صحفيات: سنكمل مسيرة النضال من أجل حرية التعبير
استهدفت الدولة التركية الصحفيين الكرد، فكان ردهم النضال والمقاومة من أجل حرية التعبير وإظهار حقيقة الدول الاستعمارية والرأسمالية في مساعيها لإسكات صوت الحقيقة.

أفزام فيان
مركز الأخبار ـ في سماء تخيم عليها الطائرات المسيّرة التابعة للاحتلال التركي، لا يزال صوت الحقيقة يتردد صداه، والاعتداءات المستمرة على الصحفيين الكرد في إقليمي شمال وشرق سوريا وكردستان ليست سوى محاولة لإسكات أصوات الحرية والمقاومة.
القلم الذي يقف في وجه السياسات القمعية لا ينكسر بسهولة، والصحفيون ليسوا ضحايا لهجمات الدولة التركية فحسب، بل هم أيضاً قادة في النضال ضد عقلية ترى في حرية التعبير تهديداً لسلطتها، وإن كل تقرير يتم نشره، وكل صورة توثق جرائم الحرب، تخلق صدعاً آخر في جدار الرقابة والقمع، إنهم ليسوا شهوداً على التاريخ فحسب، بل هم أيضاً مهندسو الوعي؛ صوت ارتفع ضد الصمت المفروض.
وفي حين تحاول الدولة التركية وحلفاؤها في إقليم كردستان إثارة الخوف والرقابة، يواصل الصحفيون كتابة الروايات بشجاعة والالتزام بالكشف عن الحقيقة.
الصحفية في قناة JIN TV جيان خليل قالت "تستمر الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان، حيث شارك العديد من الأشخاص في النضال الصحفي لفضح الانتهاكات التي يتعرض لها أهالي المنطقة خاصة النساء، ولذلك، يقومون في هذا السياق بإعداد التقارير المرئية ونشر الوثائق للعامة".
وأضافت "يرى الرأي العام أن كافة الوثائق والتقارير المنشورة في وسائل الإعلام خاصة الكردية في الغرب مهمة ومؤثرة، لكن هناك من يعتبر الحقائق، وعلى رأسها الوثائق المتعلقة بجرائم الحرب في المنطقة، أمراً غير مسبوق، ولكننا نعلم أن كافة الحقائق عن الانتهاكات في إقليم شمال وشرق سوريا كشفها الصحفيون خاصة النساء".
"حكومة إقليم كردستان وتركيا تتعاونان"
وعن دور الدولة التركية في عرقلة واعتقال الصحفيين أوضحت "في الحقيقة فإن عرقلة عمل وسائل الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان هو هجوم واضح للغاية، وإذا تحدثنا عن إقليم كردستان، فقد تم إغلاق شركة كازنغى باربيانى التي تقوم بإعداد البرامج لقناة JIN TV، من قبل قوات أمن السليمانية التي تدعم عقلية الدولة التركية، تسعى هذه الشركة لنقل أصوات وألوان المرأة الكردستانية إلى العالم، ومن الواضح أن الدولة التركية تريد قمع صوت الحقيقة".
وأضافت "في شمال كردستان، الاعتداءات على وسائل الإعلام الكردية واعتقال الصحفيين هي نفسها التي تحدث في إقليم كردستان، لذلك أقول إن حكومة إقليم كردستان والدولة التركية تتعاونان مع بعضهما البعض، لكن من الواضح أنهم لا يستطيعون تحقيق أهدافهم لأن صوت الحقيقة ليس فقط من خلال شركة أو وسيلة إعلامية، بل الصحفيين يستطيعون التعبير عنه بأي وسيلة كانت".
ولفتت إلى أن "العديد من مواقع التواصل الافتراضي التي ينتمي أغلبها إلى جهاز المخابرات التركي تنشر صور للمجازر التي ترتكبها الدولة التركية بحق الحصفيين الذين قتلوا في مقاومة سد تشرين بإقليم شمال وشرق سوريا، وقد أظهرت الدولة التركية وجهها الحقيقي مرة أخرى من خلال استهداف الصحفي عكيد روج الذي أصبح صوت مقاومة المقاتلين والأهالي في سد تشرين، وأستطيع أن أقول إن قوتنا وشجاعتنا وتصميمنا على النضال ضد جرائم الدولة التركية سوف تزداد، هناك المئات من الصحفيين الذين ضحوا في سبيل حرية التعبير منهم ناظم دشتان وجيهان بلكين، وكلستان تارا وهيرو بهاء الدين".
حكومة إقليم كردستان تمنح حقوقها للدولة التركية
وعن صمت حكومة إقليم كردستان تجاه مقتل الصحفيين قالت "هاجمت الدولة التركية الصحفيين في إقليم كردستان خلال العامين الماضيين، ولكن للأسف الشديد ظلت حكومة الإقليم تلتزم الصامت إزاء هذه الهجمات، كما منحت الدولة التركية الحق في الهجوم أينما وكيف وضد من، ولو لم تحصل على هذا الحق لما هاجمت إقليم كردستان بهذه السهولة، ولذلك، يجب على حكومة الإقليم أن تتحمل المسؤولية عن كل هذه الهجمات".
