نقص المياه في قرى مهاباد يفاقم معاناة النساء

أكدت الموظفة في دائرة المياه والصرف الصحي (ليلى. ج)، أن حوالي 45 قرية في مهاباد تعاني من نقص المياه، وفي بعض القرى يعتمد الأهالي على الصهاريج لملء خزاناتهم بالمياه واستخدامها للشرب فقط.

لارا جوهري

مهاباد ـ يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى نقص المياه في العديد من المناطق، ويعتبر توفير مياه الشرب من المشاكل الرئيسية التي يواجهها السكان، وخاصة الذين يعيشون في القرى، لأنه لا يتم إمدادهم بالمياه بشكل مباشر من مصادر المياه في المدن.

هناك حوالي 120 قرية تغطيها دائرة المياه والصرف الصحي في مدينة مهاباد بشرق كردستان، إلا أنه بحسب ما ورد فإن العديد من تلك القرى لا تصلها مياه الشرب أو تصلها مرات قليلة في الصيف الحار.

وقالت إحدى الموظفات في دائرة المياه والصرف الصحي في مهاباد (ليلى. ج)، إنه يقع على عاتق دائرة المياه فحص المياه والآبار ومصادر المياه وتوفير مياه الشرب.

وعن مصادر المياه في المدينة والقرى المحيطة بها، أوضحت أنه "في مدينة مهاباد توجد مصفاتان نُعرفهما بالمصفاة الجديدة والقديمة، كانت المصفاة القديمة تستخدم لتزويد مدينة مهاباد بالمياه لكن المياه أصبحت عكرة أو موحلة لذا كان يجب بناء مصفاة جديدة، وبعد تغييرات قليلة في محطة المعالجة القديمة تم استخدامها لتزويد القرى المجاورة بالمياه مثل يوسفكند، ولكن درجات الحرارة المرتفعة وقلة هطول الأمطار أثرت على الموارد المائية في كل من المدينة والقرى".

وأشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار يتسببان بأزمة مياه، خاصةً في القرى لأنها تعتمد على مياه الأمطار التي تغذي الآبار، فيما يتم توفير مياه المدينة من سد مهاباد.

 

45 قرية تعاني من نقص المياه

ولفتت (ليلى. ج) إلى أن بعض القرى المجاورة يتم إمدادها بالمياه من خلال مصادر المياه في المدينة، أي سد مهاباد، لكن باقي القرى تزودها مصادر المياه الخاصة بها "من بين 120 قرية تغطيها دائرة المياه والصرف الصحي في مهاباد، تعاني حوالي 40 إلى 45 قرية من نقص المياه، ويستخدمون المياه على شكل حصص، وفي بعض القرى يتم توفير المياه مرة واحدة كل يوم عن طريق الصهاريج".

وعن نقص مصادر المياه في القرى، بينت أنه "في بعض الأماكن، قد يفتحون مصادر المياه لمدة ساعة إلى ساعتين في اليوم، وفي وقت معين، لذلك يستخدم الأهالي تلك المياه للشرب فقط. في بعض القرى يعتمد الأهالي على الصهاريج ويقفون في طابور لملء خزانات المياه الخاصة بهم، ومعظم المياه تستخدم للشرب، كما أنه في بعض القرى، يفتقرون للمياه، على سبيل المثال، في قرية سرتان على طريق سردشت، التي تعتمد على مياه الأمطار التي تغطي احتياجاهم من المياه لمدة شهرين فقط في السنة، وفي الأشهر الأخرى يستخدمون مياه الينابيع".

 

زيادة الهجرة إلى المدينة

ولفتت إلى أن حفر الآبار الجوفية يفاقم أزمة المياه "إن حفر الآبار غالباً ما يتم بشكل غير قانوني، وفي السنوات القليلة القادمة سنرى الآبار تزداد عمقاً وتناقص موارد المياه الجوفية، وهو كارثة بيئية، مضيفةً أن دائرة المياه والصرف الصحي تتجاهل الآبار غير المرخصة لعدم تمكنها من توفير المياه.

وحول معاناة النساء بسبب نقص المياه في بعض القرى، قالت "في كثير من الحالات، حتى حفر البئر لا يمكن أن يلبي احتياجات السكان من المياه، وفي قرية سرتان تتفاقم معاناة النساء اللواتي تحكمهن القيود والذهنية الذكورية السائدة خلال أزمة نقص المياه والواجبات والمسؤوليات التي تقع على عاتقهن بجلب المياه من أماكن بعيدة إلى المنزل للقيام بواجباتهن من غسيل الملابس والأطباق وأخذ الأطفال إلى الينابيع للاستحمام".

ونوهت (ليلى. ج) إلى أنه من النتائج الأخرى التي يسببها نقص المياه هي الهجرة من القرى إلى المدينة.

 

"معظم مياه الشرب غير صحية"

وعن صحة مياه الشرب، أوضحت أنه "في إيران، تتم معالجة المياه فقط بالكلور، وتظهر الاختبارات أن معظم مياه الشرب غير صحية، وأن المعادن الثقيلة، مثل الزئبق، مرتفعة للغاية في مياه بعض المناطق لدرجة أنها يمكن أن تعرض صحة الأهالي للخطر، ففي مدينة مياندوآب المياه ملوثة لدرجة أن طعمها مالح، وفي مهاباد والقرى المحيطة بها، يتم إجراء المعالجة بالكلور فقط، ولا يتم اختبار صحة المياه بدقة".

وفي ختام حديثها، أكدت (ليلى. ج) أن نقص المياه وتنقيتها أزمة أدى فيها الافتقار إلى الإدارة والتنظيم الحكومي إلى كارثة "قلة الميزانيات المخصصة لهذا القطاع والنهب من قبل كبار المسؤولين، إلى جانب عوامل أخرى، فاقمت هذه الأزمة، وإذا استمر هذا الاتجاه، فإنه سيؤدي إلى كوارث بيئية".