'المستقبل سيكون للمناضلين من أجل الحرية والمساواة'
أكدت عضوة مجلس التنسيق (KJAR) دنيز داريا أنه مع تكثيف القمع في إيران مقاومة المرأة من أجل الحرية لم تتوقف بل أصبحت تشكل تحدياً للنظام من خلال الاحتجاجات والحملات الشعبية.
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250214-20250214-untitled-1-jpg1a90f2-image-jpg1f13af-image.jpg)
مركز الأخبار ـ بينما يزيد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ضغوطه على المجتمع يوماً بعد يوم، تقف النساء في طليعة نضال الشعب باعتبارهن رائدات في السعي للحرية، وأن القمع الواسع النطاق، وإصدار أحكام قاسية على السجناء السياسيين، ومحاولة السيطرة على المجتمع من خلال القيود الاجتماعية والسياسية هي السياسات المستمرة للنظام ضد أي معارضة.
من أجل دراسة الوضع الراهن في إيران وشرق كردستان، أجرت وكالتنا لقاء مع دنيز داريا، عضوة مجلس التنسيق لمنظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، قدمت فيه تحليلاً وتقييماً للوضع الحالي.
قمع منهجي وأحكام قاسية ضد الناشطات
بدأت دنيز داريا حديثها بالتطرق لبخشان عزيزي وجوانا سانيه وزينب جلاليان، اللواتي ما زلن معتقلات "إن السلطات الإيرانية تحاول دائماً عرقلة طريق النضال من خلال قمع الباحثين عن الحرية، لكن هذه النضالات لا يمكن أن تتوقف، فالنظام يعلم أن المرأة هي القوة الرئيسية للتغيير الاجتماعي، ولهذا السبب يمارس عليها ضغوطاً إضافية، وإن زيادة الأحكام القاسية والقمع الواسع النطاق للسجناء السياسيين مثل بخشان عزيزي ووريشة مرداي وغيرهن من الناشطات يوضح خوف النظام من إرادة المرأة".
كما أشارت إلى دور المعتقلات السياسيات في حركة التحرير "السجن لم يمنع النساء من النضال، بل حولهن أيضاً إلى رمز للصمود والإلهام للمجتمع، وإن النساء خلف جدران السجون، بمقاومتهن، هزين أسس الظلم".
حملة "لا للإعدام نعم للحياة الحرة" صراع يتجاوز وقف الإعدامات
وأوضحت أن حملة "لا للإعدام نعم للحياة الحرة ليست مجرد معركة ضد عقوبة الإعدام، بل تمثل معركة شاملة ضد سياسات النظام الإيراني المعادية للنساء، وإن هذا النضال ضد تدمير البيئة، والقمع الاجتماعي، والقيود المنهجية على حرية المرأة في نفس الوقت، ولقد فقد النظام الإيراني شرعيته، وهذه الحملات والاحتجاجات دليل واضح على هذه الحقيقة".
دور الأسرة في إعادة إنتاج العقلية الأبوية وقمع المرأة
وعن البنية الأبوية للنظام والأدوات التي يستخدمها للسيطرة على النساء، بما في ذلك مؤسسة الأسرة والقوانين القضائية والشرفية، أوضحت دنيز داريا أن "النظام الإيراني يضطهد المرأة ليس فقط من خلال القوانين، بل أيضاً باستخدام أدوات اجتماعية مثل الأسرة، والقبلية، والشرف، وفي مواجهة هذا النظام القمعي، تواجه النساء القتل والاغتصاب والعنف المنظم، وتبقى العديد من هذه الجرائم خفية، ولا يتم الإبلاغ إلا عن عدد قليل منها في وسائل الإعلام".
وأضافت "في الواقع، أصبحت الأسرة في هذا النظام بمثابة "دولة مجهرية" تعيد إنتاج اضطهاد المرأة من الداخل"، مشيرةً إلى جريمة قتل نيان شلبياني كمثال على العنف البنيوي ضد المرأة، مؤكدةً أن مواجهة هذا النظام تتطلب نضالاً واسعاً ومشتركاً.
الحرب الأيديولوجية والدولة القومية في مقابل البديل الديمقراطي
وأشارت إلى أن نظام الدولة القومية يتعارض مع النظام الجماعي للشعوب "إن حزب الحياة الحرة الكردستاني ومنظومة المرأة الحرة في شرق كردستان يكافحان هذا القمع وعدم المساواة على أساس نموذج الديمقراطية التشاركية والإدارة المشتركة، وقد أظهر النظام الإيراني من خلال سياساته القمعية أنه يعارض أي حركة تسعى إلى الحرية، لكن النضال ضد نظام الدولة القومية هو نضال عالمي لا يقتصر على إيران وشرق كردستان".
وتابعت "منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان وحزب الحياة الحرة الكردستاني، حاولنا دائماً خوض نضال صحيح وجذري ضد المركزية والسلطة الأبوية، وهدفنا هو إنشاء نظام يرتكز على المشاركة الشاملة والحرية والعدالة".
الأزمة الإيرانية ودور انتفاضة " Jin Jiyan Azadî"
وأشارت دنيز داريا خلال حديثها إلى الوضع الحالي في المنطقة والعالم "إن الحرب العالمية الثالثة أدخلت النظام الإيراني أيضاً في أزمة، ولكن بدلاً من إيجاد حل لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عمد هذا النظام إلى تكثيف سياسته القمعية، في المقابل المجتمع، بالوعي واليقظة، نجح مرة أخرى في إبطال فعالية هذه السياسات، واستمر في طريق النضال".
وأكدت أن انتفاضة Jin Jiyan Azadî" بداية طريق جديد للمرأة والمجتمع بأكمله، هذا النضال ليس مجرد حركة احتجاجية، بل هو طريق لتغيير المجتمع جذرياً وتحرير أنفسنا من نظام الدولة القومية القمعي، وإن المرأة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة التاريخية وعليها نشر الوعي الاجتماعي وتعزيز المقاومة".
مستقبل النضال وضرورة التضامن الاجتماعي
وفي ختام حديثها، لفتت دنيز داريا إلى أن منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان وحزب الحياة الحرة الكردستاني سيواصلان النضال من أجل بناء دولة ديمقراطية بهدف تحقيق مجتمع حر ومتساو، مؤكدةً على أهمية المشاركة الجماعية وبناء التحالفات الاجتماعية وتعزيز مقاومة الاستبداد "هدفنا هو إيران ديمقراطية قائمة على التعايش بين الشعوب، وإذا لم تتبع الدولة القومية الإيرانية هذا المسار فإن هذا النظام سوف ينهار بطبيعة الحال، لأن المجتمع يواجه نظامين؛ أحدهما أبوي وقمعي، والآخر يقوم على الديمقراطية والمشاركة العامة، والمستقبل سيكون للشعوب التي تناضل من أجل الحرية والمساواة".