نساء كوباني تشاركن للمرة الرابعة في مناوبة حماية سد تشرين

يستمر أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بفعالياتهم ونشاطاتهم على سد تشرين من أجل حمايته من الهجمات التركية بالرغم من استهداف الاحتلال للمدنيين.

نورشان عبدي

كوباني - أكدت نساء مدينة كوباني المشاركات بمناوبة سد تشرين للمرة الرابعة بأنهن لن تتوقفن عن المشاركة في هذه المقاومة وستدافعن عن سد تشرين حتى الرمق الأخير، وبنضالهن ومقاومتهن ستحمين مكتسبات ثورتهن.

بدأت هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على محيط سد تشرين وجسر قراقوزاق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 وللتصدي لتلك الهجمات تبدي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة مقاومة تاريخية من أجل حماية السد والأهالي والمنطقة، إلا أن هجمات الاحتلال التركي المستمرة تعرض سد تشرين للانهيار مما سيعرض حياة الآلاف في المنطقة للخطر.

ومع التخاذل الدولي رد أهالي إقليم شمال وشرق سوريا من مقاطعات الجزيرة والرقة والطبقة والفرات بنضالهم ومقاومتهم على هجمات الاحتلال التركي وذلك من خلال فعالية المناوبة على سد تشرين المستمرة منذ 8 كانون الثاني/يناير بهدف حماية سد تشرين والمياه من الانهيار، ومنذ اليوم الأول استهدف الاحتلال التركي قافلة شعبية ما أدى لوقوع ضحايا بين قتيل ومصاب.

وبتاريخ 6 شباط/فبراير الجاري توجه أهالي مدينة كوباني بمقاطعة الفرات نحو سد تشرين للمشاركة للمرة الرابعة معتبرين أن فعالية المناوبة مقاومة تاريخية بالنسبة لهم، وأن حماية السد واجب على أهالي إقليم شمال وشرق سوريا.

 

"الهجمات الوحشية تزيد إصرار الشعب للاستمرار بالنضال"

عن هدف توجههم إلى سد تشرين قالت زوزان خليل "نحن الآن متواجدين على محيط سد تشرين وهذه المرة الرابعة التي يتوجه فيها الأهالي من كوباني إلى سد النضال والمقاومة وسد الشهداء، وذلك من أجل المشاركة في حماية السد والمياه وكهرباء المنطقة من هجمات العدوان التركي ومرتزقته التي تهدف لسلب مكتسبات شعوب مناطقنا".

وأضافت "أكمل أهالي إقليم شمال وشرق سوريا من جميع المقاطعات شهر وهم يناضلون على سد تشرين من أجل حمايته، لأنه في حال انهيار السد ستحدث كوراث بشرية وبيئية كبيرة على مناطقنا وعلى سوريا وكذلك البلدان المجاورة أيضاً، ومن أجل هذا نحن اليوم كمدنيين متواجدين هنا لإيقاف الهجمات التركية العدوانية على شعوب المنطقة".

وعن استهداف الاحتلال التركي للمدنيين قالت "بالرغم من التصعيد التركي على محيط سد تشرين وعلى مبنى السد وبالرغم من ارتكاب تركيا مجازر بحق شعوب المنطقة الذين يحمون مكتسباتهم، نضالنا مستمر والمقاومة مستمرة والقوات تستمد نضالها ومقاومتها وإرادتها من نضال ومقاومة هذا الشعب، لذلك نضالنا ومقاومتنا من أجل حماية السد مستمرة ولن تتوقف حتى يتم إيقاف الهجمات التركية على المنطقة".

 

"مقاومة سد الشهداء هي مقاومة تاريخية"

وعن مشاركتها في مقاومة سد تشرين بينت سوسن عباس أنها شاركت انطلاقاً من مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية لحماية المنطقة، وامتناناً لما قدمته القوات العسكرية من تضحيات خلال السنوات الماضية "بمحبة كبيرة لأرضنا ننضم لمقاومة السد بشكل مستمر، ونتحدى الاستهداف المستمر للاحتلال التركي للمدنيين بطائراته الحربية والمسيرة، وقد قدمنا تضحيات كبيرة كما ارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون ومع ذلك لن تضعف قوتنا وإرادتنا بل على العكس هذا يزيدنا إصراراً لاستمرار النضال من أجل حماية السد".

وأشارت إلى مفهوم حرب الشعب الثورية التي يخوضها أهالي المنطقة "الشعب بمعنويات عالية وبروح حرب الشعب الثورية يناضل ويقاوم من أجل حماية ذاته وأرضه ومكتسباته، واليوم بهذه المقاومة الشعب الكردي وشعوب المنطقة يسطرون التاريخ من جديد".

وأضافت "هذه المرة الثالثة التي أشارك فيها في مقاومة السد وإذا تطلب الأمر سأشارك لعشرات المرات من أجل حماية المياه والكهرباء لهذا الشعب الذي تعتدي عليه الدولة التركية وعلى مرى العالم".

واستنكرت الصمت الدولي حيال ما يفعله الاحتلال التركي بحق شعوب المنطقة في سد تشرين، متسائلةً "لماذا العالم يبقى صامت عما يفعله الاحتلال التركي بشعوب المنطقة، لقد مللنا السؤال لذلك نحن اليوم لن نطلب من أحد حمايتنا لأننا سنحمي أرضنا بقوتنا وإرادة مقاتلينا الذي يناضلون ويتصدون لهجمات الاحتلال التركي على مناطقنا بعزيمة وإصرار، ولدينا ثقة كبيرة بقواتنا وسنبقى بجانبها لنحمي معاً أرضنا حتى رمقنا الأخير".