حيث يتعرض الجنوب السوري لضغوطات مشابهة لتلك التي أدت إلى فقدان الأراضي الفلسطينية في السابق، وما يزيد القلق هو غياب أي خطاب عربي موحد أو رد حاسم قادر على مواجهة هذه التدخلات في وقت تملك فيه إسرائيل قوة عسكرية واقتصادية "حافظ الأسد سلم الجولان دون إطلاق رصاصة واحدة والمشهد يتكرر اليوم بنفس الأسلوب".

وأوضحت أن "النظام السوري، رغم خطابه المناهض لإسرائيل، لم يدخل معها في مواجهة حقيقية، مما يسمح لها بالمضي في مشاريعها التوسعية دون عوائق".

ومع كل هذه التعقيدات التي تمر بها سوريا تساءلت إيمان أبو عساف عما إذا كان يمكن للبلدان العربية وإسرائيل الدخول في حوار جاد بدلاً من استمرار الصراعات القائمة على الحجج السياسية والتاريخية "لو كان هناك تواصل جاد بين الدول العربية وإسرائيل، لكان من الممكن تحقيق استقرار اقتصادي وسياسي في المنطقة، لأن الازدهار الاقتصادي يسهم في تخفيف التوترات السياسية".

وأكدت إيمان أبو عساف في ختام حديثها أن إسرائيل عدو للعرب إلا أنها ترى أنها دولة قوية، وعلى العرب التعامل معها من منطلق الندية وليس العداء لأن الشعوب العربية حرة وقادرة على حماية مصالحها دون تدخل الدول المجاورة.