وأضافت "تركيا عدو الكرد وستهاجمهم أينما كانوا، لذلك يجب عليهم أن يقفوا في وجه هذه الهجمات، وأن يتحدوا مع بعضهم البعض وأن يمنعوا هجوم الدولة التركية، ومن المؤسف أن رفاقنا مثل عزيز كويلو أوغلو، وكلستان تارا وهيرو بهاء الدين، بالإضافة إلى شخصيات مثل زلال وصالح الذين كانوا يناضلون من أجل تنظيم المجتمع والشعب، أصبحوا هدفاً لهجمات الدولة التركية، لكن صوت الحرية لن يُسكت مرة أخرى".
وعن تعزيز الموقف الدولي بشأن استقلال الصحفيين أوضحت "هناك العديد من الصحفيين المستقلين في كردستان الذين يقولون الحقيقة، والعديد من الصحفيين يوثقون جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية، وسيرسلونها إلى الاتحاد الأوروبي لوضع حد لهذه الهجمات، لكن في الواقع، فإن دعم الاتحاد للصحفيين ضعيف، ولو تم الدعم من أجل الحصول على كافة الحقائق والأدلة، لكانت الدولة التركية في وضع مختلف، ولما هاجمت الشعب، وخاصة الصحفيين".
"إن صحفيي روج آفا هم أبناء هذه الأمة ونشأوا في الثورة"
وتطرقت إلى الهجمات والضغوطات التي تمارسها عليها الدولة التركية لعرقلة نضالها كصحفية "نحن الصحفيون لسنا خائفين، نشعر بالحزن إزاء الجرائم التي ترتكبها الدولة التركية ضد شعبنا، لكننا لسنا خائفين، ومن الواضح أن هدفها ترهيب الصحفيين، وإن استهداف رفاقنا واستشهادهم يزيد من إصرارنا على مواصلة كشف حقيقة جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية، وسنوصل صوت الحقيقة إلى الناس، والصحفيون في إقليم شمال وشرق سوريا هم أبناء هذه الأمة ونشأوا في ظل الثورة، لذلك يجب على الدولة التركية أن تعلم أنها لا تستطيع ترهيبنا أو طمس الحقيقة لأننا كصحفيين سنكشفها ونظهرها للعالم".
الصحفيون ينقلون صوت المقاومة الشعبية
بدورها قالت الصحفية بيجارد خليف زاده "لقد حاربت الدولة التركية الشعب الكردي باستمرار وحاولت استهدافه، وفي الوقت نفسه، رأينا الصحفيين يحاولون باستمرار توثيق هذه الهجمات على شعبهم والقيام بواجبهم، وقد لعبوا دوراً هاماً خلال مقاومة الشعب ضد الهجمات كما يحصل في سد تشرين، وقد اتخذوا مواقع لهم في أماكن خطيرة لإظهار الصوت الحقيقي للمقاومة ووحشية الدولة التركية للعالم، ولذلك فإن هذه التضحية التي يقدمها الصحفيون، وخاصة في إقليم شمال وشرق سوريا، جعلتهم هدفاً لهجمات الدولة التركية".
وأضافت "هناك هجمات وحشية متواصلة في كافة أجزاء كردستان، خاصة وأن الدولة التركية تهاجم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا منذ سنوات طويلة، فعلى سبيل المثال، إذا تحدثنا عن احتلال عفرين، فهي لا تنتهك حقوق الشعب فقط، بل أيضاً الطبيعة، بمعنى آخر، إنها تريد تدمير وجود الكرد بكل الطرق، لذلك بات واضحاً أن الدولة التركية ضد وجود الشعب الكردي".
ولفتت إلى أن "الدولة التركية تستهدف الصحفيين بطائراتها المسيرة على أراضي إقليم كردستان، فقد استهدفت كلستان تارا وهيرو بهاء الدين في آب من العام الماضي أثناء قيامهما بواجبهما، هذه الهجمات على الصحفيين من قبل الدولة التركية تثبت أنهم تمكنوا من أن يصبحوا صوت شعبهم من خلال أقلامهم وكاميراتهم وإظهار الوجه الحقيقي لعدو الشعب والأرض للعالم".
وأوضحت "في الوقت نفسه نرى أن حكومة كردستان لم تتخذ موقفاً ذا شأن، فرغم إدانتها من قبل الشعب إلا أن مؤسسات الإقليم لم تبد أي موقف، لو كان هناك موقف لما تم استهداف الصحفي عزيز كويلو أوغلو من قبل الطائرات التركية على أراضي إقليم كردستان مرة أخرى".
ولفت بیجارد خليف زاده الانتباه إلى الموقف الدولي "كانت هناك محاولة لجذب انتباه العالم على اعتداءات الدولة التركية على الصحفيين وتسجيلها كجرائم حرب من قبل المجتمع الدولي، كما تم إعداد وفد لزيارة الأحزاب في إقليم كردستان، لكي يتم التصويت على أن الاعتداءات على الصحفيين جرائم حرب، ومن الواضح أن هذه الجهود لم تكن كافية".
وأضافت "لقد شهدنا مرة أخرى العديد من الاعتداءات على الصحفيين، وبالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال عدد من الصحفيين في شمال كردستان بعد الهجمات على البلديات، وفي الأيام الأخيرة، تعرض الصحفي عكيد روج لاستهداف ما أدى لاستشهاده أثناء توثيقه انتهاكات الاحتلال التركي على سد تشرين، ويثبت هذا أن الصحفيين يقلقون الدولة التركية من خلال مقاومة جرائم الحرب وتوثيقها".