'المنظور الجنساني في الرياضة يؤدي إلى إقصاء المرأة'

تقول (نيشتمان. ن) إحدى اللاعبات في مجال كرة القدم الخماسية "إن المنظور الجنساني بكافة أبعاده يمكن أن يؤدي لإقصاء المرأة عن الرياضة، وتعمل وسائل الإعلام أيضاً على تعزيز السلطة الأبوية من خلال إظهار قدر أقل من الأنشطة الرياضية النسائية".

هوجين شيخي 

ديواندره ـ واجهت المرأة العديد من التحديات والقيود للمشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة تاريخياً، كانت مشاركة المرأة في الرياضة محدودة بسبب معتقدات المجتمعات الأبوية. كانت الرياضة تعتبر مجالاً ذكورياً ولم يكن للمرأة دور في أداء الأنشطة البدنية، بينما اليوم تشارك في مجموعة واسعة من الألعاب الرياضية على مستوى الهواة والمحترفين.

تنافس النساء في جميع الألعاب الرياضية والمسابقات مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والتنس وكرة الصالات والجمباز والسباحة وغيرها الكثير. وجد تقدم كبير للمرأة في المجالات الرياضية المختلفة، ولكن لا تزال التحديات وعدم المساواة بين الرياضيين والرياضيات قائمة، فالرياضات النسائية أو الذكورية تمنع بعض الأشخاص من ممارسة العديد من الألعاب الرياضية بحجة أن هذه الأنشطة خاصة بالأنثى أو بالذكر.

هذا التقسيم على أساس الجنس لا يحدث فقط في الرياضة، ولكن في جميع مجالات الحياة وقد خلق في بعض الأحيان حدوداً غير قابلة للعبور بين الناس والأنشطة والتواصل بينهم.

 

"الرياضة هي الحب وأنا أعرف نفسي بشكل أفضل من خلالها"  

قالت (نيشتمان. ن) إحدى لاعبات كرة الصالات "ألعب كرة الصالات منذ سنوات طويلة، ورغم القيود والعوائق الكثيرة، إلا أنني وقفت أمام كل صعوبات هذه الرياضة ولم أستسلم أبداً، بالنسبة لي الرياضة هي الحب وأنا أعرف نفسي بشكل أفضل من خلالها. في الواقع، كرة الصالات هي إحدى الرياضات التي تحظى بجماهيرية كبيرة بين معظم الناس، وخاصة الفئة الشابة، ولها قيود وتحديات كثيرة كما أتمنى أن يبشر الغد بالحرية للمرأة في جميع المجالات".

 

"كل هذا هو انعكاس لكراهية النساء والعنف في المجتمع"

وأشارت إلى التحديات التي تواجه الرياضة النسائية "اللعب بالكرة واستخدام التقنيات المتقدمة في صالات اللعب يجعل اللاعبين يشعرون بمتعة النجاح في أداء هذه المهارة في معظم الأوقات. لكن ليس لدينا ملعب للتدريب والملاعب العشبية الطبيعية مخصصة للرجال فقط، ولأنه لم يكن لدينا المرافق اللازمة في ديواندره، فقد تم حل فريقنا الآن وكل واحد منا يقوم فقط بتدريبه الشخصي. من المؤكد أن فرق ديواندره تتمتع بإمكانيات وقدرات جيدة يمكنها الاستمرار في النجاح. يمكننا بالتأكيد رؤية صعود فرق المحافظة الجيدة إلى دوري الدرجة الثانية".

وأضافت "لقد كنت لاعبة كرة قدم للصالات لمدة 10 سنوات، لكنني لم أرى أي دعم، وإذا استمر هذا الاتجاه ولم يتم دعم هؤلاء الشابات، فسيزداد الوضع سوءاً. فمن تأنيث وذكورة العديد من الألعاب الرياضية، إلى عدم ظهور المرأة في العديد من المسابقات بحجة التستر، إلى منع النساء من دخول الملاعب؛ جميعها انعكاسات لكراهية النساء والعنف في المجتمع". 

وبينت أنه "بحسب القواعد، يجب على اللاعبات في إيران وشرق كردستان ارتداء الحجاب والملابس ذات الأكمام الطويلة والسراويل والجوارب في اللعبة، وإذا ارتفعت أكمام ملابسهن أثناء المباراة أو سقط حجابهن بسبب اصطدام الكرة برؤوسهن، سيتم تقديمهن إلى المؤسسات التأديبية المختصة. وتظهر هذه الممارسات إلى أي مدى أثر الحجاب الإلزامي على حياة الرياضيات واستبعاد عدد كبير من السكان من المشاركة في الساحات الاجتماعية".

 

"أخبار المرأة في وسائل الإعلام تُبث أحياناً مع ترجمة"

وأشارت إلى أنه "في مختلف بلدان العالم يتم نشر الأخبار الرياضية وإذاعة المباريات النسائية في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى استقطاب الرعاة الماليين وحل المشكلات المالية للفرق الرياضية النسائية إنه تشجيع للنساء الأخريات على أمل أن يرين أنفسهن منتصرات وناجحات في مجالات المنافسة. إن النظرة نفسها تجاه النوع الاجتماعي في جميع الأبعاد يمكن أن تؤدي إلى استبعاد المرأة من الرياضة. وفي هذه الأثناء، تعمل وسائل الإعلام في إيران على تعزيز النزعة الذكورية من خلال إظهار قدر أقل من الأنشطة الرياضية النسائية والتقليل من أهميتها في مضامين برامجها".

وأكدت أن المرأة "حققت تقدماً جيداً نسبياً في المجالات غير الرياضية، لكنها ما زالت تعتبر كنساء أولاً ثم كرياضيات في مجال الرياضة والمنافسة، ويتم قمع العديد من المواهب لدى الفتيات، وانخفاض ثقتهن بأنفسهن وتعرضهن للاكتئاب خلال فترة المراهقة يرجع إلى الابتعاد عن الاهتمامات، ويجب زيادة عدد الرياضيات، فوجود الرياضيات في المسابقات المحلية أو الدولية يشجع الناس على التفكير أكثر في مفهوم الجنس في المجتمع".